- الجماعة اليمنية تطلق صواريخ على إسرائيل في ساعات ما بعد منتصف الليل وحتى قبل الفجر - مع كل هجوم من الحوثيين وتنفيذا لتعليمات الجيش يهرع ملايين الإسرائيليين في مناطق الوسط بما فيها تل أبيب إلى الغرف الآمنة والملاجئ - إصابة 29 إسرائيليا بينهم حالة خطيرة في حوادث تزاحم أثناء الهرولة إلى الملاجئ - الإسرائيلي موتي شوشان: الناتج المحلي الإجمالي للفرد لدينا حوالي 110 أضعاف نظيره باليمن، ولا يسمحون لنا بالنوم! - روعي بوليتي: كيف وصلنا إلى إطلاق صواريخ من اليمن كل ليلة و100 مختطف بغزة منذ سنة وشهرين. كل هذا والفاسقون الذين يلعبون بأرواحنا ما زالوا في السلطة وليسوا في السجن؟ - الحكومة الإسرائيلية تدرس شن هجوم رابع على اليمن.. وشير روفين تتساءل مستنكرة: لماذا لدينا قنبلة نووية إن لم يكن لتدمير اليمن
تربك هجمات جماعة الحوثي اليمنية حياة ملايين الإسرائيليين في وسط البلاد، لا سيما أنها تتم عادة في ساعات ما بعد منتصف الليل وحتى ما قبل الفجر.
فلا تدع هذه الهجمات للإسرائيليين مجالا للنوم ليلا، فيما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.
والأربعاء، أطلق الحوثيون صاروخا على إسرائيل الساعة 04:26 فجرا (02:26 ت.غ)، فيما أطلقوا صاروخا الثلاثاء الساعة 01:30 (11:30 ت.غ) بعد منتصف الليل.
وظهر الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة، أُطلقت من اليمن، قبالة شواطئ تل أبيب.
وفي الساعة 03:45 فجرا (01:45 ت.غ) السبت سقط رأس صاروخ أُطلق من اليمن على مدرسة في رمات غان، قرب تل أبيب، ما أحدث دمارا كبيرا، فيما أُعلن ظهر الجمعة اعتراض مسيّرة أُطلقت من اليمن.
ومع كل هجوم من الحوثيين، وتنفيذا لتعليمات الجيش الإسرائيلي، يهرع ملايين الإسرائيليين في وسط البلاد، بما فيها تل أبيب، إلى الغرف الآمنة أو الملاجئ.
وعلى الرغم من إعلان الجيش اعتراض صاروخين، إلا أن تأثير إطلاق صفارات الإنذار على الإسرائيليين يبدو كبيرا، مع حدوث إصابات بشرية وأضرار مادية.
والثلاثاء، أعلنت هيئة البث العبرية (رسمية) إصابة 20 إسرائيليا، بينهم إصابة خطيرة، أثناء الهرولة إلى الملاجئ، فيما أفادت الأربعاء بإصابة 9 في حادث مماثل.
وعادة ما يكون لإطلاق صفارات الإنذار في مناطق وسط إسرائيل أثره الملموس، باعتبار أنها تبعد نسبيا عن الحدود مع لبنان في الشمال ومع غزة في الجنوب.
ويتجاوز عدد سكان وسط إسرائيل مليوني شخص، ولكن مدى صفارات الإنذار يصل إلى أبعد من هذه المنطقة، ما يعني أنها تؤثر على مزيد من الإسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي، عبر منصة إكس الأربعاء: "للمرة الخامسة خلال أسبوع، هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد أن أطلق الحوثيون في اليمن صاروخا".
** "غلاف اليمن، ليلة بعد ليلة"
ومستعينا بخارطة نشرها الجيش لمناطق إطلاق صفارات الإنذار فجر الأربعاء، وتمتد في كل وسط إسرائيل، كتب الإسرائيلي شلومو هيشت على إكس: "غلاف اليمن، ليلة بعد ليلة".
ويشير هيشت بذلك إلى أن إطلاق الصواريخ أصبح متكررا كما كان الحال في المستوطنات الإسرائيلية بمحاذاة غزة.
وكتب الإسرائيلي موتي شوشان إن "الناتج المحلي الإجمالي للفرد لدينا حوالي 110 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للفرد في اليمن. ولا يسمحون لنا بالنوم".
ومشيرا إلى استيقاظ عائلته مبكرا على وقع صفارات الإنذار، كتب أفي اتياس: "على الجانب الإيجابي، الساعة 6.30 صباحا وقد أكل الأطفال بالفعل وارتدوا ملابسهم واستعدوا للذهاب إلى المدرسة وروضة الأطفال. شكرا يمن".
وبينما تتواتر تصريحات مسؤولين وتقارير وسائل إعلام إسرائيلية عن الإعداد لضربة عسكرية كبيرة لليمن، تبرز دعوات حتى لاستخدام "القنبلة النووية".
ومستنكرة، تساءلت الإسرائيلية شير روفين على إكس الأربعاء: "لماذا لدينا قنبلة نووية إن لم يكن لتدمير اليمن".
** انتقادات للحكومة
ولا تخلو تعليقات الإسرائيليين من انتقادات حادة للحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وكتب روعي بوليتي الأربعاء: "كيف بحق الجحيم وصلنا إلى حالة تطلق فيها الصواريخ من اليمن كل ليلة".
وتابع: "100 مختطف (أسير إسرائيلي) في غزة منذ سنة وشهرين. كل هذا الوقت والفاسقون الذين يلعبون بأرواحنا ما زالوا في السلطة وليسوا في السجن؟".
سياسيا، قال وزير الدفاع الأسبق، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، أفيغدور ليبرمان عبر "إكس" الأربعاء: "لا يجب التعود على تهديدات الحوثيين، يجب أن نوجه لهم ولإيران ضربة ساحقة وحاسمة الآن".
ووفق هيئة البث، الأربعاء، فإن "المستوى السياسي (الحكومة) يدرس شن رابع هجوم على أهداف للحوثيين في اليمن" في إشارة شن إسرائيل بالفعل 3 هجمات جوية على اليمن منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة.
وأضافت أن "الجيش بدأ ببلورة الخطط في هذا الموضوع" دون تفاصيل.
على الجانب الآخر، أعلنت جماعة الحوثي رفع الجاهزية في عموم مستشفيات العاصمة صنعاء (شمال) تحسبا لهجوم إسرائيلي وسط استمرار التصعيد العسكري بين الجانبين.
و"تضامنا مع غزة"، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافة إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.