أخصائية العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بمستشفى "روماتيم" نورتن كوتشوك تشاكير: - اللبناني فؤاد جمال الدين سقط عليه جسم ثقيل يزن 3 أطنان ونصف أفقده القدرة على الحركة منذ 2011. - تلقى علاجا في لبنان والولايات المتحدة لكنه لم يتحسن إلا أنه بدأ المشي بمستشفى في مدينة بورصة التركية. - التكنولوجيا والتمارين الروبوتية كانت لها أهمية ودور كبير في نجاح العلاج إذ تمكن من الوقوف والجلوس لوحده. - حاليا يمشي دون أي دعم بعد أن أنهينا الجلسة الخامسة على جهاز Cmill ومع كل جلسة يتحسن توازن مشيه.
بعد تعرضه لحادث عمل قبل 9 سنوات، أفقده القدرة على المشي، وعجزه عن إيجاد علاج لنفسه في عديد من البلدان، وصل اللبناني فؤاد جمال الدين إلى تركيا، لتلقي العلاج في مستشفى بمدينة بورصة، شمال غربي البلاد.
وأُصيب جمال الدين (34 عاما) في2011، بعد أن سقط عليه في مكان عمله، جسم ثقيل يبلغ وزنه 3 أطنان ونصف، ما أبقاه في حالة غيبوبة لمدة 7 أشهر، ليستفيق منها وينطلق في رحلة البحث عن علاج، يمكّنه من الوقوف على ساقيه مجددا.
جمال الدين، تلقى العلاج في كثير من دول العالم طوال السنوات الماضية، في بلده لبنان، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ذلك لم يمكنه من المشي.
لكن جهود جمال لم تذهب سُدًى، ففي فبراير/شباط الماضي، تقدم بطلب إلى مستشفى "روماتيم" التركي (غير حكومي)، في ولاية بورصة، ليتمكن بعد تلقي برنامج إعادة التأهيل، من الجلوس والوقوف والمشي نسبيا.
وتحتل السياحة العلاجية في تركيا مكانة جذب عالية، إذ يزورها ملايين السياح سنويا، لتلقي الخدمات العلاجية والاستشفائية سواء طبيعية كالينابيع، أو المراكز الصحية المتخصصة والمجهزة بأحدث الأجهزة.
أخصائية العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بمستشفى "روماتيم" نورتان كوتشوك تشاكير، قالت إن "المستشفى عالج العديد من المرضى الأجانب، القادمين في إطار السياحة الطبية، بينهم اللبناني فؤاد جمال الدين".
وأضافت كوتشوك تشاكير، للأناضول، أنه "عندما وصل جمال إلى هنا (المستشفى)، كان يعاني من ضعف في الساق والذراع اليسرى، كما كان يعاني من ضعف كبير في التوازن، ولم يكن قادرا على الوقوف والمشي، وواجه صعوبة في استخدام ذراعه اليسرى".
وتلقى جمال "البرنامج الأنسب لإعادة التأهيل، وخلال تلك الفترة، قاموا بتطبيق تمارين خاصة في وحدة العلاج الوظيفي، لتحسين وظائف اليد، إضافة إلى تمارين تتعلق بالتدريب على التوازن"، وفق الأخصائية.
وتابعت: "لقد أحرزنا تقدما جيدا حقا، كانت للتكنولوجيا والتمارين الروبوتية أهمية ودور كبير في نجاح العلاج، ورغم تواصل اختلال التوازن عنده إلا أننا تمكننا من جعله يقف ويجلس لوحده".
وعن وسائل العلاج التي اعتمدت عليها المستشفى مع جمال، قالت كوتشوك تشاكير: "يعاني المريض من تضرر في المركز المُسمى المُخيخ المسؤول عن التوازن، هدفنا هو الاستفادة من التكنولوجيا الروبوتية أكثر ليزول الخلل في التوازن".
** جهاز خاص
تستخدم "التكنولوجيا الروبوتية بكثرة، في جميع مجالات الطب"، وفق كوتشوك تشاكير، التي قالت إن "مستشفاهم يعد من المراكز الرائدة، التي تستخدم فيها التكنولوجيا الروبوتية في العلاج الطبيعي بتركيا".
وأوضحت أن "المستشفى يستخدم الروبوت Cmill لعلاج فاقدي القدرة على المشي، والمرضى الذين يعانون من اضطرابات التوازن وأمراض الأعصاب والعظام، حيث يمكن المريض من استعادة التوازن المفقود".
وعن كيفية استعمال الجهاز مع المريض، أوضحت الأخصائية التركية: "نربط مريضنا بالجهاز باستخدام حزام، يخفف نسبة من وزن جسم المريض في مرحلة أولى، ويساعده على الحركة بشكل مريح".
"ومع اكتساب المريض القدرة على المشي، تنخفض مساهمة الحزام في حمل ثقل الجسم، ونقوم بتعديل الوزن على المستوى الذي يمكن للمريض المشي بشكل مريح"، وفق كوتشوك تشاكير.
وذكرت أن "هذا الجهاز، موجود فقط في مستشفى روماتيم، ولا يوجد غيره في تركيا، وعالميا وجوده قليل كذلك، لذا، لدينا مرضى هنا قادمين من جميع أنحاء العالم".
واختتمت الإخصائية حديثها، بالإشارة إلى أن "جمال حاليا يمشي دون أي دعم، بعد أن أنهى فريق علاجه الجلسة الخامسة معه، ومع كل جلسة يتحسن توازن المشي لديه".
وفي مايو/ أيار الماضي، استأنفت تركيا استقبال المرضى القادمين من 31 دولة في إطار السياحة العلاجية، خلال مرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا بعد السيطرة على وباء كورونا.
وتصدر السياح القادمون من العراق وأذربيجان وتركمانستان، قائمة الزوار الذين تلقوا خدمات الرعاية الصحية في مجال السياحة العلاجية في البلاد.
وتقدم تركيا لزائريها بغرض العلاج، خدمات متنوعة، إذ أن هناك تسهيلات للحصول على تأشيرات دخول، إضافة إلى توفير رحلات جوية لدى الخطوط التركية، التي تصل إلى كافة أنحاء العالم.
يضاف لما سبق، مميزات البرامج المتكاملة، من علاج وسياحة، والترجمة لكافة اللغات، والأهم من ذلك سهولة التنقل، وتنوع المناطق بالبلاد، سياحيا وثقافيا وتاريخيا، والتقدم بمجال الطب وفق المقاييس العالمية، والأسعار المنافسة.