أعيد النقاش حول مقال كتبها المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مايكل روبين، بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، يزعم فيها أن الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما وخليفته التي كانت شبه متأكدة من حسمها للنتائج لصالحها آنذاك، هيلري كلينتون، يستعدان لتنفيذ محاولة انقلابية جديدة في تركيا.
مايكل روبين نفسه، كان قد تنبأ بمحاولة انقلاب 15 يوليو/تموز عام 2016، والتي باءت بالفشل بفضل مقاومة الشعب التركي بجميع أطيافه لهذه المحاولة.
مقال روبين الذي نشر في "معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (The American Enterprise Institute )، ذهب إلى أن الانقلاب الجديد سيكون من خلال زعيم المافيا التركي البارز، سادات بكر.
إلا أن تخمينات روبين لم تفلح هذه المرة، حيث خسرت كلينتون الانتخابات أمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، لتنقلب الحسابات رأسًا على عقب، ويتم تأجيل هذه الخطة التي وضعت قبل 4.5 سنوات من الآن.
خلال المقال ذاته، وصف روبين محاولة الانقلاب بأنها تمت بطريقة بدائية للغاية، وأعطت نتائج عكسية حيث منحت أردوغان فرصة كبيرة لتنظيف الدائرة من أعدائه. كما قال بأن أعضاء منظمة غولن الإرهابية شاركوا في الانقلاب، كما زعم أيضًا أن الضباط الكماليين (نسبة لعلمانية كمال أتاتورك) شاركوا في الانقلاب أيضًا.
يذكر روبين في المقال ذاته، أن أردوغان "يجب أن يتوقف". ويتابع بالقول "الانقلاب القادم قد يكون هو الأشد، ويمكن أن يكلف الرئيس التركي أردوغان حياته".
وفي هذا السياق يتحدث روبين عن "سادات بكر" زعيم المافيا الأشهر في تركيا، حيث يزعم روبين أن "بكر" مثير للاهتمام، وهو أقوى مافيا في تركيا، وسيحاول القيام بعمليات اغتيال ضد الرئيس أردوغان.
ويضيف المقال؛ "بكر ورفاقه ليسوا مستعدين لتنحية طموحاتهم وأيديولوجياتهم جانبًا. وعلى الرغم من أن بكر لا يريد أبدًا تولي زمام الدولة، إلا أن لديه صلات كافية من كبار السياسيين الأتراك لوضعه دمية في القصر الرئاسي".
ثم يقول روبين في المقال ذاته متحدثًا حول أردوغان؛ "قد يظن أردوغان نفسه سلطانًا، لكنه في الواقع قد يكون مجرد ميت يسير نحو الإعدام".
مايكل روبين يلفت خلال مقاله، إلى أن خطة الانقلاب القادم في تركيا كانت على وشك التنفيذ مع تولي هيلري كلينتون منصب الرئاسة الأمريكية، إلا أن فوز ترامب عطّل الخطة، لتبقى معلقة.
وهذا يشير إلى أن خطة الانقلاب التي تحدث عنها روبين، وضعت الآن حيز التنفيذ، وهي تتوافق مع تصريحات لبايدن إبان حملته الانتخابية "سنتعاون مع المعارضة للإطاحة بأردوغان".
كما أن خطة الانقلاب ستكون من خلال "سادات بكر"، كما تحدث عن ذلك روبين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، وها هو سادات بكر قد بدأ منذ نحو شهرين بنشر فيديوهات عبر "يوتيوب" محاولًا ضرب الدولة التركية من خلال بضعة فيديوهات.
أما عن دور المعارضة في هذه الخطة، فمن الملاحظ أنها منذ الساعات الأولى من ظهور بكر بادرت لدعمه والترويج له، ومهاجمة الحكومة بناء على اتهاماته ومزاعمه.
نعود لروبين ومقاله عام 2016، كان يركز على "سادات بكر" بشكل كبير وكأنه يتحدث عن هذه الأيام الآن، ولقد كان اسم "سادات بكر" الأكثر ورودًا خلال المقال بعد اسم "أردوغان".
يقول ربين خلال المقال؛ "على الرغم من أن أتباع منظمة غولن الإرهابية لديهم شبكة واسعة، فإن بكر لديه اتصالات أوسع وأقوى كما يقال".
ويضيف "بينما يقوم أردوغان باستهداف أتباع منظمة غولن، والليبراليين العرقيين، ومنافسيه السياسيين، فإنه يقضي أيضًا على أقرب حلفاء سادات بكر. لكن ما الذي سيحدث حينما يبقى أردوغان والمافيا التركية وجهًا لوجه في السلطة؟ في هذه الحالة ألن يكون الحساب قاسيًا؟ إذا تم اغتيال أردوغان -وستكون هناك محاولات- فإن بكر سيكون القوة الأكثر ترجيحًا لملء الفراغ الذي سيحصل في الدولة العميقة".