احتجاجات شعبية عارمة نظمها متضررو السيول التي شهدتها مقاطعة فالنسيا الإسبانية، إثر زيارة الملك فيليبي وزوجته الملكة ليتيثيا ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز للمناطق المتضررة.
خرج متضررو السيول التي شهدتها مقاطعة فالنسيا الإسبانية في مظاهرات احتجاجية عارمة تزامنا مع زيارة الملك فيليبي وزوجته الملكة ليتيثيا ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز للمناطق المتضررة، حيث رشقهم المتضررون بالطين، مرددين هتافات: "أنتم قتلة".
وتأتي هذه المظاهرات ردا على تأخر الحكومة في الاستجابة للتحذيرات التي أطلقها خبراء الأرصاد الجوية، لاتخاذ التدابير العاجلة إزاء السيول التي شهدتها المقاطعة يوم الثلاثاء الماضي.
وفي هذا الصدد، فتح مرافقو الملك والملكة المظلات لتفادي الرشق بالطين، والتقطت عدسات المصورين صورا للملكة وهي تبكي معانقة بعض المواطنين، وعليها آثار الرشق بالطين. وقد اتهم المتظاهرون الملك بعدم المبالاة إزاء هذه الكارثة الطبيعية.
من جانب آخر، أفادت الحكومة الإسبانية المركزية أن مهمة إطلاق التحذيرات تقع على عاتق السلطات الإقليمية التي أكدت بدورها أنها تصرفت وفق ما أتيح لها من معلومات.
من ناحيته، سارع رئيس الوزراء شانسيز للابتعاد على الأجواء الاحتجاجية، وعبر عن تضامنه مع الشعب من خلال منشور له على صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال:
"إننا نشاطر مواطنينا الأعزاء مصابهم الأليم، وندرك تماما أن لديهم احتياجات ضرورية، وأولويتنا الآن إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، وانتشال جثث المواطنين الذين راحوا ضحيةَ هذه السيول".
كما شدد شانسيز على أن تحقيقا سيُفتح للتثبت من وجود أي إهمال محتمل، مشيرا إلى أن الحكومة أرسلت 5 آلاف جندي إضافي إلى المناطق المنكوبة، ليصل عددهم الإجمالي إلى 7500، وهذا أكبر تجمع عسكري تشهده البلاد في أوقات السلم.
في سياق متصل، وصل عدد ضحايا السيول إلى 217 شخصا حتى الآن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد لاحقا، ولم تتوصل السلطات إلى تحديد دقيق لأعداد المفقودين.
على صعيد آخر، تسببت السيول بشلل تام في البنى التحتية وقطاع الكهرباء وشبكات النقل والاتصالات. وتزامن ذلك مع استغلال الوضع من قبل المجرمين حيث ارتفعت نسبة جرائم السرقة والسطو؛ وأعلنت السلطات الأمنية اعتقال عشرات المواطنين بتهمة السرقة والسطو.