حكيم الرويسي صاحب مشروع فلاحي التهمته النيران خلال الحرائق التي شهدتها منطقة ملولة الحدودية مع الجزائر من ولاية جندوبة هذا الأسبوع.
يقول حكيم الرويسي ( 50 سنة) "إنه قدم استقالته من المؤسسة السياحية التي كان يشتغل بها بالعاصمة تونس، منذ 5 سنوات، ليقيم مشروعا فلاحيا صغيرا في منطقة ملولة، مسقط رأسه، حبا في العودة إلى الأرض".
ويضيف الرويسي الذي التقته الأناضول يتفقد ما كان مشروعا فلاحيا له وقد بدت عليه علامات الحزن والفزع لما حلّ به وانتشر الرماد والدجاج المتفحم وبقايا صناديق النحل في كل مكان: "قررت العودة للبقاء مع عائلتي ( له طفل وطفلة) والعمل في الفلاحة وبدأ مشروعي يتطور، ولكن ما حل بمنطقتي هذا الأسبوع ذهب بكل الأحلام".
ويتابع الرويسي، متحدثا عن انطلاق المأساة التي حلت به وبمنطقته، "اشتعلت بعض النيران، الأسبوع الماضي، على جانب الطريق الرئيسي في اتجاه الحدود ( الجزائرية) فأطفاها أعوان الحماية المدنية ( الدفاع المدني)، ولكن مع هبوب رياح في المنطقة وجفاف الغابة بحكم قلة الأمطار هذه السنة انتشرت النار بسرعة فحاول أعوان الحماية المدنية اطفاءها".
وزاد الرويسي: "بعد 4 أيام من المعاناة تمكن أعوان الحماية المدنية وشباب المنطقة من السيطرة على النيران بنسبة 90 بالمئة".
ويقول الرويسي، متحسرا، "يوم الإثنين نفخت رياح قوية ( يوم شديد الحر في تونس وصل الدرجات في العاصمة وكثير من المناطق الى 49 درجة) فاشتعلت النيران من جديد، وبحكم وجود غابة متكونة من أشجار الفرنان والصنوبر شديد الاشتعال، توسع الحريق ووصل وسط القرية( قرية ملولة)."
يقول الرويسي، متحدثا عن نفسه: "أنا مربي نحل لي 94 خلية و 350 طير من الدجاج الفرنسي العملاق، أعيل منه أسرتي. أتت عليها كلها النيران".
ويضيف: "إسطبل الدجاج كله احترق وأكلت النيران كل صناديق النحل الخشبية".
الرويسي قدّر خسائره "من النحل، بنحو 40 ألف دينار ( 13.3 ألف دولار)؛ فخلية النحل وصل سعرها ما بين 400 دينار( 133.3 دولار) و500 دينار ( 166.6 دولار)؛ في حين خسائري من الدجاج، هي ما بين 7 و8 ألاف دينار (ما بين 2.3 و2.6 ألفي دولار)؛ إضافة لخسارتي آلة لتفريخ الصيصان".
الرويسي يفسر حجم الكارثة التي حلت بمشروعه الصغير بالقول: "إني مدان للبنوك التي اقترضت منها لبناء اسطبل للدجاج وفي ليلة ويوم النار أخذت كل شيء وربنا يقدرنا على العودة إلى العمل ثانية".
ويضيف الرويسي: "إن العودة إلى مستوى مشروعي المحترق تتطلب أموالا كبيرة لا قدرة لي على تجميعها".
وكانت السلطات التونسية أعلنت اندلاع 16 حريقا، منذ يوم الاثنين إلى صباح الأربعاء، بشكل متزامن في مناطق الغابات بـ8 ولايات، على غرار بنزرت وجندوبة سليانة وباجة (شمال) والقصرين (وسط غرب).
وزير الداخلية التونسي، كمال الفقي، أكد، الأربعاء، أنه "لم يتم تسجيل خسائر في الأرواح، في حين تعرض 12 شخصا للاختناق بسبب الدخان وقد تلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفيات".
وتشهد تونس، منذ 5 يوليو/ تموز الجاري، موجة حر تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة في بعض المحافظات.
وتتواتر الحرائق في تونس خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة في الغابات ومزارع الحبوب.