الجامعة العربية.. غياب عن نصرة القدس وحضور لدعم انفصاليين

15:3014/10/2019, Pazartesi
تحديث: 14/10/2019, Pazartesi
الأناضول
الجامعة العربية.. غياب عن نصرة القدس وحضور لدعم انفصاليين
الجامعة العربية.. غياب عن نصرة القدس وحضور لدعم انفصاليين

مفكرون عرب تحدثوا للأناضول عن غياب الجامعة العربية عن قضايا مصيرية مثل القدس والتطورات في سوريا وحضورها لدعم انفصاليين وارهابيين تحاربهم تركيا- الباحث اللبناني علي حسين باكير: بعض الدول العربية كانت ولا تزال متواطئة في مشروع صفقة القرن للتنازل عن فلسطين والجامعة العربية تدافع عن تنظيم انفصالي- الكاتب العراقي نظير الكندوري: الجامعة العربية لم يكن لها موقف من قضية مهمة وخطيرة مثل قضية ضم القدس لإسرائيل ولم تدن التدخل الروسي في سوريا، ولا التدخل الإيراني- الباحث اليمني ياسين التميمي: هناك دول منخرطة فيما يسمى بصفقة القرن لذلك من الطبيعي أن لا يحركها قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتبقى قرارات الجامعة بلا قيمة دوليا

رأى خبراء وباحثون عرب أنه في الوقت الذي غابت فيه جامعة الدول العربية عن قضايا عربية مصيرية مثل القدس، والتطورات في سوريا، ظهرت فجأة لدعم انفصاليين تحاربهم تركيا خلال عملية "نبع السلام".

وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة للأناضول، إن الجامعة العربية غابت عمليا عن التحرك في قضية اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفتح سفارة فيها، وكذلك عن إعلان إسرائيل ضم هضبة الجولان السورية المحتلة، وعن المجازر المرتكبة في سوريا خلال 8 سنوات، لتحضر بشكل سريع ومفاجئ عند مكافحة تنظيمات انفصالية.

وقللوا من أهمية القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية السبت الماضي، معتبرين أنها لا تمثل الشعوب العربية التي دعمت العملية العسكرية التركية، التي تهدف لوحدة سوريا، ومحاربة الانفصاليين الإرهابيين وإعادة المهجرين.

وبمشاركة الجيش الوطني السوري، أطلق الجيش التركي، الأربعاء، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "بي كا كا/ ي ب ك" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

** العملية التركية ضرورة
الكاتب والباحث اللبناني علي حسين باكير، قال إن "هذه العملية بحكم الضرورة بعد أن ماطلت الولايات المتحدة في تنفيذ الاتفاقات المسبقة المشتركة مع تركيا، بخصوص بعض المناطق في سوريا".

وأضاف باكير "الجانب التركي كان يرى أنه لا بد من إطلاق هذه العملية لتحقيق 3 أهداف رئيسية هي: تطهير الشريط الشمالي من العناصر الإرهابية لتأمين الأمن القومي التركي، والسيطرة على المناطق التي يتم تأمينها لإنشاء المنطقة الآمنة، وأخيرا إعادة أهل هذه المناطق من اللاجئين إليها".

وحول قرارات الجامعة العربية، قال باكير: "قرارات الجامعة لا تمثل رأي الشعوب، وليس لها تأثير على الإطلاق على مجريات الأحداث".

وتابع: "للأسف بدلا من أن تدافع الجامعة عن حقوق الشعب السوري، وتدين تدخلات الدول الأخرى التي أدت إلى قتل السوريين، تقوم بالدفاع عن نظام الأسد، وعن تنظيم انفصالي يهدف إلى اقتطاع الشمال السوري".

وزاد "هذا جزء بسيط من التناقضات الكبيرة للدول العربية، وهذا مفهوم في سياق أن عددا من الأنظمة العربية لا تختلف عن الأسد في حقيقة الأمر".

كما تحدث عن موقف الجامعة المتناقض مع بقية القضايا بالقول: "بعض الدول العربية كانت ولا تزال متواطئة في مشروع صفقة القرن الأمريكية للتنازل عن فلسطين، فضلا عن أن هذه الأنظمة تسعى للحفاظ على كرسي الحكم، من خلال الضمانات الأمريكية، وبالتالي فهي لا تعارض ما يمكن أن يقوض حكمها وان اقتضى التنازل عن فلسطين".

و"صفقة القرن" خطة أمريكية مرتقبة لتسوية سياسية بالشرق الأوسط يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين، وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.

