يني شفق

شهود مجزرة حماه: الشوارع تحولت إلى مسالخ بشرية

يني شفق
10:162/02/2025, الأحد
يني شفق
الصحفية التركية رابعة شينول برفقة الشيخ معاذ ريحان.
الصحفية التركية رابعة شينول برفقة الشيخ معاذ ريحان.

تحل اليوم الذكرى الثالثة والأربعون لمجزرة حماة التي نفذها نظام حافظ الأسد عام 1982، مخلفةً أكثر من 40 ألف شهيد مدني، في واحدة من أكثر الجرائم دموية في تاريخ سوريا الحديث.

بدأت مجزرة حماة في 2 فبراير 1982، عندما أصدر الديكتاتور السوري حافظ الأسد أوامر بشن حملة عسكرية واسعة على المدينة، رداً على احتجاجات اندلعت ضد قمع نظام حزب البعث.

وأُرسلت قوات عسكرية بقيادة شقيقه رفعت الأسد، حيث فرضت حصاراً استمر 26 يوماً، تخلله قصف جوي ومدفعي مكثف، قبل تنفيذ عمليات قتل جماعي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين.

وفي حديثه لصحيفة "يني شفق"، استذكر مفتي حماة، الشيخ معاذ ريحان، فظائع المجزرة، مشيراً إلى الدمار الشامل الذي خلفته قوات رفعت الأسد في المدينة.


وكشف الشيخ ريحان، عن تفاصيل صادمة حول مجزرة حماة، مؤكدًا أن الحصار استمر لأكثر من 20 يومًا، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، إضافة إلى فقدان أكثر من 17 ألف آخرين.


وأضاف أن رائحة الدماء كانت تملأ الأجواء، فيما تحولت شوارع المدينة إلى مسالخ بشرية، في ظل المجازر الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد.


وأشار ؤيحان إلى أن المدينة كانت من أولى المناطق التي تصدت لحكم البعث منذ استيلائه على السلطة عام 1963، حيث رفض العلماء القمع وطالبوا بالعدالة، لكن النظام ردّ بوحشية.


وقال: "فرضوا حظرًا على الحجاب، وأوقفوا كل الأنشطة الدينية، وكان يُعتقل أو يُعدم كل من يُعثر بحوزته على مصحف أو كتب إسلامية، وكان حافظ الأسد على دراية بهذا الوضع، فسعى إلى إسكاتنا وترهيبنا عبر المجازر الدموية"


وفي سياق متصل، أكد الشيخ ريحان أن قمع نظام البعث، الذي جثم على سوريا كالغمة السوداء، أدى إلى اندلاع انتفاضة واسعة في حماة، مشيراً إلى أن شقيق حافظ الأسد، رفعت الأسد، توعد حينها بسحق المدينة كما تسحق البطاطا، وهو ما تحقق بالفعل، حيث دمرت قواته أجزاء واسعة من المدينة، وتمت إبادة أحياء كاملة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألف شخص وفقدان أكثر من 17 ألفاً آخرين.


وأضاف ريحان أن القصف المدفعي والجوي طال 79 مسجداً وأربع كنائس، كما انتشرت رائحة الدم في أرجاء المدينة حتى غطت أجواءها، فيما تحولت الشوارع إلى مسالخ بشرية. واستذكر إحدى الجرائم التي شهدها قائلاً: "أخرجوا أحد أقاربي وطلبوا منه أن يدوس فوق الجثث، وحين رفض، أطلقوا عليه النار وأجبروه على القيام بذلك تحت تهديد السلاح. تعرضنا لأبشع أنواع التعذيب والجرائم الوحشية التي لا يمكن تصورها".


وحول التضييق الذي فرضه النظام على الأنشطة الدينية بعد المجزرة، أوضح ريحان أن نظام الأسد حظر جميع الدروس والأنشطة الإسلامية، واعتقل أو قتل كل من كان يصلي في منزله أو يقرأ القرآن، كما مُنعت الكتب الإسلامية بشكل صارم، حيث كان العثور على نسخة من المصحف أو أي كتاب ديني مبرراً للاعتقال الفوري.


وختم ريحان حديثه بالتأكيد على عودة النشاطات الإسلامية بعد تحرر سوريا، مشدداً على أهمية إعادة إحياء حلقات العلم والمضي قدماً في هذا المسار، موجهاً شكره لكل من دعم القضية، ومؤكداً أن هذا النصر هو نصر لكل المسلمين.


وشارك آلاف السوريين في إحياء الذكرى السنوية للمجزرة التي ارتكبها النظام البائد في محافظة حماة وسط البلاد عام 1982. وتجمع آلاف الأشخاص في ساحة العاصي بمدينة حماة رافعين الأعلام السورية، وسط مطالبات بالعدالة لضحايا المجزرة. وشهدت الفعالية عرضا عسكريا لقوات الأمن في الإدارة السورية الجديدة.


مجزرة حماة بدأت في 2 فبراير/ شباط 1982 واستمرت 27 يوما، استهدفت محتجين في المدينة ضد حكم عائلة الأسد.


وقام النظام حينها بتطويق المدينة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً، وارتكاب مجزرة مروعة سقط ضحيتها عشرات آلاف المدنيين.


وكان قائد تلك الحملة العقيد "رفعت" شقيق حافظ الأسد.





#مجزرة حماه
#ذكرى مجزرة حماه
#سوريا
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية