دعا رئيس لجنة شؤون السياسة الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ)، نوربرت روتغن، الأحد، إلى النظر في طرد دبلوماسيين سعوديين من ألمانيا، على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال روتغن، في تصريحات نقلتها "إذاعة صوت ألمانيا" (دويتشه فيله)، إنه لابد من وقف جميع توريدات الأسلحة للسعودية على الفور، بما فيها التي تم التعهد بها بالفعل.
وأضاف أنه يتعين على مسؤولين اقتصاديين كبار في ألمانيا مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" المقرر في الرياض (23-25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري)، داعيًا إلى ألا تقتصر المقاطعة على ساسة ألمان فحسب.
واعتبر المسؤول الألماني أن "سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الشرقين الأوسط والأدنى بالتعويل تمامًا على السعودية من أجل عزل إيران، سمحت بتشجيع ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) على الاعتقاد أنه لم يعد هناك أي حدود بالنسبة له مطلقًا".
وبعيد تصريحات روتغن، أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أن بلادها لا يمكن أن تصدّر الأسلحة للسعودية، في ظل الظروف الحالية.
وفجر السبت، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول؛ إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنها أوقفت 18 شخصًا كلهم سعوديون.
ولم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي، الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها "تثير الشكوك الفورية"، خاصة أن أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، جاء بعد صمت استمر 18 يومًا.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة المقال، والمقرب من ولي العهد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ"كبش فداء" في قضية مقتل خاشقجي.
وقبل أيام، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر تركي رفيع، أن خاشقجي قتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير، وهي الرواية التي تداولتها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحفي السعودي.
وقال المصدر، إن مسؤولين كبار في الأمن التركي، خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناءً على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.