بعدما فشلت الولايات المتحدة في منع تنفيذ عملية نبع السلام من خلال التهديدات بادرت مؤخرا للاستعانة بادعاءات مذبحة الأرمن المزعومة. ولا يخفى على أحد أن تاريخ هذه الدولة القصير مليء بعدد لا نهائي من الجرائم ضد الإنسانية التي بدأت بقتل 70 مليون من الهنود والحمر والاستيلاء على وطنهم، ثم استعبدت 15 مليون أفريقي لا تزال تعامل أحفادهم معاملة المواطنين من الدرجة الثانية. أضف إلى ذلك قتل 350 ألف ياباني في اليابان بالقنبلة الذرية وارتكاب العديد من المجازر في كل مكان من فيتنام إلى العراق ومن أفغانستان إلى تشيلي.
ولا تتورع واشنطن عن خلط التاريخ بالسياسة واستغلاله في سبيل مصلحتها بدلا من تركه للمؤرخين يفسرونه كيفما يقتضي. تجد كل مكان تطأه قدم الأمريكان يتحول إلى جحيم به الكثير من المآسي. فتستطيع أن ترى آثار أقدامهم المخضبة بالدماء في فيتنام واليابان وكوريا وكوبا وبنما وغواتيمالا ونيكاراغوا والمكسيك والفلبين وأفغانستان والعراق وإيران وأخيرا في سوريا. ووفق التقرير الذي أعدته رئاسة حقوق الإنسان بحزب العدالة والتنمية، فإن الجرائم بحق الإنسانية التي أدت لمقتل ملايين الأبرياء في شتى بقاع العالم بسبب التدخلات والانقلابات والحروب التي تسببت بها الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر هي كالتالي:
هم أسوأ من هتلر
قتل 70 مليون من الهنود الحمر على أراضيهم خلال الفترة التي اكتشفت فيها قارة أمريكا. فأسست الولايات المتحدة على هذه المذابح. كما استعبدت 15 مليون أفريقي خلال الفترة ما بين القرن السادس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر ونقلتهم إلى قارة أمريكا، هذا فضلا عن أن 35 مليون أفريقي آخرين فقدوا حياتهم بسبب التعذيب.
القنبلة النووية والغازات السامة
ألقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على اليابان عام 1945 وقتلت 350 ألف إنسان وتسببت بإصابة مئات الآلاف الآخرين. كما أمطرت مدينة دريسدن الألمانية في العام ذاته بالقنابل من الجو لثلاثة أيام متواصلة لتقتل 200 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال. وقد قتل أيضا نحو 4 ملايين إنسان في كوريا الشمالية التي تعرضت للقصف من المقاتلات الأمريكية على مدار 3 سنوات. وقتل أيضا 200 ألف مدني خلال الانقلاب الذي شهدته غواتيمالا عام 1950 بدعم من السي آي ايه الذي نفذ العديد من العمليات عام 1955 في إندويسيا ولاوس وكمبوديا. وخلال الفترة ما بين عامي 1950-1959 قتلت وحدات باتيستا المدعومة أمريكيا 60 ألف شخص في كوبا. وقد تسببت أمريكا في مقتل 3 ملايين إنسان طيلة الحرب في فيتنام التي ارتكبت بها مجزرة بحق المدنيين مستخدمة غاز البرتقال السام.
الكثير من الحجج لارتكاب المجازر
ارتكبت الولايات المتحدة أيضا مجازر عديدة بينما احتلت العراق إبان ما أسمته بحرب الخليج الأولى عام 1991. وقد ألقت على الأراضي العراقية خلال احتلال العراق 85 ألف طن من القنابل خلال 6 أسابيع. ووفقا لتقرير الهلال الأحمر الأردني فقد قتل في الحرب 113 ألف إنسان. كما فقد أكثر من مليون عراقي حياتهم، أكثر من نصفهم من الأطفال، فيما بين عامي 1991 و1998 بسبب الأمراض وسوء التغذية. كما اعترفت الولايات المتحدة أنها قصفت مصنعا للأسلحة في السودان، لكن اتضح لاحقا أن المصنع ما كان ينتج إلا الأسبرين.
لقد احتلت الولايات المتحدة أفغانستان عقب هجمات 11 أيلول 2001 التي استهدفت مركز التجارة العالمي والبنتاغون والبيت الأبيض. وفي مقابل هذا الهجوم الذي نفذته القاعدة، تسببت الولايات المتحدة في مقتل 150 ألف مدني في أفغانستان خلال هذا الاحتلال. كما احتلت العراق عام 2003 بحجة وجود أسلحة كيماوية، لتقتل من العراقيين أكثر من مليون شخص، كما اضطر 4.7 مليون عراقي للنزوح، وهي العملية التي أسمتها واشنطن "عملية تحرير العراق".
تعذب من تفشل في قتله
لقد زودت الولايات المتحدة تنظيمات بي كا كا – ب ي د وداعش بالسلاح في سوريا والعراق في سياق سياستها الشرق أوسطية، ومن ثم استغلت تلك التنظيمات لتتسبب في مقتل مئات الآلاف بالمنطقة وتهجير أكثر من 5 ملايين سوري.
دعم ظلم إسرائيل
لا يخفى على أحد أن إدارة واشنطن تقدم الدعم التسليحي والمعنوي لإسرائيل التي قتلت مئات الآلاف من الفلسطينيين. ولا تزال إسرائيل تواصل تفرقتها العنصرية وسياستها الاستيطانية الغاشمة ضد الفلسطينيين بفضل الدعم الأمريكي.