والرئيس الإسرائيلي يقول إن لجنة تحقيق "رسمية" السبيل لاستعادة الثقة، بينما يطالب نتنياهو وحزبه بلجنة تحقيق "سياسية" محدودة الصلاحيات...
دعت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف ميار، الأربعاء، إلى اتخاذ قرارات سريعة بشأن تشكيل لجنة تحقيق "رسمية" في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في رسالة وجهتها المستشارة للمحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) بعد أن طلبت رأيها في التماسات مقدمة تطالب المحكمة بإلزام الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق "رسمية" بإخفاقات 7 أكتوبر، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
وفي هجوم مباغت هز الجيش الإسرائيلي، هاجمت حماس في ذلك اليوم 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، "ردا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى"، وفق بيان الحركة.
وتسبب الهجوم بحالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.
وقالت ميارا، في الرسالة، إن "لجنة تحقيق رسمية هي الأداة القانونية المناسبة للتحقيق في أحداث 7 أكتوبر والحرب (الإبادة الإسرائيلية بغزة)".
وأضافت: "بعد مرور نحو عام وشهرين على اندلاع الحرب، على الحكومة مناقشة الموضوع واتخاذ القرارات في أسرع وقت".
ورأت أن هناك "تخوفاً من المساس بفعالية آلية التحقيق، بهدف تأجيل إنشائها لفترة زمنية غير محددة وغير معروفة".
وأكدت المستشارة أن "آلية لجنة تحقيق رسمية بخصائصها التي نص عليها التشريع وفي مقدمتها استقلالها المهني الكامل، هي المناسبة".
كما طالبت بـ"إجراء تحقيق شامل وفحص لسلوك الأنظمة الحكومية ككل، لمنع المزيد من الإخفاقات، وحتى لا تحدث كارثة مثل السابع من أكتوبر مرة أخرى".
في السياق، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الطريقة الوحيدة لاستعادة الثقة هي التحقيق العميق (في إخفاق 7 أكتوبر) والتعلم".
وأضاف: "يجب على الدولة أن تبدأ في أقرب وقت ممكن عملية التحقيق في التقصير والكارثة، بطريقة موثوقة لا هوادة فيها".
وختم هرتسوغ، تصريحاته بالقول: "أكرر دعوتي لوجود لجنة تحقيق رسمية وفق القانون".
والاثنين، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المحكمة العليا بأنها لا تملك صلاحيات لإصدار أمر بتشكيل لجنة تحقيق "رسمية" في الإخفاق المذكور، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وفيما يطالب نتنياهو وحزبه "الليكود" بتشكيل لجنة تحقيق "سياسية" محدودة الصلاحيات وبقرارات غير ملزمة، تطالب المعارضة في المقابل، بلجنة "رسمية" كاملية الصلاحيات وتستطيع التحقيق مع كل الشخصيات المتورطة بإخفاق 7 أكتوبر.
ومنذ ذلك اليوم، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.