قبة نسل "الصديق" بمصر.. نفحة روحانية قرب "البقيع الثاني"
- تاريخيًا استقر في البهنسا جماعة من نسل أبي بكر الصديق وولداه محمد وعبد الرحمن- قرية "البهنسا" تحتضن 5 آلاف من الصحابة والتابعين، بينهم 70 صحابيًا شاركوا في غزة بدر- عادة ما يحرص خدم المقامات على تعطير الأشجار بالمسك والعنبر خاصة الجمعة من كل أسبوع- القرية أيضًا كانت إحدى القرى الفرعونية الهامة حيث كانت تربط بين وادي النيل والواحات- المنطقة تشهد زيارات داخلية وخارجية من دول شرق أسيا من ماليزيا وأندونسيا
تظهر للعيان قبة شهيرة، نُسبت لنسل أبي بكر الصديق، صاحب النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، على أطراف قرية، وسط مصر.
وتعرف القرية تاريخيًا باحتضانها قبور صحابة وتابعين قبل 1400 عام، حينما قدموا إلى البلاد، حتى أطلق عليها "البقيع الثاني".
وتبرز في المكان لافتة تشير إلى أن هذه ضمن منطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا (وسط)، وتحوي قبة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، شيدت في العصر العثماني (1517-1867م).
وتاريخيًا استقر في البهنسا جماعة من نسل أبي بكر الصديق وولداه محمد وعبد الرحمن.
وبالدخول للمقام، نجد قبرين يلتفان بثوب أخضر، وشاهد تاريخي على المكان، لا تظهر الكلمات المدونة عليه نظرا لقدم عمره، يزينه من الخارج أشجار الصفصاف التي تغطي القباب وتلقي بظلالها على زوار الأضرحة المجاورة.
ووفق سير تاريخية عن نجل الصديق، فإنه دفن بمقبرة "البهنسا" بصعيد مصر، وهناك ضريح ينسب له، وضريح آخر ينسب لولده محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وتشير سير تاريخية إلى أن محمد بن أبي بكر الصديق، تولى ولاية مصر في زمن الأمام علي بن أبي طالب، وقتل بالقرب من القاهرة.
ولا تفاصيل تاريخية موثقة عن حياة نسل صاحب رسول الله في مصر، غير أنه من المعروف تاريخيا إن قرية "بهنسا" صغيرة المساحة تقع بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة)، إذ شهدت ملحمة الجيش الإسلامي ضد جيش الرومان.
وتقول تقارير محلية، إن تلك المنطقة، المحفوفة بآثار عظماء بالدين الإسلامي، تشهد زيارات داخلية وخارجية من دول شرق أسيا من ماليزيا وأندونسيا.
وتحتضن القرية قبور 5 آلاف من الصحابة والتابعين، بينهم 70 صحابيًا ممن شاركوا في غزة بدر، وجاءوا إلى مصر خلال الفتح الإسلامي، وفق مصادر تاريخية.
وتحظى "بهنسا" بمكانة مميزة في قلوب المصريين بمختلف أطيافهم، إذ تقف القرية شاهدة على عصور مختلفة وحاملة بين طرقاتها بصمات الحضارات الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية.
وعادة ما يحرص خدم المقامات على تعطير الأشجار بالمسك والعنبر ليفوح منها عطرا يليق بمكانة رفات الصحابة والأولياء والصالحين، خاصة الجمعة من كل أسبوع.
ويتوافد عليها العشرات من الأسر ورحلات المدارس لزيارتها وحضور حلقات الذكر والاستماع للتواشيح الدينية وتوزيع النذور.
ويحظى مقام نسل أبي بكر الصديق بإقبال كبير من زوار الأضرحة، حيث سكن "البهنسا" جماعة من نسل محمد بن أبي بكر الصديق ونسل شقيقه عبدالرحمن، وشاركوا في فتح "البهنسا"، ومنهم من استُشهد خلال الفتح وتم دفنه في تلك المقبرة، ومنهم من سكنها واستقر بها ومات ودُفن فيها.
و"البهنسا" أيضًا كانت إحدى القرى الفرعونية الهامة، حيث كانت تقع على رأس الطريق الرابط بين وادي النيل والواحات من جهة درب البهنساوي.
وكان اسمها "برمجد" وتعني باللغة الفرعونية "الهيروغليفية" مكان الالتقاء بين الخير والشر، كما ضمت أيضًا عدد من المقابر ذات طابع فرعوني ترجع لعصر الأسرة 26 وتضم توابيت وقباب حجرية.
ومن المعالم التاريخية الموجودة في "البهنسا" شجـرة مـريم (عليها السلام)، وسميت كذلك لأنه يقال إن تلك الشجرة انحنت للسيدة مريم وجلست تحتها ومعها عيسى بن مريم، عندما كانوا في رحلة إلى صعيد مصر.
ويعد مزار شجرة مريم ضمن أشهر وأكثر المزارات التي يقصدها الأقباط (يقدر عددهم بنحو 15 مليونًا من اصل 100 مليون)، وهي عبارة عن شجرة عمرها آلاف السنين تقع بجوار بئر مردوم شربت منه السيدة مريم وطفلها عيسى.
كما سكن "البهنسا" أيضًا اليونانيون والرومان، حيث كانت أهم منطقة بعد الإسكندرية (شمال) وأصبحت حصنًا كبيرًا للرومان بقيادة "بطليموس"، وبنوا فيها مسرح روماني كان أكبر مسرح في مصر وشمال إفريقيا يتسع لأكثر من 8 آلاف مشاهد لكنه اندثر ولم يتبق منه إلا أعمدة قليلة.
ويشاع أن القرية المصرية العتيقة سميت قديمًا "بهاء النساء" نسبةً إلى فتاة كانت تسمي بهذا الاسم ووقع في غرامها بطليموس في القرن الثاني الميلادي، فأطلق اسمها على القرية، ومع الوقت حرّفه الأهالي واختصروه بـ "البهنسا".
#أبو بكر الصديق
#النبي محمد
#قرية البنسها