قال السفير التركي، علي أونانیر، إن أنقرة كانت ومازالت تواصل دعمها لتونس خاصة "في ظل النجاح الكبیر للنموذج الديمقراطي".
وأشاد السفير، في مقابلة مع صحيفة "الصباح" التونسية، بالانتخابات الرئاسية والتشريعية التي شهدتها تونس مؤخرا، مؤكدا أنها "درس في الديمقراطیة"
وأضاف أونانیر "وقوفنا بجانب تونس راجع للنجاح الذي حققته ولیس دعما لحزب سیاسي معین على حساب آخر، ونحترم إرادة الناخبین التونسیین ونتعامل مع ما يفرزه صندوق الانتخابات".
وأشار إلى أن تركيا "مستعدة دائما للتعامل مع جمیع مكونات الطیف السیاسي في تونس سواء من كان في الحكم أو خارجه".
وأكد أونانیر أن "العلاقات التونسیة التركیة ضاربة في القدم، وهي علاقات قوية ومتینة منذ قرون، وكانت دائما علاقات أخوية وقريبة جدا، وتطورت أكثر (..) حتى وصلنا الیوم إلى علاقات ممتازة وشراكة استراتیجیة".
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت تونس انتخابات تشريعية أفرزت فوز "حركة النهضة" بالمركز الأول، ودورًا ثانٍ من انتخابات رئاسية، أسفرت عن فوز المرشح المستقل، قيس سعيد (61 عامًا) بالرئاسة.
وعلى صعيد آخر، نفى أونانير أن تكون تونس مشمولة بقرار السلطات التركیة بشأن ترحیل عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى بلدانھم الأصلیة.
وأوضح أن ترحیل التونسیین المتورطین في الإرھاب "يتم في إطار التنسیق التام والكامل بین البلدين".
وأضاف "كل المعلومات المتعلقة بترحیل إرھابیین تونسیین في إطار عملیة ترحیل عناصر داعش إلى بلدانھم الأصلية، مغلوطة ولا أساس لھا من الصحة".
وشدد أونانير على أن تركیا "لم ولن تقوم بترحیل إرھابیین تونسیین بطريقة أحادية الجانب، خاصة وأن ھناك تنسیق أمني عال بین البلدين".
وتابع: "إذا أرادت السلطات التونسیة إعادة مواطنيها ممن تورطوا مع داعش، فإن تركیاستقدم التعاون الكامل واللازم".
والإثنين، بدأت تركيا إعادة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى بلدانهم.
وفي سياق آخر، قال السفير التركي إن العمليات العسكرية الأخيرة شمالي سوريا، تأتي في إطار التصدي لإرھاب تنظيمات "داعش" و"بي كا كا/ ي ب ك".
وأكد أن "العملیة (نبع السلام) لا تستھدف الأكراد، لكنھا تستھدف منظمة بي كا كا/ ي ب ك الإرهابية".
وأوضح أونانير "تدخلنا العسكري شمالي سوريا ھو الضامن الوحید لعدم تقسیمها، لأنه لو لم تتدخل تركیا فإن الدول الغربیة كانت تنوي منح 30 بالمائة من الأراضي السورية لـ بي كا كا/ ي ب ك الإرھابي في إطار عملیة تقسیم سوريا بتواطؤ إسرائیلي".
وشدد السفير على أن تركیا منعت من خلال عملية "نبع السلام" محاولة التقسیم هذه.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمال شرقي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته.