قال سليم عرجون، نائب رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية، إن ما تقدمه أنقرة للدول الإفريقية من مشاريع وما تحققه من إنجازات هو واجب إنساني قبل أن يكون دينيًا، وليس له أجندة سرية ولا منفعة خاصة.
وتحدث عرجون، في مقابلة مع الأناضول، عن تفاصيل التواجد التركي الإيجابي في أفريقيا قائلًا: "أُعلن 2005 كعام أفريقيا في تركيا، وبدءًا من هذا التاريخ نظمنا مؤتمرين عالميين في تركيا".
وأضاف: "في القمة الأولى، عام 2006، دعونا رؤساء الأوقاف والشؤون الإسلامية في أفريقيا إلى تركيا، تحت رعاية فخامة الرئيس رجب طيب أرودغان (رئيس الوزراء آنذاك)، وهذه المبادرة كانت طيبة ومحمودة من جوانب عديدة".
وأوضح: "كانت أول قمة (من نوعها) تُنظم في تركيا، وهؤلاء الرؤساء الأفارقة لا يستطيعون، في معظم الأوقات، إيجاد فرصة للاجتماع، وكان مؤتمر إسطنبول فرصة ليجتمع الأفارقة مع بعضهم البعض من شمال القارة إلى جنوبها".
وتابع أن "المؤتمر تناول موضوعات تتعلق بالتحديات والمشاكل في (مجالات) التعليم والإرشاد واحتياجات المؤسسات الإسلامية".
** مشاريع عديدة
وقال عرجون إنه "بداية من 2006 حتى اليوم أنجزنا مشاريع عديدة في القارة الإفريقية، سواء بناء مساجد أو مراكز لتحفيظ القرآن أو مستشفيات، واستقدمنا طلابًا أفارقة إلى تركيا (عبر منح دراسية)، للاستفادة من مدارس الخطباء وكليات الإلهيات أو تعليم وتحفيظ القرآن".
وزاد بأن هيئة الشؤون الدينية التركية تنفذ حملات مهمة لدعم مسلمي أفريقيا، منها "حملات لترجمة وطباعة الكتب".
وأردف: "الحمد لله، إلى الآن أنجزنا ترجمة المصحف إلى 28 لغة، منها لغات محلية في دول إفريقية، بناء على طلبات تردنا، ونطبع المصاحف، ونرسلها (إلى أفريقيا) مجانًا، وكذلك من ناحية المناهج الإسلامية والكتب والمنشورات، هذه من إنجازاتنا التي قمنا بها ولا نزال".
** علاقات تاريخية
تطرق عرجون إلى خلفية العلاقات التركية مع القارة السمراء بقوله إن "أفريقيا قارة مسلمة، ووصل إليها الإسلام مبكرًا، وأكثر من 55 بالمئة من سكانها مسلمون، وهذا يفسر سبب وجودنا في أفريقيا".
وأضاف: "بالطبع لنا تاريخ قديم في أفريقيا خلال عهد الدولة العثمانية (1299: 1923)، التي كان لها علاقات قوية مع المسلمين في أفريقيا".
وتابع: "ولما كانت هناك حملات شرسة من المستعمرين الأوروبيين كان المسلمون في أفريقيا دائما ما يلجئون إلى الدولة العثمانية، فترسل الجيوش والسفن الحربية دفاعًا عن حقوقهم وحياتهم، ولذلك لنا جذور تاريخية قديمة في أفريقيا".
وأوضح أن "هيئة الشؤون الدينية تدعم أفريقيا، منذ 2005، من دون غرض مادي أو منفعة ذاتية أو أجندة سرية.. نحاول أن نقدم ما نستطيع لإخواننا وأخواتنا في أفريقيا، فهذا واجبنا الإنساني قبل الديني، ونأمل من الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه".
** مساعدات دون تمييز
قال عرجون إنه "يتم تنفيذ مشاريع إنسانية خيرية في أفريقيا، عبر وقف الديانة (التركي)، بغض النظر عن الانتماء الديني أو اللغوي أو المذهبي (للمستفيدين)، كما نقدم مساعدات إنسانية في حال وقوع كوارث".
واستطرد: "نرسل مساعدات متتالية إلى أفريقيا، على مدار السنة، عن طريق وقف الديانة".
وتحدث عن إنجازات وقف الديانة قائلًا: "للوقف مشاريع إنشائية، مثل بناء مساجد ومؤسسات إسلامية تربوية وطبية.. مثلًا الجامع الكبير في غانا بُني بملايين الدولارات، ونفتتحه قريبًا بحضور فخامة الرئيس أردوغان".
وتابع: "هذا المسجد المجمع شُيد على الطراز العثماني، وتوجد بداخه كل المؤسسات الإنسانية، التي تهتم بحياة الإنسان من ولادته حتى وفاته، حيث يضم مستشفى ولادة، وحضانة، ومدارس، ومركزًا تجاريًا، وكذلك مقبرة، فهو يغطي كل جوانب الحياة".
** ردود أفعال إيجابية
وردًا على سؤال بشأن سبب التواجد التركي اللافت في القارة السمراء، أجاب عرجون: "في بداية عملنا، سُئلنا: لماذا تعود تركيا الآن إلى أفريقيا (؟) وما الهدف (؟) وماذا تريد من أفريقيا (؟) وهل هذه صورة من صور الاستعمار الجديد (؟)".
وتابع: "ولكن بعدما حققنا إنجازات وقدمنا إسهامات في أفريقيا، وصلتنا ردود أفعال إيجابية من أفريقيا، وتأتينا طلبات كثيرة (لإقامة مشاريع)".
وأوضح: "في العام الماضي وصلتنا طلبات لإقامة مشاريع تركية تصل (قيمتها) إلى مليار دولار، وهذا يدل على الرغبة الأكيدة من إخواننا الأفارقة (في التعاون مع الهيئة)".
وختم بقوله: "وجودنا في أفريقيا ليس له أجندة سرية كما يدعي البعض، نحن فقط نحاول أن نقدم ما نستطيع، ونرى هذا العطاء واجبًا إنسانيًا قبل أن يكون دينيًا".