** موقف متناقض

أما الكاتب والباحث العراقي نظير الكندوري، فقال: "لم يكن موقف الجامعة العربية من عملية نبع السلام موفقًا، فالجامعة لم تدين التدخل الروسي في سوريا، وكذلك الحال في موضوع التدخل الإيراني".

وعن الغياب عن مواضيع مصيرية مثل قضية القدس، أضاف الكندوري: "هذا ما يثبت بأن الجامعة العربية ليست مستقلة في قراراتها، ولا تمثل الرأي العام للشعوب العربية في الدول التي تمثلها".

وأكمل: "قضية مهمة وخطيرة مثل قضية ضم القدس للدولة العبرية بالقوة وبتفويض من الإدارة الأمريكية، لم يكن لها موقف بهذه الحدة مقارنة مع موقفها من عملية (نبع السلام) التي هدفها الأصلي إعادة السلام في تلك المنطقة، وإبعاد الإرهاب عنها، وإنصاف السكان العرب والأقليات الأخرى".

وفي 6 ديسمبر/كانون أول 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، قبل أن تنقل سفارتها للمدينة المحتلة في مايو/ أيار من العام 2018.

وشدد على أن موقف الجامعة العربية يدلل على أن مواقف الحكام العرب الحاليين، مرتهنة بمصالح دول أخرى هي من تقوم بالتأثير عليها، وتلك الدول التي لا تريد عودة السلام لسوريا، ولا تتمنى الاستقرار للدولة التركية، ولديها رغبة ببقاء مليشيات إرهابية قرب حدودها، تهدد أمنها وأمن مواطنيها.

** لا تعبر عن الشعوب العربية
وحول تأثير تلك القرارات، قال الكندوري "رأي الجامعة العربية لم يعبر عن موقف الشعوب العربية بالسابق، ولا يمثلهم حاليًا، والدليل على ذلك، هو رفض الشعوب العربية في كل مرة لقراراتها واعتبارها غير معبرة عن طموحاتهم، وفما يتعلق بعملية نبع السلام فقد تعاطفت الشعوب العربية معها بشكل كبير".

وختم بالقول: "تبقى مواقف الجامعة العربية لا قيمة لها في السياسية الدولية، بسبب ضعف تلك الأنظمة التي تديرها هذه المنظمة، وعدم استقلاليتها وتبعيتها، فكل التوصيات التي خرجت بها الجامعة لم يكن لها تأثير في تغيير سياسات الدول الكبرى من العملية، والدليل على ذلك فشل مجلس الأمن الدولي في إدانة العملية".

وتطابقت أراء الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي، مع سابقه، حيث قال إن "جامعة الدول العربية للأسف الشديد باتت مرتهنة بالكامل لإرادة ثلاث دول، لا يمثل التضامن العربي أحد أهدافها".

وأردف: "السعودية ومصر والإمارات دول ساهمت طيلة السنوات السبع الماضية في تفكيك المنظومة العربية، وإنهاء دور مجلس التعاون الخليجي، وتورطت في صراعات ذات كلفة عالية، ونتائج كارثية، كالتي نراها في سوريا واليمن وليبيا وحتى في مصر نفسها".

وذكر أن "محاولة التحشيد ضد تركيا عبر الجامعة العربية كانت لها تداعيات مباشرة على تماسك هذه الجامعة، بعد أن عبرت دول عدة عن تحفظها على القرارات الصادرة، وهو الأمر الذي كرس عزلةَ هذه الدول، وتعرية أهدافها اللصيقة بالأجندات المعادية لشعوب المنطقة، وتطلعاتها وآمالها".

وعن غياب الجامعة عن المواضيع المصيرية مثل قضية القدس، أفاد التميمي أن "الدول الثلاث ذاتها، منخرطة فيما يسمى بصفقة القرن الأمريكية، ورهنت المنطقة وإراداتها لأصحاب هذه الصفقة تماما".

وأكمل "لذلك من الطبيعي أن لا يحركها قرار ترامب الذي قضى بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ولا اعترافه بضم إسرائيل لهضبة الجولان، ولا الاعتداءات السافرة التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، لكنها تحركت وبسرعة ضد العملية العسكرية التركية، لأن أنقرة تمثل أحد العوائق الكبيرة أمام صفقة القرن".

وفي مارس/ آذار الماضي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على اعتراف مزعوم بـ"سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وفيما يتعلق بمواقف الشعوب العربية، قال التميمي: "أتاحت وسائل الإعلام الجديد فرصة مثالية للتعرف على مواقف الشعوب العربية، وهي مواقف مناهضة تماماً للقرارات التي خرج بها اجتماع وزراء الخارجية العرب، وللمواقف المتشنجة التي عبرها عنها وزراء خارجية مصر والسعودية والامارات".
#القدس
#تركيا
#سوريا