- عاموس هارئيل: على افتراض بأن الصفقة سيتم التوصل إليها بالفعل، فإن العامل الحاسم هو تأثير ترامب - يوسي يهوشع: بعد 15 شهرا من بداية الحرب لم ينجح الجيش بإسقاط الجناح العسكري لحركة "حماس" - بن كسبيت: اتضح لنتنياهو أن ترامب أكثر رعبا من بن غفير وسموتريتش
رأى محللون إسرائيليون، الثلاثاء، إن تل أبيب ستضطر إلى دفع "ثمن باهظ لا مفر منه" في الصفقة المحتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واستذكر المحللون تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض فيها الاتفاق المرتقب بداعي رفض الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، رغم أن الاتفاق ينص على الانسحاب الإسرائيلي منه.
وأشار المحللون إلى أن قبول نتنياهو للاتفاق الذي سبق أن رفضه، هو نتاج ضغط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، كثف الوسطاء جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، ما أدى إلى "تحقيق تقدم كبير في المفاوضات"، حيث أصبحت تفاصيل الصفقة شبه مكتملة بنسبة 90 بالمئة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
واعتبر المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، الثلاثاء، أن “إسرائيل ستضطر إلى دفع ثمن باهظ ولكن لا مفر منه لصفقة إطلاق سراح الرهائن".
وقال: "يبدو أن مفاوضات صفقة الرهائن تتجه نحو نتيجة إيجابية وتحت ضغط أمريكي شديد، تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء السابقة وهي الآن مستعدة للإعلان عن صفقة، حتى قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأسبوع المقبل".
واستدرك: "ولكن كما هي العادة، هناك تحفظات، الأول هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما يزال بإمكانه التراجع كما حدث مرات عديدة من قبل في تاريخ المفاوضات".
والثاني، هو "أنه رغم الإشارة الإيجابية، لم يتم تقديم إجابة نهائية من حماس حتى الآن، وخاصة من زعيم المنظمة في جنوب غزة، محمد السنوار".
وأضاف: "على افتراض معقول بأن الصفقة سيتم التوصل إليها بالفعل، فإن العامل الحاسم هو تأثير ترامب.. يتمتع الرئيس القادم بنفوذ أكبر بكثير على نتنياهو والوسطاء المصريين والقطريين مقارنة بالرئيس المنتهية ولايته جو بايدن".
وتابع: "وكان أفضل مثال على نفوذ ترامب هو اجتماع صباح السبت غير المعتاد الذي استضاف فيه رئيس الوزراء مبعوث الرئيس (الأمريكي) القادم الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف".
وأردف: "أوضح المبعوث لمضيفه بعبارات لا لبس فيها أن ترامب يتوقع منه الموافقة على صفقة.. اختفت فجأة أشياء أطلق عليها نتنياهو قضايا حياة أو موت، هل لا يزال أحد يتذكر أساس وجودنا، ممر فيلادلفيا؟".
وكان نتنياهو برر في الماضي رفضه الاتفاق برفض الانسحاب من ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، ولكن الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيل من الممر وإن كان تدريجيا.
كما أشار نتنياهو إلى أن لا نهاية للحرب قبل هزيمة "حماس".
غير أن هارئيل قال: "لا شك أن الاستمرار في ضرب حماس له قيمة كبيرة، ولكن حماس لم تُهزم بعد، والنصر الكامل لن ينتظرها في الأفق القريب. والواقع أن ادعاء نتنياهو بأن الضغط العسكري وحده سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن ــ وهو الادعاء الذي أيده في بعض الأحيان كبار قادة الجيش الإسرائيلي ــ أثبت أنه لا أساس له من الصحة".
من جهته، أشار المحلل بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشع إلى أنه "في الواقع، تدفع إسرائيل ثمنا يستحق صفقة كاملة، وليس صفقة جزئية".
وقال الثلاثاء: "ليست هناك حاجة لتجميل الواقع.. الاتفاق الناشئ لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين سيء لإسرائيل، لكن ليس أمامها خيار سوى القبول به".
وتساءل ردا على الادعاءات بأن الاتفاق يسمح لإسرائيل بالعودة للحرب: "إذا كان الاتفاق يسمح بعودة السكان (الفلسطينيين) إلى شمال قطاع غزة، فكيف ستضمن إسرائيل بالضبط القدرة على العودة إلى القتال إذا قررت حماس عدم الاستمرار في الاتفاق؟ ستكون الأسعار أعلى بعدة مرات مما دفعناه حتى الآن".
وأضاف: "بالمناسبة، يبدو الانسحاب من محور فيلادلفيا الذي كان حتى بضعة أشهر مضت حجر الأساس لوجودنا وفقا لرئيس الوزراء، أقل خطورة".
وتابع: "من ناحية أخرى، فإن إغراق المنطقة بالسكان المدنيين سيحول استئناف القتال إلى كابوس".
وأشار إلى أنه "هكذا، بعد 15 شهرا من بداية الحرب، لم ينجح الجيش فعليا في إسقاط الجناح العسكري لحماس، وهو مسؤوليته، ومن ناحية أخرى، لم يتحرك المستوى السياسي لتشكيل حكومة بديلة في غزة".
وقال يهوشع: "وهكذا نحصل على اتفاق ندفع فيه ثمنا باهظا، كان من المفترض أن ندفعه مقابل صفقة كاملة وليس لصفقة جزئية، وبعد ذلك ستختفي أدوات الضغط التي كان من المفترض أن تضمن المراحل التالية“.
وكما غيره من المحللين الإسرائيليين، فقد أشار المحلل بصحيفة "معاريف" بن كسبيت إلى أن الاتفاق سيتم بسبب ضغط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال الثلاثاء: "خطة إطلاق سراح الرهائن التي من المفترض أن تصل إليها إسرائيل وحماس هي نتيجة تهديدات صريحة من الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب، وينطبق الشيء نفسه على الإشارات الصريحة التي تشير إلى النهاية الوشيكة للحرب في شكلها الحالي".
وفي إشارة الى تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالانسحاب من الحكومة حال توقيع الاتفاق، قال بن كسبيت: "قام نتنياهو بحساباته. مع بن غفير سوف يتعايش، أما مع ترامب سيكون الأمر أكثر صعوبة".
وأضاف: "لذلك في الوقت الحالي، اتضح أن ترامب أكثر رعبا من بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، ولهذا السبب بذل نتنياهو جهدا كبيرا بالأمس لشرح ذلك لهم".
وتابع: "مع سموتريتش، وجد (نتنياهو) الاستماع، الرجل يعتمد على ضم الضفة الغربية في عام 2025، ولن يحدث ذلك بدون ترامب".
وعن رفض نتنياهو سابقا للاتفاق بسبب تضمنه انسحابا من محور فيلادلفيا، تساءل بن كسبيت: "وماذا عن فيلادلفيا؟ هل يمكن أن يكونوا قد وضعوا فيلادلفيا في السجل العقاري باسمنا؟".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.