نهاية تنظيم "بي كي كي" الإرهابي

08:443/01/2025, vendredi
تحديث: 3/01/2025, vendredi
آيدن أونال

لقد تمكنت الحكومة السورية من بسط سيطرتها بشكل كامل على الأراضي السورية، باستثناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي. وفي هذه المرحلة، من المستبعد أن تتمكن أي أقلية من تحدي سلطة دمشق. فالحكومة السورية تمتلك قوة منظمة ومسلحة، وتحظى بدعم غالبية الشعب السوري. وفي حال وقوع أي أزمة مستقبلية، من المرجح أن يتم احتواؤها من قبل المدنيين قبل تدخل الجيش، وهو أمر تدركه الأقليات جيداً. أما فيما يتعلق بمسألة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، فتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن أحمد الشرع

لقد تمكنت الحكومة السورية من بسط سيطرتها بشكل كامل على الأراضي السورية، باستثناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي. وفي هذه المرحلة، من المستبعد أن تتمكن أي أقلية من تحدي سلطة دمشق. فالحكومة السورية تمتلك قوة منظمة ومسلحة، وتحظى بدعم غالبية الشعب السوري. وفي حال وقوع أي أزمة مستقبلية، من المرجح أن يتم احتواؤها من قبل المدنيين قبل تدخل الجيش، وهو أمر تدركه الأقليات جيداً.

أما فيما يتعلق بمسألة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، فتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن أحمد الشرع قد اجتمع بممثلين عن التنظيم وأبلغهم بأن تسليم السلاح هو الخيار الوحيد المتاح لهم. وسواءً تأكدت صحة هذه التقارير أم لا، فإننا نعلم أن هذا هو الهدف المشترك لكل من الإدارة السورية الجديدة والحكومة التركية.

وبذلك، فإن احتمال قيام دولة إرهابية تابعة للولايات المتحدة وإسرائيل في شمال سوريا بات مستبعد تماماً. ولا ترغب تركيا ولا سوريا في قيام نظام فيدرالي في سوريا. لذلك سيسلم "واي بي جي" الإرهابي سلاحه، وسيُمنح تمثيلاً في إدارة دمشق، وقد يتم دمجها في الجيش السوري الجديد، مما يمهد الطريق لتأسيس دولة سورية موحدة.

يمكن القول إن أيام تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا قد ولّت.

وبالنسبة للعراق، فلم يعد الوضع آمناً لتنظيم "بي كي كي" كما كان سابقا. فقد أبدت حكومة شمال العراق انزعاجها الواضح من وجود تنظيم إرهابي في الشمال. وفي الوقت الذي تواصل فيه تركيا مكافحة الإرهاب وتدفع الحزب خارج حدودها، تمارس ضغوطاً كبيرة على حكومة شمال العراق. كما أن "بي كي كي" لم يعد ذا أهمية بالنسبة للولايات المتحدة كما كان في السابق. وإذا تم استخدامه ضد إيران، فإن الأخيرة التي لا تواجه ضغوطاً دولية مماثلة لتركيا، ستتخذ إجراءات صارمة ضده. أما احتمال استئجار إيران لخدمات الحزب فإنه خيار مستبعد، وسيزيد من الأعباء على طهران التي تعاني أصلاً من أزمات متفاقمة.

وبالتالي، فإن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي يواجه نهاية حتمية في العراق أيضاً.

ونرى أن النقاشات التي تدور داخل تركيا حول أوجلان قد أصبحت الآن في سياق واضح. ويُطرح تساؤل حول كيفية استجابة قنديل والشمال السوري للدعوة التي قد يوجهها أوجلان أو التي وجهها بالفعل. ولكن سواء كانت هذه الدعوة ستلقى رد فعل إيجابي أو سلبي، فإن ذلك لن يغير النتيجة. فإما أن يقبل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بأن الطريق قد وصل إلى نهايته ويسلم أسلحته، أو سيتعين عليه أن يواجه ضغوطًا شديدة من قبل قوات تركيا وسوريا والعراق ويخضع بالقوة.

إن الهجوم الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأمريكية من قبل داعش يحمل دلالة هامة من حيث توقيته. فإدارة بايدن قد تستخدم هذا الهجوم كذريعة للاستمرار في دعم تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي بحجة أنه يقاتل داعش ويقوم بحراسة سجناء داعش. وهنا يتعين على تركيا أن تظهر حزمًا وقوة، وهو ما ستقوم به بالفعل.

إن التجربة التي عاشتها مدينة مهاباد في عام 1946، والتي أُسست بتحريض من روسيا ثم انهارت سريعًا تاركة وراءها آثارًا مأساوية، ستتكرر الآن في شمال سوريا بدعم وتآمر من الولايات المتحدة. كانت التجربة الأولى دامية، أما تحديد ما إذا كانت هذه المرة ستكون دامية أم سلمية فإنه يعتمد على صدى دعوة عبد الله أوجلان وتأثيرها.

ونود أن نذكر مجدداً بأن إطلاق سراح عبد الله أوجلان من إمرالي ليس مطروحًا على الإطلاق. فليس هناك حاجة لذلك، بل إنه غير ممكن. ولا يوجد أي مجال للمفاوضات أو المساومة أو أي نوع من عمليات الانفتاح. فتركيا تتمتع بقوة كبيرة، ويمكن لأوجلان أن يساهم في حل المسألة سلميًا، وإلا فإن المسألة ستحل بطريقة أو بأخرى.

إن نهج حزب العدالة والتنمية تجاه الأكراد معروف بالفعل، كما أن الموقف التاريخي الأخير لزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي الذي يحتضن الأكراد، يبعث على الأمل والطمأنينة للأكراد في تركيا وسوريا. وبذلك تُفتح أبواب حقبة جديدة للأكراد خالية من هيمنة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وبعيدة عن فخاخ الولايات المتحدة وإسرائيل.

ونؤكد مرة أخرى أن نجاح هذه العملية مرهون بإصرار تركيا على الموقف الحازم الذي تتبناه تركيا والإدارة السورية الجديدة، وخاصة في مواجهة الولايات المتحدة. فأي تنازلات ستؤدي إلى عواقب وخيمة داخل تركيا وستعيق قيام الدولة السورية الجديدة. ولكن هناك إصرار تام في تركيا وسوريا، وبالتالي فإن مسألة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي قد انتهت في تركيا والعراق وسوريا.

نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة في منطقتنا، مرحلة تحمل الخير للجميع، وخاصة للأكراد إن شاء الله.


#تنظيم "بي كي كي"
#الإرهاب
#تركيا
#سوريا
#العراق