شمال غزة يباد.. مشروع بيت لاهيا ملجأ للنازحين في ظل الإبادة الإسرائيلية

08:4921/10/2024, Pazartesi
الأناضول
شمال غزة يباد.. مشروع بيت لاهيا ملجأ للنازحين في ظل الإبادة الإسرائيلية
شمال غزة يباد.. مشروع بيت لاهيا ملجأ للنازحين في ظل الإبادة الإسرائيلية

-اضطر النازحون للجوء إلى بعض المنازل والمنشآت الآيلة للسقوط، التي استهدفتها الصواريخ الإسرائيلية سابقا -جهاد الفيري أحد النازحين من جباليا لبيت لاهيا: الأوضاع كارثية والأهالي يعانون من حصار وتكدس بشري هائل -صبحي المقيد: نشعر بالخطر يقترب منا لكننا لا نستطيع التحرك نحو أماكن آمنة بسبب الطوق الذي فرضته القوات الإسرائيلية

يتكدس آلاف الفلسطينيين منذ عدة أيام بمنطقة "مشروع بيت لاهيا" شمالي قطاع غزة، بعد نزوحهم من بيوتهم بمخيم "جباليا" ومحيطه، في ظل عملية الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية المستمرة منذ 16 يوما، ضمن حرب إسرائيل المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

ويعاني الأهالي في هذه المنطقة الصغيرة، التي تعرضت سابقا لدمار كبير نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية، من حياة قاسية، حيث يتكدسون على الأرصفة وفي الطرقات دون مقومات للحياة.

واضطر النازحون للجوء إلى بعض المنازل والمنشآت الآيلة للسقوط، التي استهدفتها الصواريخ الإسرائيلية سابقاً، في محاولة للاحتماء من برد الليل وشظايا القذائف التي تتناثر في المنطقة.

وتقع منطقة مشروع بيت لاهيا ضمن مدينة بيت لاهيا، في محافظة شمال غزة، تحدها من الجنوب بلدة جباليا والنزلة، ومن الشرق مدينة بيت حانون، بينما يحدها البحر المتوسط من الغرب.

وبحسب شهود عيان تحدثوا للأناضول، يتعمد الجيش الإسرائيلي استخدام كثافة نارية عالية في تلك المنطقة ضد المواطنين لإجبارهم على الاستجابة لأوامره والنزوح إلى جنوب قطاع غزة.

وأشارت مصادر طبية إلى أن هذه الاستهدافات أسفرت عن سقوط مئات الضحايا بين قتلى وجرحى منذ بدء الهجوم في 5 أكتوبر الجاري.

والسبت، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعا لمنازل في منطقة مشروع بيت لاهيا، ما أسفر عن مجزرة خلفت 87 شهيدًا ومفقودا تحت الركام، بالإضافة إلى أكثر من 40 إصابة، من بينها حالات حرجة.

وتسبب قطع الجيش الإسرائيلي للاتصالات والإنترنت عن المنطقة قبل عدة أيام في شح الفيديوهات والصور التي توثق ما يحدث للنازحين، فضلا عن صعوبة التواصل مع الأهالي.

**واقع مأساوي

ويقول جهاد الفيري، أحد النازحين من جباليا للأناضول: "الأوضاع كارثية والأهالي يعانون من حصار وتكدس بشري هائل".

ويضيف الفيري، أن "آلاف الأشخاص بينهم أطفال ونساء قضوا الليالي الأخيرة في الشوارع دون أي وسيلة للدفء أو الطعام والشراب".

ويشير إلى أن "منطقة المشروع منكوبة ولا تملك مقومات الحياة أو آبار مياه".

ويعرب عن خوف الأهالي بسبب إحكام الجيش الإسرائيلي الحصار عليهم وتنفيذ مجازر بحقهم.

ويقول الفيري، للأناضول: "طائرات الاستطلاع تحلق بكثافة وعلى ارتفاعات منخفضة، والطائرات المسيرة تطلق النار على تجمعات المواطنين ومراكز الإيواء".

**خطر من كل الاتجاهات

من جهته، يقول الشاب صبحي المقيد، أحد سكان المنطقة، إنهم يشعرون بالخطر يقترب منهم، لكنهم لا يستطيعون التحرك نحو أماكن آمنة بسبب الطوق الذي فرضته القوات الإسرائيلية، حيث أن أي شخص يخرج يعرض لحياته للخطر.

ويضيف المقيد، للأناضول أن "انقطاع الاتصالات يزيد من حدة الأزمة وقلقنا، إذ لا تصل صورة حياتهم للخارج".

ويناشد "جميع أصحاب السلطة في العالم للتحرك لإنقاذ ما تبقى من المواطنين في شمال قطاع غزة، حيث أن الجيش الإسرائيلي عازم على إبادة كل ما صمد هناك".

وقال المقيد: "نحن والنازحون في مشروع بيت لاهيا قررنا الصمود حتى آخر نفس في ظل انقطاع الطعام والماء، فهذه الأرض لن تهب للمحتل إلا على أرواحنا".

**البيوت المدمرة "ملجاً"

ولجأ آلاف النازحين إلى منطقة "مشروع بيت لاهيا"، بحثًا عن مأوى في منازل آيلة للسقوط، في ظل عدم توفر أماكن ومراكز إيواء.

ويقول أحمد الكحلوت، مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة، للأناضول إن "تشديد الحصار على أهالي مخيم جباليا أجبر العائلات على النزوح إلى منطقة مشروع بيت لاهيا، ولكنها لا تجد مأوى، ما اضطرها للبحث عن الحماية في منازل مدمرة أو تحت أسقف آيلة للسقوط".

ويضيف: "قد تتعرض هذه المنازل للسقوط في أي لحظة بفعل الانفجارات المتكررة في المنطقة".

ويشير الكحلوت، إلى أن "شمال غزة يعيش حصارا خانقا منذ 16 يوما، وهناك خشية حقيقية على حياة المواطنين".

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

#الإبادة الإسرائيلية
#شمال غزة
#مشروع بيت لاهيا