انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مواقف السعودية والامارات حيال عملية "نبع السلام"، قائلا: "ماذا لديكم في اليمن، لماذا أنتم هناك، لقد دمرتم هذا البلد عليكم أولا أن تُحاسبوا على مافعلتم".
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة القطرية بثت اليوم الاربعاء.
وأوضح تشاووش أوغلو، أنه من غير الممكن مقارنة المسألة اليمنية مع عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا في شمال شرقي سوريا، مبينا أن العملية التركية تستهدف الإرهابيين فقط.
وتابع قائلا: "لقد لقي عشرات الآلاف من المدنيين في اليمن مصرعهم بالقنابل السعودية والاماراتية، وهناك مئات الآلاف يموتون بسبب انتشار الأمراض المعدية والجوع الناجمين عن الحصار المفروض على اليمن".
وأردف قائلا: "في بداية الأمر كنا ننظر بإيجابية إلى التحالف العربي الذي قال بأنه سيطهر اليمن من الإرهاب، لكن فيما بعد اكتشفنا حدوث مأساة إنسانية هناك، إن كانوا يعتقدون بأنهم يستطيعون التستر على أفعالهم بدفع الأموال، فهناك يوم حساب، فكيف سيواجهون المولى عز وجل، قتلتم وشرّدتم وهجّرتم كل هذا العدد من الأبرياء".
ولفت إلى أنه تم منع المساعدات الإنسانية المرسلة إلى اليمن، مضيفا أن على الذين ينتقدون تركيا، النظر إلى أنفسهم أولا.
واستطرد تشاووش أوغلو في معرض انتقاده للمواقف السعودية والاماراتية حيال عملية نبع السلام قائلا: "مادامت المسألة السورية حساسة بالنسبة لكم، لماذا التزمت الصمت حيال قتل النظام السوري لمليون شخص، لماذا لم توقفوا هذا القتل؟".
وأشار إلى أن هاتين الدولتين التزمتا الصمت أيضا إزاء المظالم التي ارتكبها تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي بحق العرب القاطنين في الشمال السوري، وأنهما قدمتا مساعدات للتنظيم المذكور.
وأكد الوزير التركي استعداد بلاده للتعاون مع الجميع في مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، مبينا أنه من غير الممكن أن يكون أحد في مأمن، ما لم يتم مكافحة كافة أشكال الإرهاب.
ولفت في هذا السياق إلى أن الجهات التركية والأمريكية المعنية، تعاونت في العملية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي ابو بكر البغدادي قبل عدة أيام في ادلب السورية.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفيما يخص قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول العام الماضي، قال تشاووش أوغلو: "السعودية حوّلت قضية خاشقجي إلى خلاف ثنائي بين البلدين، والسبب في ذلك، لأننا رفضنا التستر على الجريمة، ولم نفعل كبعض الدول التي حصلت على المال مقابل تجاهل هذه الجريمة".
وأردف: "أما بالنسبة لنا فهذه القضية لا نعتبرها خلافا ثنائيا، فهناك شخص قُتل بطريقة وحشية، وعلى المتورطين دفع ثمن فعلتهم أمام القضاء، ومعتقدنا الإسلامي يقول ذلك، لكن إلى يومنا هذا لم نر مقاضاة هؤلاء الجناة، نحن رغبنا في التعاون مع السعودية في هذا الشأن، لكنهم رفضوا التعاون".
وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا ليست لديها سياسات سلبية تجاه المملكة العربية السعودية.
واستطرد قائلا: "تركيا تنظر إلى العالم العربي نظرة أخوة، وتريد أن تتحقق الوحدة داخل الجامعة العربية، لكن هذه الوحدة يجب ألّا تتحول إلى عداء لتركيا".
وتابع: "نحن ليست لدينا مشاكل مع السعودية والامارات، لكن هاتين الدولتين لديهما بعض المشاكل مع تركيا، وسبب توتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة، هو الانقلاب الذي حصل في مصر".
وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر 2018، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي، وأثارت استنكارا واسعا لم ينضب حتى اليوم.
وفي يوليو الماضي، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، تقريرا أعدته المحققة الأممية أغنيس كالامار، من 101 صفحة، حمّلت فيه السعودية كدولة مسؤولية قتل خاشقجي عمدا.
كالامار المعنية بملف الإعدامات خارج نطاق القانون، أكدت في تقريرها وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.
وانتقد تشاووش أوغلو موقف السعودية والإمارات حيال القضية الفلسطينية ايضا.
وقال: "الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان الضغط، وانتم (الإمارات) تضغطون على الأردن والإدارة الفلسطينية وتحاولون تغيير الإدارة الفلسطينية".
وأضاف " هناك رأس إرهابي اسمه محمد دحلان فهو عميل إسرائلي لذلك هرب إليكم. وأنتم حاولتم (الإمارات) أن تأتوا بدحلان بدلًا من أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ونحن نرى جميع هذه الأمور".
وتابع: "ينبغي على أولئك الذين ينتقدوننا أن ينظروا إلى أنفسهم أولا. بخصوص أي موضوع يمكنهم التصرف بشكل مبدئي . بعد الآن ونحن أيضا سنتحدث بكل وضوح، فنحن نقول الحقائق وهذا سبب انزعاجهم".
وأكمل: "شعوبهم أيضا ترى أن تركيا تتصرف بحساسية ومبدئية واحتضان أكثر من إدارات بلادهم، بخصوص مشاكل العالم الإسلامي وقضايا الأمة".
وتطرق إلى الهجمات التي استهدفت العملة التركية، وقال: "في كل مرة يضطر من يقفون وراء ذلك (الهجمات) لمغادرة سوق الليرة التركية خاسرين. الاقتصاد التركي قوي وديناميكي، ولا يمكن لأي دولة بمفردها أن تقضي عليه او تدمره".
وأضاف: "لو كنا خائفين من هذه التهديدات، لما كنا أطلقنا العملية (نبع السلام)".
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته.
واستضافت سوتشي، في 22 أكتوبر، قمة تركية روسية توصلت إلى اتفاق من 10 نقاط، حول انسحاب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم في الداخل السوري، خلال 150 ساعة.