قال وكيل رئيس جامعة خوجة أحمد يسوي التركية الكازاخية الدولية، البروفيسور جنكيز تومار، إن بعض رؤوس الأموال في العالم العربي تسعى تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتشكيل جبهة معادية لتركيا.
وأضاف تومار، خلال مقابلة مع الأناضول، أنّ الربيع العربي بدأ بشكل عفوي في تونس عام 2011 وانتشر في عدة دول عربية، وأن دور تركيا المُلهم في هذا الشأن واضح.
وأردف أن "تأثير الفراشة" لتركيا في العالم العربي، بدأ من خلال تصديرها التطور والتقدم والديموقراطية التي تشهدها إلى العالم العربي عبر التعليم والسياحة والمسلسلات.
ولفت إلى أن تأثير الفراشة بالنسبة لتركيا في العالم العربي مستمر بالرغم من دعم القوى الإمبريالية للقوات الثورية المضادة.
وأوضح أن تأثير تركيا في الفترات الأخيرة في العالم العربي يُعرف بـ"القوة الناعمة"، من خلال المساعدات الإنسانية والمؤسسات التعليمية التركية في الخارج والجامعات وأفلام السينما والمسلسلات ووسائل الإعلام والسياحة.
وأشار إلى أن تركيا تؤدي هذه الأعمال من خلال منظمات مدنية عديدة مثل تيكا، ومعهد يونس إمره، ووقف المعارف، ومؤسسة أتراك الخارج.
وأوضح أن تركيا تؤدي دورا قياديا في العالم الإسلامي بفضل محاولتها لتصدير الديموقراطية والتطور والحريات إلى العالم العربي، وأنها بدأت تحل بذلك محل إيران التي كانت متهمة لسنوات بالسعي لتصدير نظامها السياسي إلى الشرق الأوسط.
وأفاد بأن تأثير تركيا الواضح في الشارع العربي، ترك أثرا معاكسا لدى القادة والنخب العربية، ما أدى بهم إلى اعتبار أن تركيا تشكل تهديدا على وجودهم.
ولفت إلى أنه بالرغم من أن ثورات الربيع العربي لم تحقق أهدافه حتى الآن، بدعم من القوى الإمبريالية الكبرى والثورات المضادة، إلا أنها ستؤدي إلى التغيير على المدى البعيد، بفضل تطور وسائل الاتصال.
وأكد أن تأثير تركيا في العالم العربي مختلف عن التأثير الإيراني، حيث يتركز على التطور والديمقراطية ونمط الحياة والحريات التي تحتاجها الشعوب العربية بشدة وسرعة.
وأضاف أن التأثير التركي في العالم العربي بارز عبر التاريخ، حيث بدأ في المجال العسكري اعتبارًا من القرن التاسع، واستمر لنحو ألف عام عبر السلاجقة والمماليك ومن ثم العثمانيين.
وأردف أن تأثير الأتراك أخذ يتناقص في القرن التاسع عشر مع تراجع قوة الدولة العثمانية، وتأثر العرب بالموجات القومية التي ظهرت في الغرب، وتحريض الدول الغربية للمسيحيين في منطقة بلاد الشام.
واستطرد بأن "العالم العربي وقع تحت الانتداب والاحتلال بعد سقوط الدولة العثمانية، وكسبت الدول العريبة استقلالها في منتصف القرن العشرين، ولذلك فإن صورة القادة العرب خلال القرن العشرين باتت مرتبطة بمعارضته لإسرائيل، بغض النظر إن كان انقلابيا أو ديكتاتورا".
وتابع قائلا إن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر اعتلى الحكم بعد حركة الضباط الأحرار 1952، وأصبح فيما بعد الرئيس العربي الأبرز بفضل سياساته القومية، ونال الدعم الأكبر من الدول العربية الأخرى، لمعرفتها بأنها لن تتمكن من مجابهة إسرائيل من دون مصر.
وأردف بأن حرب يوليو/ تموز عام 1967 قضت على صورة عبد الناصر بشكل كبير، وأن العالم العربي فيما بعد لم يحظ برئيس آخر ذو شعبية واسعة بقدر عبد الناصر.
وقال إن القسم الأكبر من القادة العرب هم من الضباط الانقلابيين والديكتاتوريين، وأنهم يمارسون سياساتهم القمعية بعد حصولهم على دعم الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي خلال مرحلة الحرب الباردة.
وأكد أن الديكتاتوريين من القادة العرب يستخدمون القضية الفلسطينية لخدمة مصالحهم الشخصية، وأنهم لا يرون في إيران خطرا على دولهم بسبب وجود عناصر شيعية بين شعوبهم، في حين يعتبرون زيادة شعبية تركيا في الشارع العربي خطرا على وجودهم.
ولفت إلى أن إسرائيل تدرك هذا الأمر، وترى أن الخطر الأكبر هو تركيا وليس إيران.