قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الخميس، إن الجيش يستعد لتعزيز حضوره في جنوب البلاد، في وقت تستمر المعارك بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي الذي توغل في عدد من القرى والبلدات الحدودية.
تصريحات ميقاتي، جاءت خلال زيارته مقر وزارة الدفاع بمناسبة الذكرى الـ81 لاستقلال لبنان، حيث كان في استقباله وزير الدفاع موريس سليم، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وكبار الضباط، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة.
وقال ميقاتي، إن "اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحريةِ والسيادة والوحدة الوطنية، وتبعث في نفوسهم من رجاء بغد أفضل".
وأضاف أن "الجيش الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره، دفاعا عن أرض الوطن وسيادته واستقلاله، معززا بثقة اللبنانيين".
تصريحات ميقاتي تأتي بعد يوم من زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، الذي تقدم بلاده دعما مطلقا لإسرائيل في حرب الإبادة على غزة ولبنان، حيث التقى بالمسؤولين اللبنانيين، ثم توجه بعد ذلك إلى تل أبيب، في محاولة للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي المرحلة الثانية من التوغل البري في جنوب لبنان وفق صحيفة "معاريف" العبرية، قبل أن يعلن مطلع أكتوبر/ تشرين الأول بدء المناورة البرية هناك، فيما يعلن "حزب الله" باستمرار تصدي مقاتليه لعدة محاولات، واستهدافهم جنودا إسرائيليين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و558 قتيلا و15 ألفا و123 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأربعاء.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
ويتزامن ذلك مع شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.