انطلقت في مدينة فاس شمالي المغرب، مساء السبت، فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان "فاس للثقافة الصوفية"، بمشاركة 13 دولة بينها تركيا.
وتنظم دورة هذا العام تحت شعار "حضور التصوف"، وتتواصل على مدى 8 أيام، بإشراف جمعية "مهرجان فاس للثقافة الصوفية" (غير حكومية).
وقال فوزي الصقلي، رئيس المهرجان، للأناضول، إن "التظاهرة مساهمة لاكتشاف الثقافة الصوفية بمختلف تجلياتها الإبداعية والفنية".
وأضاف أن "التراث الثقافي الحي للتصوف يتميز بقدر كبير من التنوع والثراء، ويعتبر منبث الحضارة الإسلامية".
ولفت الصقلي إلى أن "المشاركة التركية في المهرجان وازنة وتحظى طرقها الصوفية القديمة والمتجذرة بالاحترام الكبير".
وقال: "نستعد خلال فعاليات المهرجان لتوقيع اتفاقية شراكة بين مهرجان فاس للثقافة الصوفية والمهرجان الدولي للموسيقى الصوفية بولاية قونيا التركية".
وسنويا، ينظم في قونيا مهرجان دولي بمناسبة ذكرى مولد العالم الصوفي البارز جلال الدين الرومي.
وتنظم خلال أيام مهرجان فاس، بكل من حديقة جنان السبيل التاريخية (يعود بنائها إلى القرن 18) ومنطقة باب الماكينة الأثرية (يعود بنائها إلى القرن 12)، أمسيات في "فن السماع"، لمختلف الطرق الصوفية المغربية والأجنبية، منها القادرية البودشيشية، والدراويش التركية.
والسماع، استعمله الصوفيون للدلالة على الإنشاد الديني والذي يكون ضمن مجالسهم العلمية أو التعبدية.
ويستقطب المهرجان عشرات المفكرين والباحثين وعشاق الموسيقى الصوفية، من المغرب وتركيا ومصر وإيران وفرنسا وأمريكا والهند وألمانيا وكندا والنيجر ولبنان والسنغال وباكستان.
ويحتضن المهرجان أيضاً، ندوات علمية تناقش عدة مواضيع، منها: "التصوف كنموذج حضاري"، و"التصوف بصيغة المؤنث"، و"الأندلس: بوتقة لقاءات روحية"، و"الفكر الروحي"، و"التصوف في العصر الحديث: نحو إقامة تراث ثقافي حي"، و"التصوف والفن المعاصر".