أقر الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بفشله في اعتراض صاروخ أطلق من لبنان على منطقة تل أبيب الكبرى وسط إسرائيل، مساء أمس الاثنين، ليتراجع بذلك عما كان قد أشار إليه حول سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية: "كشف تحقيق للجيش الإسرائيلي أن قواته حاولت اعتراض الصاروخ الذي أطلق من لبنان أمس، لكنها فشلت".
وأضافت: "قال الجيش إن الصاروخ الاعتراضي أطلق، لكنه لم يتسبب في انفجار الصاروخ (من لبنان)، فسقط رأسه في مدينة رامات غان بوسط إسرائيل، وانفجر عند اصطدامه بالأرض، وتسبب في اندلاع حريق".
وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان، مساء أمس الاثنين: "متابعة للإنذارات في وسط إسرائيل، تمكن سلاح الجو من اعتراض صاروخ واحد أطلق من لبنان، وتم رصد سقوط ما يرجح أنها شظايا عملية الاعتراض".
لكنّ الشرطة الإسرائيلية ذكرت في بيان مساء الاثنين، أن ما سقط هو صاروخ أطلق من لبنان وليس صاروخا اعتراضيا.
وقالت إنها "تلقت تقارير عن سقوط صواريخ في منطقة تل أبيب، وقد أسفر ذلك عن وقوع أضرار، وإصابة عدد من المدنيين".
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية في حينه عن الشرطة الإسرائيلية قولها، إنها "ليست شظايا صاروخ اعتراضي وإنما صاروخ (هجومي)".
وعلى إثر هذا التضارب، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا توضيحيا، مساء الاثنين، قال فيه: "بعد فحص أجرته قوات الأمن في ساحة السقوط في رامات غان يتبين أن الحديث عن سقوط أجزاء من الصاروخ نتيجة عملية الاعتراض".
وأضاف: "من التحقيق الأولي لأنظمة الدفاع الجوي يتضح أن صاروخ الاعتراض أصاب صاروخ أرض-أرض تم إطلاقه من ارتفاع عالٍ في لبنان وتمكن من تحطيمه لعدة أجزاء".
وتابع الجيش الإسرائيلي في بيانه الذي تراجع عنه اليوم: "نتيجة عملية الاعتراض سقط جزء من الصاروخ وأصاب الأرض وأسفر عن إصابات وأضرار. الحادث قيد التحقيق".
ولكن ما نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء نقلا عن الجيش الإسرائيلي ينفي أن يكون الجيش الإسرائيلي قد اعترض الصاروخ الذي أطلق من لبنان ونجح بإصابة تل أبيب الكبرى.
وفجر الثلاثاء، أعلن "حزب الله" تنفيذه هجوما جويا بسرب من الطائرات المسيّرة الانقضاضية على نقاط حساسة في تل أبيب وسط إسرائيل.
ومساء الاثنين، أفادت وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن صاروخا سقط قرب مجمع تجاري بمدينة رمات غان في منطقة تل أبيب الكبرى واندلعت حرائق بالمنطقة جراء سقوط عمود كهرباء.
من جانبها، قالت القناة "12" العبرية إن 5 جرحى إسرائيليين سقطوا جراء إطلاق صاروخ من لبنان على مدينة رمات غان.
بدورها، قالت "يديعوت أحرونوت" إن مطار بن غوريون في تل أبيب توقف عن العمل وتوقف الهبوط والإقلاع خلال دوي صفارات الإنذار، واضطرت طائرات كانت تهم بالهبوط إلى الرجوع والتجول في الجو.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و516 قتيلا و14 ألفا و929 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الاثنين.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.