تتجه السلطات التركية إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة بتهمة مساعدة وتسليح تنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابية. التوجه التركي هذا أعاد إلى الذاكرة دعوى مماثلة ربحتها نيكاراغوا، في عام 1979، اتهمت فيها الولايات المتحدة بتهمة "دعم المنظمات الإرهابية"، كسابقة تاريخية.
تتجه السلطات التركية إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة بتهمة مساعدة وتسليح تنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابية. التوجه التركي هذا أعاد إلى الذاكرة دعوى مماثلة ربحتها نيكاراغوا، في عام 1979، اتهمت فيها الولايات المتحدة بتهمة "دعم المنظمات الإرهابية"، كسابقة تاريخية.
إن تاريخ سجل الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ملئ بتهم إنشاء وتغذية المنظمات الإرهابية التي حولت المنطقة إلى بحيرة من الدم، فضلًا عن مساعدتها للتنظيمات تلك ماديًا وعينيًا بالآلاف من شاحنات نقل الأسلحة، ناهيكم عن الصفقات السرية التي لم تخرج إلى السطح حتى الآن.
كما أن الولايات المتحدة التي ظلت تعاقب دول مستقلة وذات سيادة مثلها، ولكن فقط لأنها تخالفها الرأي والمواقف في سياساتها، بوضعها في قائمة خاصة بها تحت مسمى" الدول الراعية للإرهاب"، والأن جاء وقت أن تشرب هي نفسها من ذات الكأس التي أشربته للأخرين.
حيث تستعد تركيا الآن مستفيدة من السابقة التاريخية بنجاح نيكاراغوا عام 1979، في إخراج الولايات المتحدة أمام محكمة العدالة الدولية، أن تقوم هي أيضا بخطوة مماثلة.
فما أشبه اليوم بالبارحة، حيث دعمت الولايات المتحدة المعارضة المسلحة ومليشياتها بالسلاح والعتاد والدعم الوجستي والتعليمي والإستخباراتي في حربها ضد حكومة نيكاراغوا، لتنجح الأخيرة في عرض القضية على محكمة العدل الدولية.
حكمت المحكمة لصالح نيكاراغوا -ضدالولايات المتحدة الأمريكية- مما دفع أمريكا إلى رفض الحكم الصادر، وحاولت لملمة الموضوع حتى لا تشوه صورتها أمام المجتمع الدولي، وبالتالي سعت للوصول إلى توافق ودفع مليارات الدولارات لحكومة لنيكاراغوا حتى لا توصم بتهمة عار، ظلت هي تتهم به الآخرين.
واليوم في سوريا، نجح تنظيم ب ي د الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية والتي تسعى لإقامة دولة مستقلة في سوريا ، نجحت بعد 14 عامًا من تأسيسها، إلى بسط سيطرتها على أكثر من ربع مساحة سوريا، وبدعم من الولايات المتحدة التي تعاونت مع التنظيم الإرهابي بحجة محاربة داعش الإرهابية.
الحجة التي قاربت بين الولايات المتحدة وتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابية، كانت محاربة منظمة داعش الإرهابية، حيث قدمت الولايات المتحدة أول دعم لتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي، بالقيام بقصف جوي لمساعدتها في إنهاء حصار داعش لمنطقة "كوباني" الواقعة تحت سيطرة ب ي د/ بي كا كا الإرهابية.وبالفعل نجح الإثنين في طرد داعش من كوباني.
بعدها لم يتوقف الدعم والتنسيق بين الإثنين ، حيث أطلق الولايات المتحدة إسم : قوات سوريا الديمقراطية على تنظيم "ي ب ك "الذراع المسلح لتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي والغرض في ذلك، لكي تصبغ شرعية على التنظيم الإرهابية وكمحاولة لذر الرماد على النار.
كما لم تنقطع أياديها البيضاء عن التنظيم الإرهابي، حيث دعمت الولايات المتحدة بآلاف شاحنات النقل بريًا وعشرات الطائرات جويًا محملة بالعتاد والأسلحة الخفيفة والثقيلة، ويواصل بها ي ب ك/ب ي د/ بي كا كا الإرهابية في قتل المدنيين العُزّل، وتوسيع المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في سوريا وتشكيل تهديد مباشر على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا وبمباركة وتعاون أمريكي.