ـ لليوم الثاني تواليا ضمن عملية عسكرية بدأها الجيش الإسرائيلي في جنين ومخيمها في 21 يناير الجاري وتوسعت لتشمل مدينة طولكرم ومخيمها ـ رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة للأناضول: الجيش الإسرائيلي اعتلى منازل وحولها إلى نقاط عسكرية واستخدم عائلات دروعا بشرية
لليوم الثاني يواصل الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، اعتقل خلالها عشرات الأشخاص وأجبر مئات العائلات على النزوح.
والاثنين، وسع الجيش الإسرائيلي عملية "السور الحديدي" التي بدأها في مدينة جنين ومخيمها يوم 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، واقتحم مدينة طولكرم ومخيمها، وسط غارات جوية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، إن فلسطينيين قتلا وأصيب 4 آخرون في قصف نفذته طائرات مسيرة إسرائيلية بطولكرم، تبعه اقتحام واسع، في حين قتل 16 فلسطينيا في جنين خلال العملية المستمرة لليوم الثامن.
** اعتقالات
محافظ طولكرم عبد الله كميل، قال إن "عدوان الاحتلال الإسرائيلي على محافظة طولكرم والمستمر لليوم الثاني على التوالي، يستهدف استنزاف مقدراتنا ومرافق البنية التحتية وتدميرها".
وأوضح في بيان الثلاثاء، أن العملية العسكرية الإسرائيلية "تستهدف منازل المواطنين والمحلات التجارية، من خلال عمليات تجريف الشوارع".
وأكد محافظ طولكرم أن القوات الإسرائيلية "اعتقلت عددا من المواطنين وأجبرتهم على النزوح من منازلهم".
وبحسب مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى، اعتقل الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، 25 فلسطينيا في الضفة الغربية.
** الفصائل ترد
بدورها، قالت فصائل فلسطينية مسلحة، في بيانات الثلاثاء، من بينها "كتيبة طولكرم" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها "فجرت عبوات ناسفة في آليات الاحتلال، وأمطرت قواته بزخات من الرصاص".
ولفتت الكتيبة إلى أنها "حققت إصابات مباسرة" في قوات الجيش الإسرائيلي.
وقالت "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، إن عناصرها "يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات العدو الصهيوني في حارة الشهداء ومحور المقاطعة ومحور المربع" في طولكرم.
** حصار مشدد
رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة، قال للأناضول، إن "المخيم يعيش حالة حصار واسعة، وسط تدمير لمحال تجارية ومنازل، وإحراق أخرى".
سلامة أضاف أن "مئات العائلات أجبرت على النزوح قصرا، وطلب الجيش الإسرائيلي منها الإخلاء بشكل سريع، حيث خرجوا وهم لا يحملون إلا القليل من أمتعتهم".
وتابع: "الجيش اعتلى منازل (في طولكرم) وحولها إلى نقاط عسكرية، واستخدم عائلات دروعا بشرية".
سلامة الذي يشغل أيضا منصب نائب محافظ طولكرم، قال إن "الجيش الإسرائيلي حاصر مستشفيات المدينة، وداهم عدة أحياء فيها".
وأوضح أن "قوات مشاة من الجيش تجوب عدة أحياء في طولكرم، كما أن التجريف طال ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة".
ومن حين لآخر، تُسمع في مخيم طولكرم أصوات تبادل لإطلاق النار وانفجارات متقطعة، كما تظهر على مداخله أعمال تجريف البنية التحتية.
** نزوح إجباري
باسمة دار سعيد، إحدى النازحات من مخيم طولكرم، قالت للأناضول: "أمس (الاثنين) لم نخرج من المخيم، اليوم أُجبرنا على ذلك بعد أن طلب منا الجيش الإسرائيلي النزوح ومنحنا مهلة لدقائق".
وتساءلت باسمة وهي برفقة والدتها وشقيقها: "كيف لي أن انزح ومعي والدتي وشقيقي على كراسٍ متحركة؟ ولكني أُجبرت وخرجت".
وأضافت: "المخيم في وضع صعب، تجريف شوارع وبنى تحتية، ومنازل مدمرة".
وقالت المرأة الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي "أخلى منازل ونصب على أسطحها قناصة".
وتابعت: "يبدو أننا أمام عملية عسكرية صعبة".
وعاشت باسمة عدة اقتحامات سابقة في مخيم طولكرم، حيث قالت: "في كل مرة يُنكّل الجيش الإسرائيلي بنا، ننزح، وتُدمر المنازل، المخيم تحول إلى مأساة".
وأردفت: "شاهدت جرافة عسكرية مجنزرة وهي تهدم منزلا".
وسبق عائلة "دار سعيد" مئات الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح جهة "مقر المقاطعة"، وهو مبنى يجمع مقرات أمنية فلسطينية ملاصق لمخيم طولكرم.
ويقع مخيم طولكرم بالجهة الشرقية للمدينة التي تحمل الاسم ذاته شمالي الضفة الغربية.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر حتى الثلاثاء، عن مقتل 880 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.