إسطنبول.. قيادة حماس تستقبل التعازي بـ "السنوار"

08:4721/10/2024, الإثنين
تحديث: 21/10/2024, الإثنين
الأناضول
إسطنبول.. قيادة حماس تستقبل التعازي بـ "السنوار"
إسطنبول.. قيادة حماس تستقبل التعازي بـ "السنوار"

استقبل كل من رئيس مجلس شورى حماس محمد إسماعيل درويش، والقياديون باسم نعيم، وغازي حمد، وأسامة حمدان، وهارون ناصر الدين وآخرون التعازي في صالة أحد مساجد المدينة..

استقبلت قيادة "حماس"، الأحد، في مدينة إسطنبول التركية التعازي برئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، الذي أعلنت الحركة الجمعة استشهاده في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.


واستقبل كل من رئيس مجلس شورى حماس محمد إسماعيل درويش، والقياديون: باسم نعيم، وغازي حمد، وأسامة حمدان، وهارون ناصر الدين، وآخرون المعزّين في قاعة أحد مساجد إسطنبول.


وشهدت التعزية حضورًا رسميا وشعبيا تركيا وعربيا وإسلاميا، وبدأت بتلاوة آيات قرآنية، وإلقاء كلمات تأبين من جانب قيادة حماس، كما شارك فيها أيضا النائب التركي حسن توران.


وفي كلمة له خلال التأبين، رحّب درويش، بالحاضرين في "اللقاء المبارك الذي نلتقي فيه ونحن نهنئ أنفسنا ونعزّيها معا باستشهاد القائد الحبيب يحيى السنوار أبو إبراهيم".


وتحدث عن السنوار وقادة الحركة الراحلين قائلا: "تتوالى فصول الملحمة؛ ملحمة طوفان الأقصى، وما الشهيد السنوار إلا سلسلة في هذا العقد الفريد، السلسلة الماسية من كواكب الشهداء من الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة حماس، عقد فريد لا تنقطع عقده إلى أن يأتي النصر والتحرير".


وأوضح درويش، أن "السنوار قدّم قرابة نصف قرن من الجهاد والبطولة والعطاء والصمود والأسر، وهو رمز من رموز هذه المسيرة العظيمة مسيرة أمة والأنبياء معا، شجرة مباركة من نور النبوة والرسالة، ننطلق من رائحة النبوة ومن بشارته وسنبقى بأصل الشجرة والبشارة حتى تقوم الساعة".


وأردف رئيس مجلس شورى حماس: "نحن أمة الشهداء والبركة والخير، الحركة اليوم ستكمل مسيرتها ونضالها وجهادها إلى أن تصل إلى تدمير الكيان (الإسرائيلي) وتحرير الأرض المباركة بإذن الله".


وأكمل: "خلال أشهر قدمت حماس عطاءها لشعبها من قادتها وأبنائها وحاضنتها، أعطت كل ما يلزم من أجل النصر ولن يخذلها النصر، نحن في عزاء السنوار وقد التقى بأخويه (رئيس الحركة السابق إسماعيل) هنية و(نائب رئيس الحركة صالح) العاروري".


وتطرق إلى عملية "طوفان الأقصى" بالقول: "هذا الطوفان طاف على كل ميليمتر على هذه الأرض ووضع عليه بصمته وأعاد القضية الفلسطينية إلى قمة المشهد، وأصبحت فلسطين وغزة والقسام والسنوار وهنية.. أيقونة في كل مكان، وعلا اسم المعركة وشهدائها على كل شيء في الأرض فأصبح اسمها أيقونة العصر الحديث".


وأضاف درويش: "معركة الطوفان عظيمة، الضربة التي وجهتها المقاومة أكبر ضربة يتلقاها الكيان منذ تأسيسه، وباعترافهم، وهذه الضربة ستستمر مفاعليها يوما بعد يوم، مرّت سنة، والله أعلم إلى أين تصل المفاعيل".


وشدد على أن "اليوم الحرب دائرة في غزة والضفة، والجبهة الشرقية بدأت تتحرك على نهر الأردن، وشمالا في لبنان (حزب الله) معركة كبيرة ومحور المقاومة شاركونا منذ بداية المعركة واستشهدت معظم قيادتها، وأنصار الله (جماعة الحوثي) وإيران وأنصارنا في كل مكان شاركوا".


وبالعودة إلى هجوم 7 أكتوبر، اعتبر درويش، أن "هذه معركة العصر، في ساعات استطاع جنود حركة حماس تحطيم أقوى منظومة عسكرية في المنطقة، فرقة غزة وتكنولوجيا حول غزة كلفت مليارات الدولارات وجهود استخبارات وتحصينات تحولت إلى هشيم في 4 إلى 6 ساعات".


ورأى أنها "آية من آيات الله أن تتمكن فئة مؤمنة أمام جيش جرّار أن توجّه ضربة قاصمة للكيان لا يزال يترنح منها ولن ينساها قادتها".


