الشنقيطي: "نبع السلام" ضربة قاصمة لمشاريع الانفصال والتجزئة

10:5318/10/2019, الجمعة
تحديث: 18/10/2019, الجمعة
الأناضول
الشنقيطي: "نبع السلام" ضربة قاصمة لمشاريع الانفصال والتجزئة
الشنقيطي: "نبع السلام" ضربة قاصمة لمشاريع الانفصال والتجزئة

**المفكر الموريتاني محمد المختار الشنقيطي للأناضول:- "نبع السلام" تطور مهم في مسار الثورة السورية، والمناخ الاستراتيجي في الإقليم كله، ولها أبعاد كبرى، حتى على المستوى الدولي- العملية سيكون لها تأثير كبير أيضا على المعادلات الدولية، فالقوى الغربية التي وقفت موقفا منافقا، وغدرتْ بتركيا ستكون هي الخاسر الأكبر- أصبح لدى تركيا من القوة والمكانة ما يجعلها في غنىً عن تلك الدول، وهي الآن تنوِّع تحالفاتها الدولية بما يخدم مصالحها- متفائل جدا أن "نبع السلام" ستكون ضربة قاصمة لمشاريع الانفصال والتجزئة التي غذَّتْها بعض القوى الدولية ذات الذاكرة الاستعمارية- بيان الجامعة العربية لا يعبر عن وجدان الشعوب العربية ومشاعرها الصادقة، التي تسير تلقائيا مع مواقف تركيا الداعمة للشعب السوري- الجامعة العربية لم تندد بالعملية محبةً بالشعب السوري، ولا حرصاً على وحدة الأراضي السورية، وإنما مضايقةً لتركيا

أبدى المفكر الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، تفاؤله بأن عملية "نبع السلام"، التي تقودها تركيا مع الجيش الوطني السوري شمال شرقي سوريا، ستكون ضربة قاصمة لمشاريع الانفصال والتجزئة التي غذَّتْها بعض القوى الدولية ذات الذاكرة الاستعمارية.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الشنقيطي، تطرق خلالها إلى أهمية عملية "نبع السلام" باعتبار أنها "مكسب كبير لثورة الشعب السوي الذي عاني من داعش، وميليشيات ما يعرف باسم قسد".

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

الشنقيطي تحدث عن العملية بالقول "نبع السلام تطور مهم في مسار الثورة السورية، وفي المناخ الاستراتيجي في الإقليم كله، ولها أبعاد كبرى، حتى على المستوى الدولي".

وأضاف أن العملية "مكسب كبير لثورة الشعب السوري، الذي عانى طويلا من ميليشيات (داعش) الإرهابية، ومن المليشيات المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية، وهي ليست قوات ديمقراطيةً من قريب ولا من بعيد، وكانت دائما تعادي طموح الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية".

وشدد على أن هذه الميليشيات "هي قوات إرهابية عنصرية، كان لها دور كبير في تمزيق سوريا، وتسعى الآن إلى تمزيق تركيا أيضا، وضرب العلاقات الأخوية بين الشعوب الإسلامية خدمة لأعداء الأمة".

المفكر العربي ذهب إلى أن "عملية نبع السلام مكسب كبير لتركيا، التي أراد الأعداء أن يبنوا على حدودها قوة ضاربة تسعى إلى تمزيق وحدتها، وإشغالها عن استكمال نهضتها، ووضْع حواجز بين الدولة التركية وبين الكرد والعرب وغيرهم من شعوب الإقليم الذين يجمعهم مع الأتراك، الدين والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك".

وأردف "يبدو أن هذه العملية سيكون لها تأثير كبير أيضا على المعادلات الدولية، فالقوى الغربية التي وقفت موقفا منافقا، وغدرتْ بتركيا، وتخلت عنها في ساعة العسرة، ستكون هي الخاسر الأكبر دوليًا من هذه العملية، لأن تركيا لم تعد بحاجة إلى الدول الغربية، بقدر حاجة الدول الغربية إلى تركيا".

وأكد أنه "أصبح لدى تركيا من القوة والمكانة ما يجعلها في غنىً عن تلك الدول، وهي الآن تنوِّع تحالفاتها الدولية بما يخدم مصالحها بعيدًا عن الوصاية الغربية".

وعن تحقيق العملية لأهدافها في وحدة التراب السوري، قال الشنقيطي "أنا متفائل جدًا أن عملية نبع السلام ستكون ضربة قاصمة لمشاريع الانفصال والتجزئة التي غذَّتْها بعض القوى الدولية ذات الذاكرة الاستعمارية، فقد اعتادت هذه القوى العبث بمصائر شعوبنا، وتمزيق صفها".

