إبادة غزة مستمرة.. البرد القارس يهدد حياة سكان الخيام

17:4728/12/2024, السبت
الأناضول
إبادة غزة مستمرة.. البرد القارس يهدد حياة سكان الخيام
إبادة غزة مستمرة.. البرد القارس يهدد حياة سكان الخيام

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان: -اهتراء 81 بالمئة من خيام النازحين بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة -وفاة 5 حالات بسبب شدة البرد خلال الأيام الماضية - 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا أصبحت خارج الخدمة

بعد مقتلهم قصفا وقنصا وحرقا، يواجه النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة خطر الموت نتيجة موجات الصقيع التي تجتاح خيامهم مع دخول فصل الشتاء والنقص الحاد في المستلزمات الأساسية.

فخلال الأيام القليلة الماضية، توفي 5 أشخاص معظمهم من الأطفال نتيجة البرودة الشديدة داخل الخيام التي لجأوا إليها بعدما دمرت إسرائيل أغلب منازلهم.

وللعام الثاني على التوالي، يقضي النازحون فصل الشتاء داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ما تسبب باهترائها حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام.

ومع انعدام توفر وسائل التدفئة، عانى النازحون داخل الخيام من مضاعفات صحية كوجع في العظام والمفاصل ونزيف الأنف.

إلى جانب ذلك، يواجه النازحون مأساة أخرى تتمثل بغرق خيامهم ومستلزماتهم القليلة المتوفرة لديهم بمياه الأمطار ما يضاعف من معاناتهم التي خلفتها الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

ويتركز وجود هؤلاء النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع.

هذه المنطقة المقدرة بخمس مساحة قطاع غزة، لجأ إليها على مدار أشهر الإبادة أكثر من مليون و700 ألف نازح فلسطيني، وفق معطيات نشرتها منظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام" في يونيو/ حزيران الماضي.

وعانى النازحون في هذه المنطقة الرملية من ظروف معيشية صعبة للغاية وسط نقص إمدادات المياه والغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية.

وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو 2 مليون من أصل 2.4 مليون يقطنون في القطاع.

**اهتراء 81 بالمئة من الخيام

وقالت حكومة قطاع غزة إن إسرائيل تتسبب بأزمة إنسانية مأساوية تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة.

وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي في بيان السبت: "من جديد يتسبب الاحتلال بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 بالمئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة".

وأوضح أن النازحين يعيشون "ظروفا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني".

وذكر أن نحو مليون نازح يعيش منذ أكثر من "سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية".

وبيّن أن نحو 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته "81 بالمئة من الخيام تدهورت بشكل كامل".

وأرجع المكتب الحكومي الأوضاع الكارثية في القطاع لـ"جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة".

وندد باستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع وتعمقها وسط عدم وجود خطوات عملية من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية لتجاوزها.

وطالب "المجتمع الدولي بالتَّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية".

كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بـ"ضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة".

**تجنب مخاطر البرد

بدوره، نشر الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة إرشادات للنازحين لتجنب مخاطر "البرد الشديد" خاصة على الأطفال والمرضي وكبار السن دخال الخيام ومراكز الإيواء.

وقال الدفاع المدني في بيان مساء الجمعة: "تتوقع الأرصاد الجوية أن يشهد الطقس في الأراضي الفلسطينية انخفاضا في درجات الحرارة وتكون الأجواء شديد البرودة هذه الأيام تبدأ مساء اليوم الجمعة، يتخللها هطول للأمطار يوم الاثنين القادم".

ودعا النازحين إلى "وضع ضمادات دافئة على أطراف الجسم كاليدين والقدمين، والعمل على احتكاكها ببعضها بين الفينة والأخرى، ومتابعة حرارة أجسام الأطفال باستمرار".

وحثهم أيضا على "بذل التمارين الخفيفة بما يساعد على توليد الطاقة وتوازن الحرارة في الجسم"، إلى جانب وضع وشاح قطني على الأنف والفم والرقبة لمنع دخول الهواء البارد للجسم.

وأضاف إلى تعليماته للنازحين، ضرورة "الاهتمام بتغطية الخيمة أو المكان الذي تقيم فيه بشكل جيد، ووضع صفائح من الكرتون تحت الأفرشة وعلى جوانب الخيام، للمساعدة على امتصاص البرودة".

وحذر من إشعال النيران داخل الخيام وغرف الإيواء المغلقة لتفادي مخاطر اندلاع الحرائق أو حوادث الاختناقات التي تؤدي للوفاة.

وفجر السبت، غرقت العشرات من خيام النازحين بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على القطاع بالتزامن مع منخفض جوي جديد.

وأفاد شهود عيان للأناضول بأن الرياح الشديدة المصاحبة للمنخفض الجوي تسبب بتضرر خيامهم وتطاير بعضها.

وقالوا إن الخيام تحولت مع دخول فصل الشتاء إلى ثلاجات حيث تفشل كافة محاولات تدفئتها بالطرق التقليدية والخطيرة بإشعال النيران.

ويعاني النازحون من نقص في الأغطية والملابس الثقيلة ووسائل التدفئة التي يحتاجون إليها في مواجهة البرودة الشديدة.

تأتي هذه المعاناة وسط استمرار الهجمات الجوية التي تستهدف النازحين في خيامهم ما يتسبب بمقتل وإصابة العشرات منهم.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

#إسرائيل
#اهتراء
#برودة
#خيام النزوح
#غرق
#غزة
#فلسطين