وفي قراءته للمشهد العام قال درويش: "اليوم النظرة للمعركة هي أن الكيان يتعرض لهجمات من كل مكان، وهو يتعلق بمصيره ومستقبله، لا يمكن لهذا الكيان أن يعيش بالمنطقة إلى الأبد، والضربة تؤكد أنه لا يستطيع أن يعيش كثيرًا ونهايته قريبة".


وخاطب أهل غزة بالقول: "أنتم الحصن الحصين، أنتم دمنا لحمنا وأكبادنا، وأنتم صنعتم النصر وأعطيتم كل العطاء الذي ليس له نظير بالتاريخ الإنساني، أنتم حاضنتنا والمقاومة، الشعب هو المقاومة ولولاه لما كان هناك مقاومة، هذا هو شعب الانتصار والتخلص من هذا الكيان".


وختم بشكر "الأصدقاء والحلفاء، في تركيا حكومة وبرلمانا وأحزابا وشعبا، وفي قطر والعالم العربي والإسلامي، وفي إيران، وفي حركات المقاومة التي سننهي المعركة معهم وبحلفهم وبتحالف أمتنا معنا".


** تعزية وتهنئة


النائب التركي حسن توران، رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان، ألقى كلمة قال فيها "أبارك شهادة السنوار، واليوم جئنا لمراسم التعزية، ولكن ما رأيناه هو تعزية وتهنئة بنفس الوقت".


وأضاف توران: "يظن العدو (الإسرائيلي) أن قتل السنوار يؤدي لقتل القضية، لكن لا تموت بل تكبر القضية، وأترحم على جميع شهداء الحركة، أؤمن أن الأمة التي يوجد في معتقداتها الشهادة لا تعترف بالعبودية، ومن يضعون الشهادة في طريقهم سيكونون سببا ليقظة الأمة".


وتابع "اليوم غزة وما يجري فيها من مقاومة تتصدر أجندة العالم، وسبب ذلك دماء الشهداء الذين يضحون بأرواحهم ولهذا النصر سيكون من نصيبهم".


وزاد "مشاهد الفيديو التي نشرها الاحتلال لآخر لحظات السنوار باتت حاضرة في شوارع العالم، الاحتلال الصهيوني يظن أنه سينهينا بقتلنا ولكن كل قطرة تسقط تؤدي لنبوت آلاف من البراعم وإن شاء الله سيكون الانتصار من نصيب المسلمين والفلسطينيين".


وختم توران، كلمته قائلا: "باسم أمتنا ندين لكل من يضحي ويتحمل الآلام، ونأمل وصول الأمة إلى الوحدة والانتقال للمقاومة على دماء الشهداء وصولا لطريق النصر والحرية".


وألقى بدوره القيادي في حركة حماس ورفيق السنوار في الأسر أبو حذيفة عبد الحكيم حنيني، كلمة خلال التعزية، قال فيها: "نقف اليوم مودعين لأخ حبيب وقائد عظيم ومجاهد كبير وعرفناك قبل الاعتقال وأنت شاب منافح عن دين الله ودعوته في الجامعات وفي مجالس الطلبة".


وأضاف حنيني: "عرفناك مقاتلا عنيدا ومخططا وأنت تنشئ جهاز مجد (لمكافحة التجسس) في غزة الحبيبة، وتعلمنا في الضفة كيف نشكل هذه الأجهزة، ثم عرفناك مصابرا صابرا عابدا زاهدا صواما قواما متعلما وعالما في سجون الاحتلال، عرفناك متواضعا خدوما لإخوانك بزنازين الاحتلال".


وشهدت مراسم التعزية كلمات من قبل محي الدين الزايط، ومحمود الحسين من الإخوان المسلمين في مصر، وسردار أوسكوبلو، نائب رئيس حزب الوطن في تركيا، والنائب الأردني ينال فريحات، والقيادي في حركة حماس خالد مشغل، وكلمات ممثلي أحزاب ومؤسسات تركية.


والجمعة، نعى عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، السنوار قائلا إنه "استشهد مشتبكا ومواجها للجيش الإسرائيلي حتى آخر لحظة من لحظات حياته".


وشدد الحية، في كلمة مسجلة، على أنه لا عودة للأسرى الإسرائيليين "إلا بوقف العدوان على (قطاع) غزة، والانسحاب الكامل منه، وخروج أسرانا من المعتقلات".


ومساء السبت، نشر الجيش الإسرائيلي صورا ومقطع فيديو للسنوار، زاعما أنه اختبأ داخل نفق هو وعائلته قبيل 7 أكتوبر.


ومساء الخميس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قتل السنوار، مستدركا أن "الحرب لم تنته بعد".


وأقر الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن "قتل السنوار في قطاع غزة كان بمحض الصدفة".


وتعتبر إسرائيل السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، وأثر سلبا على سمعة إسرائيل الأمنية والاستخبارية.


وفي 6 أغسطس/ آب الماضي، اختارت حماس السنوار المكنى بـ"أبو إبراهيم" رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل بالعاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو/ تموز، بهجوم ألقيت مسؤوليته على تل أبيب، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك.

#إسطنبول
#السنوار
#تعازي بالسنوار
#حماس
#يحيى السنوار