وحول تأثير تلك القرارات، قال الكندوري "رأي الجامعة العربية لم يعبر عن موقف الشعوب العربية بالسابق، ولا يمثلهم حاليًا، والدليل على ذلك، هو رفض الشعوب العربية في كل مرة لقراراتها واعتبارها غير معبرة عن طموحاتهم، وفما يتعلق بعملية نبع السلام فقد تعاطفت الشعوب العربية معها بشكل كبير".
وختم بالقول: "تبقى مواقف الجامعة العربية لا قيمة لها في السياسية الدولية، بسبب ضعف تلك الأنظمة التي تديرها هذه المنظمة، وعدم استقلاليتها وتبعيتها، فكل التوصيات التي خرجت بها الجامعة لم يكن لها تأثير في تغيير سياسات الدول الكبرى من العملية، والدليل على ذلك فشل مجلس الأمن الدولي في إدانة العملية".
وتطابقت أراء الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي، مع سابقه، حيث قال إن "جامعة الدول العربية للأسف الشديد باتت مرتهنة بالكامل لإرادة ثلاث دول، لا يمثل التضامن العربي أحد أهدافها".
وأردف: "السعودية ومصر والإمارات دول ساهمت طيلة السنوات السبع الماضية في تفكيك المنظومة العربية، وإنهاء دور مجلس التعاون الخليجي، وتورطت في صراعات ذات كلفة عالية، ونتائج كارثية، كالتي نراها في سوريا واليمن وليبيا وحتى في مصر نفسها".
وذكر أن "محاولة التحشيد ضد تركيا عبر الجامعة العربية كانت لها تداعيات مباشرة على تماسك هذه الجامعة، بعد أن عبرت دول عدة عن تحفظها على القرارات الصادرة، وهو الأمر الذي كرس عزلةَ هذه الدول، وتعرية أهدافها اللصيقة بالأجندات المعادية لشعوب المنطقة، وتطلعاتها وآمالها".
وعن غياب الجامعة عن المواضيع المصيرية مثل قضية القدس، أفاد التميمي أن "الدول الثلاث ذاتها، منخرطة فيما يسمى بصفقة القرن الأمريكية، ورهنت المنطقة وإراداتها لأصحاب هذه الصفقة تماما".
وأكمل "لذلك من الطبيعي أن لا يحركها قرار ترامب الذي قضى بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ولا اعترافه بضم إسرائيل لهضبة الجولان، ولا الاعتداءات السافرة التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، لكنها تحركت وبسرعة ضد العملية العسكرية التركية، لأن أنقرة تمثل أحد العوائق الكبيرة أمام صفقة القرن".
وفي مارس/ آذار الماضي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على اعتراف مزعوم بـ"سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وفيما يتعلق بمواقف الشعوب العربية، قال التميمي: "أتاحت وسائل الإعلام الجديد فرصة مثالية للتعرف على مواقف الشعوب العربية، وهي مواقف مناهضة تماماً للقرارات التي خرج بها اجتماع وزراء الخارجية العرب، وللمواقف المتشنجة التي عبرها عنها وزراء خارجية مصر والسعودية والامارات".