من تُعتبر حياته ذات قيمة بالنسبة للولايات المتحدة؟

08:388/09/2024, الأحد
تحديث: 30/09/2024, الإثنين
عبدالله مراد أوغلو

قُتلت التركية الأمريكية "عائشة نور" برصاصة في الرأس من قبل قوات الاحتلال، وذلك خلال مشاركتها في احتجاج ضد توسع المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة. كانت الشابة عائشة 26 عامًا من المتطوعات في حركة التضامن الدولية التي تعمل ضد إقامة المستوطنات الصهيونية. جدير بالذكر أن "راشيل كوري"، الأمريكية التي قتلت عام 2003 في غزة بعدما دهستها جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي، كانت أيضًا من متطوعي هذه الحركة. وفي بيان صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، قال: "نشعر بحزن عميق لوفاة

قُتلت التركية الأمريكية "عائشة نور" برصاصة في الرأس من قبل قوات الاحتلال، وذلك خلال مشاركتها في احتجاج ضد توسع المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة. كانت الشابة عائشة 26 عامًا من المتطوعات في حركة التضامن الدولية التي تعمل ضد إقامة المستوطنات الصهيونية. جدير بالذكر أن "راشيل كوري"، الأمريكية التي قتلت عام 2003 في غزة بعدما دهستها جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي، كانت أيضًا من متطوعي هذه الحركة.


وفي بيان صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، قال: "نشعر بحزن عميق لوفاة المواطنة الأمريكية عائشة نور في الضفة الغربية، وقلوبنا مع عائلتها وأحبائها. نحن على اتصال بالحكومة الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات والمطالبة بإجراء تحقيق حول الحادثة". وقد أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مات ميلر، بيانًا مشابهًا تمامًا.


كلتا التصريحين تحدثتا عن وفاة مأساوية لعائشة، لكن لم يتم توضيح تفاصيل وقوع هذه الوفاة أو كيفية حدوثها. كما لم يُشر أي منهما إلى أن عائشة قُتلت على أيدي الجنود الإسرائيليين. وبالتالي، على الأمريكيين الذين يستمعون إلى هذه التصريحات بذل جهد كبير لمعرفة الظروف الحقيقية التي أدت إلى هذه الوفاة.


وعندما يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس عن حوادث الوفاة المأساوية للفلسطينيين، فإنهما يتجنبان الإشارة إلى المتسبب في هذه الوفيات أو كيفية وقوعها. لم يجرؤا على القول بأن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن هذه الوفيات. هذه اللغة هي نفسها التي تستخدمها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية منذ فترة طويلة، بما في ذلك عندما يتناولون الإبادة الجماعية في غزة.


عائشة ليست الأمريكية الأولى التي تُقتل على أيدي إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد قُتلت راشيل ألين كوري في غزة، وكذلك الطفل الأمريكي الفلسطيني عروة حماد 14 عامًا، والشاب محمود شيلان، 16 عامًا، والصحفية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية. ورغم ذلك، لم تحقق قضاياهم القانونية أي تقدم، حيث رفضت إسرائيل التعاون مع السلطات القضائية الأمريكية، وأهمل المسؤولون الأمريكيون هذه القضايا حتى نُسيت. وبفضل تجاهل الولايات المتحدة وتواطؤها، تظل إسرائيل بمنأى عن العقاب على هذه الجرائم.


في الآونة الأخيرة، عُثر في غزة على جثمان الرهينة الإسرائيلي الأمريكي "هيرش غولدبرغ بولين". وكما هو الحال مع بايدن، أكدت نائبته كامالا هاريس، التي تسعى للترشح للرئاسة، أن سلامة المواطنين الأمريكيين هي الأولوية العليا، أينما كانوا في العالم.


يردد جو بايدن وكامالا هاريس، إلى جانب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الشيوخ، أن "هيرش غولدبرغ بولين" قد أُعدم على يد حركة حماس، متبنين الرواية الإسرائيلية دون تمحيص أو تشكيك. السيناتور المؤيد لإسرائيل، ليندسي غراهام، تساءل غاضبًا: ما الثمن الذي ستدفعه حماس؟ بينما دعا السيناتور توم كوتون إدارة بايدن إلى القضاء على غزة" ودعم إسرائيل بشكل مباشر.


في عام 2016، قُتل المواطن الأمريكي تايلور فورس طعنًا على يد فلسطيني في تل أبيب. وكان السيناتوران غراهام وكوتون من المؤيدين لمشروع قانون يهدف إلى تقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، بناءً على "قانون تايلور فورس". تم توقيع هذا القانون من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، الذي أوقف أيضًا التمويل المخصص لوكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين.


منذ 7 أكتوبر، تجاوزت الولايات المتحدة قوانينها الداخلية والدولية وأرسلت لإسرائيل أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والذخائر، على الرغم أن إسرائيل قتلت أكثر من 40 ألف فلسطيني، بينهم 17 ألف طفل. ويبدو أن إسرائيل محصنة من هذه القوانين. وفي الوقت الذي يتجاهل فيه المسؤولون الأمريكيون مقتل مواطنيهم على أيدي إسرائيل، فإنهم غالبًا ما يُحيلون التحقيقات إلى السلطات الإسرائيلية التي تُعرف بحماية مرتكبي الجرائم.


ردود الفعل التي أبدتها إدارة بايدن وأعضاء الكونغرس الأمريكي على مقتل عائشة نور، تُعدّ مثالًا واضحًا على أن حياة الأمريكيين الذين يُقتلون على أيدي إسرائيل، بغض النظر عن أصولهم، تُعامل بلامبالاة، مثلما تُعامل حياة الفلسطينيين.

#شيرين أبو عاقلة
#الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور أزغي أيغي
#الناشطة التركية الأمريكية
#إسرائيل
#الضفة