حوّل الشاب إدريس الشاعري؛ من سكان محافظة محايل عسير شقته التي يسكنها مع زوجته، إلى متحف للتراث بعد جمعه أكثر من 1000 قطعة قديمة يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 50 عاماً.وقال الشاعري؛ لموقع “سبق”، في الشقة التي يسكنها بحي الضرس بمحايل، إن حبه للتراث دفعه إلى العمل على جمع تلك المقتنيات الأثرية والتراثية القديمة، مؤكداً أنه استغرق في جمعها 15 عاماً ولا يزال يعمل على جمع كل ما هو قديم.ويشتمل المتحف على عدد من الأسلحة القديمة والسيوف والخناجر والعملات التي يعود عمر بعضها إلى أكثر من نصف قرن إلى جانب الحلي وأوعية المياه وآلات الخياطة وأدوات الزراعة والحرث والطاولات والمقاعد والكتب الدراسية التي كانت تستخدم قبل 30 عاماً.ولم يغفل الشاعري؛ مقتنيات الطبخ والزينة للجنسين وأدوات صُنع اللبن والسمن البلدي والألعاب والأجهزة الإلكترونية القديمة إلى جانب مئات القطع التراثية المختلفة .وأشار إلى أنه استعان في عمله هذا ببعض كبار السن وكلفه شراء بعض تلك المقتنيات أكثر من 50 ألف ريال، مبدياً أمله بأن يجد جهة رسمية تشرف على ذلك المتحف الذي لم يجد مكانا لجمعه فيه غير شقته الصغيرة، وأنه لا يتردّد في استقبال زوّاره وإكرامهم.وقال “لا أستلذ بالنوم إلا بين قطع ذلك الإرث القديم والعظيم الذي أجد فيه رائحة آبائي وأجدادي” .ولم يخف “الشاعري”؛ تذمر وتضجر زوجته في بداية الأمر مما قام به وتحويل جُل غرف منزله إلى مكان لتلك الأدوات والمقتنيات إلا أنها استسلمت في نهاية المطاف لذلك.من جهته، تفاعل رئيس بلدية محايل سعيد بن علي آل مصمع؛ مع مبادرة المواطن إدريس الشاعري؛ وقال عقب زيارته له واطلاعه على المقتنيات التي يشتمل عليها المتحف: إن هذا من المتاحف الخاصة التي تحتوي على الكثير من القطع التي يستحق صاحبها الدعم والتشجيع.ووعد رئيس البلدية، بأن يتم التنسيق مع لجنة التنمية السياحية بالمحافظة لدعم المواطن إدريس؛ ليكون له معرض ضمن فعاليات وبرامج مهرجان “محايل أدفأ” لهذا العام، وأن يلقى اهتماماً وعناية بهذا المجال التراثي والمحافظة عليه من الاندثار والضياع، لافتاً إلى أن هذه المبادرة التي قام بها صاحب المتحف تستحق الثناء والشكر والدعم.