شمال غزة يباد.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل توغله ويحاصر مراكز تأوي نازحين

12:5319/10/2024, السبت
الأناضول
شمال غزة يباد.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل توغله ويحاصر مراكز تأوي نازحين
شمال غزة يباد.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل توغله ويحاصر مراكز تأوي نازحين

- يوسف المصري: تقدمت قوات الاحتلال نحو مراكز الإيواء القريبة من مستشفى الإندونيسي بعد منتصف ليلة السبت - أحمد عبد الرحيم: الاستهدافات الإسرائيلية مستمرة طوال الليل، والطائرات المسيرة تستهدف كل من يحاول التحرك

مع منتصف ليلة السبت، بدأ الجيش الإسرائيلي توغلا جديدا ضمن عمليته العسكرية البرية المتواصلة شمالي قطاع غزة التي وسعت نطاقها تل أبيب الجمعة بالدفع بلواء "غفعاتي" لتعزيز قواتها بالمنطقة المحاصرة منذ 15 يوما.

ووصلت الآليات الإسرائيلية خلال هذا التوغل إلى المستشفى "الإندونيسي" ومراكز الإيواء الواقعة شمال مخيم "جباليا"، حيث يعيش آلاف النازحين من أبناء شمال قطاع غزة الذين دمرت منازلهم.

وحسب شهود عيان تحدثوا للأناضول، اقتحمت دبابات إسرائيلية وجرافات تلك المراكز وحاصرتها من جميع الجهات.

وأوضح الشهود، لا تزال عشرات العائلات محاصرة داخل منازلها القريبة من هذه المراكز.

**رعب وخوف

يقول يوسف المصري (23 عاما)، المحاصر بمدرسة "حلب" شمالي مخيم جباليا، للأناضول إن "قوات الاحتلال تقدمت صوب مراكز الإيواء القريبة من مستشفى الإندونيسي ومنعت النازحين المغادرة".

ويضيف أن "حالة من الخوف والذعر أصابت النازحين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن"، موضحا أن "الجيش الإسرائيلي استخدم كثافة نارية عالية خلال توغله".

ويتابع: "هذه هي المرة الثالثة خلال هذه الحرب التي تداهم فيها قوات الاحتلال هذه المراكز وترتكب المجازر والجرائم بحق النازحين".

ويضيف: "الجيش الإسرائيلي يحاصر حاليا أربعة مدارس وناديا رياضيا وصالة أفراح وبعض مقار المؤسسات والجمعيات، وجميعها تستخدم كمراكز إيواء للنازحين خلال هذه الحرب".

وناشد المصري الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بالتدخل لفك الحصار وإنقاذهم من نيران الجيش والمصير المجهول الذي يواجهونه.

**نقص الماء والغذاء

وقرب مراكز الإيواء وتحديدا بأحياء "الشيخ زايد" و"الرباط" و"تل الزعتر"، لا تزال عشرات العائلات محاصرة داخل منازلها نتيجة تقدم الآليات الإسرائيلية.

ولم تتمكن طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى تلك المنطقة، رغم كثرة المناشدات التي يطلقها الأهالي هناك جراء تواجد الجيش والاستهدافات.

ويقول أحمد عبد الرحيم، المحاصر مع عائلته: "الاستهدافات الإسرائيلية لم تتوقف طوال الليل، والطائرات المسيرة تستهدف كل من يتحرك".

ويضيف أن "الأهالي يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والعلاج، مما يهدد حياتهم بالموت جوعا وعطشا".

ويشير إلى أن "جثث الشهداء والمصابين لا تزال في الشوارع القريبة، ولا يمكن انتشالها بسبب خطورة الأوضاع".

في اليوم الخامس عشر من الهجوم العسكري الإسرائيلي شمال قطاع غزة، صعّد الجيش، السبت، من جرائم التطهير العرقي، مرتكبا مجازر دامية مروعة أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، علاوة على استهداف المستشفيات والطواقم الطبية.

وشن الجيش الإسرائيلي قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مخيم جباليا، وبيت لاهيا، ومناطق الصفطاوي، وتل الزعتر، والشيخ زايد، وتلة قليبو شمال قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، بينهم أطفال ونساء، بحسب مصدر طبي وشهود عيان للأناضول.

ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة الجيش الإسرائيلية حملة الإبادة التي ينفذها في شمالي القطاع منذ 15 يوما عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات القتلى والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من القوات الإسرائيلية أو منعها من تأدية مهامها.

وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

#أطفال نازحين
#الشمال يباد
#صحة غزة
#مراكز تأوي نازحين
#مستشفى الإندونيسي
#مستشفيات شمال غزة