وحول عملية نبع السلام التي أطلقتها القوات المسلحة التركية بشمال سوريا، أكتوبر/تشرين أول الماضي، أكد الوزير التركي أن بلاده تعمل على توفير حماية أمنها القومي وأمن شعبها، لافتا أن تركيا الأكثر حرصا على وحدة الأراضي السورية.
وشدّد أن عملية نبع السلام تستهدف فقط الإرهابيين دون المساس بأي مجموعة عرقية أو دينية مثل العرب والأكراد والآشوريين والمسيحيين والكلدان.وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته.
واستضافت مدينة سوتشي الروسية، في 22 أكتوبر، قمة تركية روسية توصلت إلى اتفاق من 10 نقاط، حول انسحاب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم في الداخل السوري، خلال 150 ساعة.
- زيارة أردوغان للولايات المتحدة والمزاعم الأرمنية
وتطرق أكار لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخيرة للولايات المتحدة، و"التي أوضح فيها حقائق المنطقة ومطالبنا الواضحة لكل من الرئيس دونالد ترامب وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي".
وبدأ أردوغان زيارة رسمية للولايات المتحدة الثلاثاء الماضي، واستمرت يومين أجرى حلالها سلسلة من المباحثات الرسمية، اختتمها الأربعاء، بلقاء مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، تناولا خلاله عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن آخر التطورات المتعلقة بالشأن السوري، ومكافحة التنظيمات الإرهابية.
وحول مزاعم الإبادة الأرمنية، قال أكار إن جميع الأرشيفات بما فيها التابعة للولايات المتحدة لا تدعم المزاعم الأرمنية، وطرحنا إعادة النظر في تلك الأحداث ليتبين للجميع بأنها افتراءات وأكاذيب.
وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة عرقية"، وبالتالي دفع تعويضات.
وبحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية" (العرقية)، يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية اطلاق صفة "الإبادة العرقية" على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.
كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراك وأرمن، وخبراء دوليين.