تؤدي تركيا دورا مكملا للقارة الأوروبية، بحسب ما قاله السفير الألماني في العاصمة التركية أنقرة، "مارتين إردمان"، خلال مقابلة خاصة مع الأناضول.
جاء ذلك في حوار أجراه السفير الألماني، بخصوص الزيارة المقررة لوزير الاقتصاد والطاقة الألماني، بيتر ألتماير، إلى تركيا، اليوم الخميس.
وقال "مارتين إردمان"، للأناضول، إن تركيا تحتل موقعا مهما للغاية، سواء من حيث الإنتاج والقيمة المضافة، أو من حيث العلاقات الاقتصادية.
وأفاد بأن الوزير "ألتماير" سيزور تركيا رفقة وفد يضم نحو 100 رجل أعمال، بينهم شخصيات من كبار الإداريين في أهم 35 شركة ألمانية.
وأشار إلى ضرورة أن يتم اعتبار الزيارة، خطوة مهمة في سبيل تجاوز المشاكل الاقتصادية الحالية بين البلدين.
"الوزير الألماني، سيعقد سلسلة لقاءات اقتصادية وسياسية مكثفة مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، خلال الزيارة التي ستستغرق يومين".
ولفت إلى أن الزيارة ستشهد حدثين مهمين، أولهما، عقد اجتماع النسخة الأولى من لجنة الشراكة الاقتصادية والتجارية بين تركيا وألمانيا (جيتكو/JETCO )، فضلا عن تنظيم منتدى آخر شبيه بـ "جيتكو"، إذ سيكون موضوعه الرئيس في مجال الطاقة.
وأوضح بأنه حظي بفرصة المشاركة في اللقاءات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش زيارته إلى ألمانيا أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
"تركيا وألمانيا، تتمتعان بعلاقات مقربة ومكثفة ولا مثيل لها، على الرغم من البعد الجغرافي بينهما"، بحسب السفير.
وأشار إلى أن نحو 7200 شركة برأسمال ألماني، تنشط في تركيا، في حين يبلغ عدد الشركات التركية في ألمانيا حوالي 90 ألفا.
في هذا الصدد قال: "تركيا تعتبر شريكا مهما بالنسبة لألمانيا وأوروبا على حد سواء، من حيث العلاقات التجارية، حيث تنشط فيها شركات ألمانية عملاقة مثل بوش، وسيمنس، ومرسيدس".
وأردف: "شركة بوش للآلات الكهربائية تقوم بتصدير نحو 65 بالمائة من إنتاجها في تركيا إلى خارج البلاد، وهي توفر فرص عمل لنحو 17 ألف شخص هنا، ويبلغ حجم أعمالها السنوية 3.7 مليارات يورو (4.3 مليارات دولار)".
"صادرات شركة بوش في تركيا تشكل نحو 1.5 بالمائة من حجم الصادرات التركية، وإن هذا الأمر يظهر مدى أهمية تركيا بالنسبة للشركات الألمانية، من حيث كونها مركزا مهما للإنتاج".
وشدد في ذات الخصوص، على أن تركيا تؤدي دورا مكملا لبلاده والقارة الأوروبية عموما، حيث تحتل موقعا مهما للغاية سواء من حيث الإنتاج والقيمة المضافة، أو من حيث العلاقات الاقتصادية التي تربطهما.
وزاد: "ألمانيا وتركيا تتخذان الموقف نفسه إزاء استثمارات الطاقة بالمستقبل، إذ تمتلكان احتياطي قليل من النفط والغاز، ومصادر غنية من الفحم، ولذلك فإن مستقبل كلا البلدين يكمن في الطاقة المتجددة".
وأشار إردمان إلى أن تركيا تتمتع بإمكانيات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وأنها أظهرت تطورا فعالا في أسواق الطاقة خلال السنوات الأخيرة.
واستطرد بأن المستثمرين الألمان بمجال الطاقة يتمتعون بعلاقات شراكة كبيرة مع نظرائهم الأتراك، ما يجعل حصة التعاون في مجال الطاقة تحتل دورا مهما للغاية في العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين.
وأكد السفير الألماني أن حجم التبادل التجاري بين بلاده وتركيا يشهدا نموا مستمرا عاما بعد عام، إذ وصل إلى37 مليار يورو سنويا، مشيرا إلى أن العام الجاري يتمتع بأهمية خاصة بسبب ازدياد الصادرات التركية إلى ألمانيا بشكل كبير.
كما لفت إردمان إلى استمرار المباحثات بين البلدين في مجال السكك الحديدية وتوسيع شبكاتها.
وأضاف في هذا الشأن بأن التعاون التركي الألماني في مجال السكك الحديدية يعود لأكثر من 100 عام، إذ تنشط شركة سيمنس في مجال السكك بتركيا منذ 162 عاما.
وقال إن تركيا تتضمن حاليا عددا من خطوط القطار السريع، مشيرا إلى استمرار المباحثات بين الجانبين بهدف توسيع شبكة السكك الحديدية فيها.