ولم يرغب الضيوف الجدد على بناية "المطعم التركي"، البقاء في ظلام حالك فالمبنى مهجور ولا يوجد فيه تمديدات كهربائية.
وسارع بعض المتظاهرين إلى القيام بعمل تطوعي شمل إجراء إصلاحات في البناء وتمديد شبكة إنارة وتنظيف طوابقه.
ويتحدث عن ذلك المتظاهر أبو أحمد، ويعمل كهربائيا، قائلاً: "قمنا بتمديد شبكة خطوط وأسلاك كهربائية جديدة لأن الشبكة الموجودة تالفة".
وأضاف أبو أحمد، في حديثه لمراسل وكالة الأناضول: "كذلك قمنا بتنظيف البناية من المخلفات والنفايات التي تتكدس فيها منذ سنوات وشارك معنا في ذلك الكثير من أخواتنا المتطوعات المتظاهرات".
** "صفقة فاسدة"
أضرار القصف الأمريكي للبناية ما تزال شاخصة، وكل المساعي السابقة لأمانة بغداد ومجلسها المحلي المُنحل لإعادة ترميمها باءت بالفشل بسبب "الفساد"، كما يقول عضو المجلس السابق، محمد الربيعي.
والشهر الماضي، حل البرلمان العراقي مجالس المحافظات في البلاد، على إثر الاحتجاجات ضد الحكومة.
وقال الربيعي: "أُعطيت البناية خلال عامي 2008 و2009 إلى مستثمر عراقي كان يشغل منصباً في الدولة وحصل على رخصة استثمار لمدة 25 سنة.
وأضاف، "تلكأ المستثمر في عمله وتحجج بوجود تلوث إشعاعي في البناية بفعل القصف الأمريكي لكن ثَبت فيما بعد إنها ادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
وأنهى الربيعي حديثه بالقول: "حاولنا مع أمانة بغداد لفتح ملف الفساد هذا وهي بدورها قامت بدعوى قضائية منذ 4 سنوات والأمر يخضع للتسويف والمماطلة".
** أيقونة للثورة
واللافت أن البناية التي كانت أسيرة "الفساد" طيلة الأعوام السابقة هي ذاتها تحولت لأيقونة تُزينها الشعارات المطالبة برحيل "الفاسدين".
يؤكد ذلك المتظاهر أثير الساعدي بالقول لمراسل الأناضول: "إذا ما نجحت ثورتنا فهذه البناية هي (برج الثورة) وأيقونتها ورمزنا الأهم في ساحة التحرير".
وطالب المحتجون العراقيون في بداية التظاهرات بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ وذلك بعد استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة العراقية، وعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عادل عبد المهدي، عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاطها.
ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.