وزاد "منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم، لا ننسى أن الذين يغذون مشاريع الانفصال والتجزئة في منطقتنا، ويسعون إلى تهشيم الدول الكبرى في الإقليم لتسهيل السيطرة عليه، هم أنفسهم الذين وضعوا خلال العقد الثاني من القرن العشرين اتفاقية سيفر لتقاسم الأناضول، واتفاقية سايكس بيكو لتقاسم الشام والعراق والجزيرة العربية".

وشدد بالقول "هؤلاء يحاولون اليوم تكرار ما فعلوه منذ مائة عام، فعملية نبع السلام خطوة جريئة في التصدي لهذه المشاريع التجزيئية التي تضرب أمتنا في عناصر قوَّتها، وتسعى إلى منعها من استئناف حضارتها، وتحقيق نهضتها".

كما أكد أن "تلك القوى الدولية غدرت بالعرب والفرس، فضربت بعضهم ببعض في حروب استنزاف مدمرة خلال الـ40 عاما المنصرمة، وغدرت بالشعب التركي فتواطأت مع محاولةالانقلاب الفاشل عام 2016، ومن المهم أن يستخلص الأكراد الدروس من ذلك، فلا يعولوا على تلك القوى الدولية المخادعة، ومن المهم لكل شعوبنا أن تتعايش، بدل السعي إلى استرضاء الأجنبي والتعويل عليه".

وردا على سؤال حول موقف الجامعة العربية إزاء العملية العسكرية، أجاب "لا شك أن أي متابع جاد لنبض الشارع العربي، يدرك أن قلوب الشعوب العربية مع تركيا، ومع عملية نبع السلام ضد ميليشيات الانفصال اليسارية العنصرية في شمالي سوريا، التي مزقت نسيج المجتمع السوري، وأساءت إلى الكرد والعرب معاً، وتواطأت مع القوى الدولية الطامعة ضد وحدة تركيا واستقرارها وازدهارها".

وأضاف "بيان الجامعة العربية الذي ندد بالعملية لا يعبر عن وجدان الشعوب العربية ومشاعرها الصادقة، التي تسير تلقائيا مع مواقف تركيا الداعمة للشعب السوري، ولتحرر الشعوب العربية".

ولفت إلى أن "هذا البيان جاء معبِّرا عن أهواء حكام مستبدين، لا يقيمون وزنا لمشاعر شعوبهم ولا لمصالحها، وهم يسيرون في فلك القوى الدولية الطامعة بذلَّة وتبعية، ولو لم تكن الدول محكومة بالاستبداد لما رأينا هذه المواقف المخزية من جامعة الدول العربية".

المفكر العربي ذهب أيضا إلى أن "المواطن العربي يحزن حقاًّ حين يرى الجامعة العربية تشارك في حملة تشويه تركيا، وتنضم إلى الهيستيريا الإعلامية الغربية المشحونة بالأحقاد التاريخية، والأطماع الاستعمارية".

وزاد "ليس من ريب أن الجامعة العربية التي باعت الشعوب العربية في سوق النخاسة الدولية، وتحولت غطاء لتشريع النفوذ الدولي في بلاد العرب، لم تندد بعملية نبع السلام محبةً للشعب السوري، ولا حرصاً على وحدة الأراضي السورية، وإنما نكايةً بالشعب السوري، ومضايقةً لتركيا، رغم أنها لم تقف دولة في العالم مع قضية الشعب السوري كما فعلت تركيا".

وأشار بالقول "يكفي من تفاهة البيان الصادر عن الجامعة العربية، سكوتُها عن فظائع نظام الأسد، وعن التدخل الإيراني والروسي والأمريكي والإسرائيلي في الأرض السورية".

وتابع "فضلا عن سكوتها عن استهتار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بحقوق الشعب الفلسطيني، وانتهاكهما لحرمة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وكأنما كانت الجامعة العربية في نوم عميق فلم تر شيئا من ذلك، ثم استيقظت فجأة لتندد بعملية نبع السلام، التي جاءت لمصلحة الثورة السورية، ووحدة الدولة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم".

وختم بالقول "لذلك فإن الحكومات العربية التي تحترم نفسها، وتراعي مشاعر شعوبها، تحفَّظت على البيان وقت صدوره كما فعلت قطر والصومال وليبيا،، أو نأت بنفسها عنه فيما بعد كما فعل المغرب، والحقيقة أن هذا البيان لا قيمة له من الناحية السياسية والدبلوماسية، وأن مواقف الجامعة العربية ستظل خالية من التأثير، ما دامت الجامعة مجرد منبر للحكام المستبدين الفاسدين، لا يراعي مصالح الشعوب العربية، ووجدانها الإسلامي الصادق".
#تركيا
#نبع السلام