
نهاد الشاويش رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية، للأناضول: - الأوضاع صعبة بعدما دمرت إسرائيل البنى التحتية للمخيم الذي أصبح فارغا من السكان وكل من يحاول العودة يهدد بالقتل أو تطلق صوبه النيران - لا يوجد بالمطلق منزل لم يتعرض لضرر التدمير أو الإحراق في مخيم نور شمس والجيش الإسرائيلي سرق مقتنيات من بيوت الفلسطينيين - جهات رسمية فلسطينية تعمل على توفير بيوت متنقلة للنازحين وتخصيص أراض تتبع للدولة أو البلديات لتحقيق ذلك
قال نهاد الشاويش رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة، إن الجيش الإسرائيلي حول المخيم إلى "مكان لا يصلح للسكن جراء أعمال الهدم والتفجير والحرق".
ووصف الشاويش في مقابلة مع الأناضول، الأوضاع في مخيم نور شمس بالصعبة على كافة الأصعدة بعدما دمر العدوان الإسرائيلي المستمر منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، بناه التحتية وكافة مقومات الحياة فيه.
وأوضح أن النازحين الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم وممتلكاتهم باتوا بـ"حاجة إلى المساعدة".
وأكد أن اللجان الشعبية في المخيمات (تابعة لمنظمة التحرير) وبالتعاون مع "المؤسسات الرسمية والأهلية تعمل بالحد الأدنى على توفير الإغاثة للناس".
وتواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية في نور شمس وتعمل على شق طرقات على حساب مبان ومنازل فلسطينية بهدف تسهيل عملية الدخول لعمق المخيم وفق ما يزعمه الجيش في بياناته "لملاحقة المسلحين".
فيما يقول الفلسطينيون وخاصة سكان المخيمات إن إسرائيل تهدف إلى تغيير جغرافية المخيمات ودفعهم إلى الهجرة منها.
** غير صالح للسكن
قال الشاويش إن المخيم الذي كان يضم 8 آلاف و500 نسمة قبل بدء العدوان الإسرائيلي، بات في الوقت الحالي فارغا من الفلسطينيين.
وتابع: "من يحاول العودة للمخيم، يتم إطلاق الرصاص صوبه أو تهديده بالقتل من قبل الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي نفذ منذ يوليو/ تموز 2023 أكثر من 60 عملية عسكرية في مخيمي طولكرم ونور شمس، فيما دمر بالأخير عشرات المنازل.
وأكد أن كل منزل في نور شمس بات غير صالح للسكان إما لكونه مدمرا كليا أو جزئيا أو تعرض لتكسير أثاثه وواجهاته، أو تم إحراقه.
رئيس اللجنة الشعبية في نور شمس أضاف بالخصوص: "لا يوجد بالمطلق بيت لم يتعرض للضرر" داخل المخيم جراء العدوان الإسرائيلي.
ووصف الفعل الإسرائيلي "بالإجرام المقصود وبهدف زج الناس للرحيل، لكن السكان يقولون إنهم بالصمود والتحدي سيفشلون كل مخططات الاحتلال".
** سرقة منازل النازحين
واتهم المسؤول الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بسرقة مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.
وتابع: "كل ما تركه السكان يسرقه الجيش الإسرائيلي الذي دخل كافة منازل المخيم ونهب مقتنياتها ودمر ما تبقى فيها أو أحرقها".
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها منازل الفلسطينيين للسرقة من الجيش الإسرائيلي، حيث سبق ونهب جنود بيوتا أخرى بغزة وسرق منها مجوهرات ونقودا.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الجيش الإسرائيلي سرق أموالا ومصاغا ذهبية من القطاع، قدر قيمته آنذاك بنحو 25 مليون دولار وذلك بعد مرور 3 أشهر فقط من بدء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
** مساعدة النازحين
الشاويش قال إن النازحين الفلسطينيين لم يتمكنوا من اصطحاب مقتنيات أساسية معهم، مضيفها: "خرجوا من منازلهم بملابسهم فقط".
وأضاف: "لك أن تتخيل من خرج نازحا بملابسه فقط، فقد أفقده العدوان كل شيء: المنزل والملابس والطعام والأساسيات، هو فعليا بحاجة لكل شيء اليوم".
وبيّن أن وجهات النازحين بعدما تركوا منازلهم راوحت بين البقاء المؤقت لدى أقاربهم أو استئجار منازل خارج المخيم أو التوجه إلى مراكز إيواء.
وأوضح أن استمرار هذه الأوضاع ينذر بأزمة كبيرة، دون ذكر مزيد من التفاصيل، مطالبا بضرورة بدء إيواء النازحين بما يصون كرامتهم إضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية لهم.
** مخططات للإيواء
رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، قال إن هناك مخططات قيد التنفيذ لإيواء النازحين لحين انسحاب الجيش وإعادة تأهيل وإعمار المخيم.
وذكر أن جهات رسمية فلسطينية، لم يسمّها، تعمل على توفير بيوت متنقلة (كرفانات) للنازحين وتخصيص أراض تتبع للدولة أو البلديات من أجل ذلك.
وأكمل: "سنعود للمخيم، ولكن المخيم ليس هدفا بل وسيلة للهدف الرئيسي لحين عودتنا إلى أراضينا التي هجرنا منها عام 1948".
وتواصل إسرائيل عدوانها العسكري على محافظتي جنين وطولكرم (شمال) منذ 21 يناير، تخللته عمليات "اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج طال عشرات العائلات، إضافة إلى اعتقال مواطنين رهائن، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية".
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك العدوان الواسع والمدمر يأتي "في إطار مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 938 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.