ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الخطة، وهي تحميل اللواء أحمد العسيري، ستكون بمثابة اعتراف بحجم ردود الفعل الدولية التي تواجهها المملكة منذ اختفاء الصحافي في 2 تشرين الأول/ أكتوبر.
وترى الصحيفة أن العسيري قد يقدم تفسيرا واضحا للقتل، وقد يحرف اللوم عن ولي العهد، الذي تقتنع المخابرات الأمريكية بأنه يقف وراء اختفاء خاشقجي.
وينقل التقرير عن المسؤولين الأتراك، قولهم إن بحوزتهم شريطا يظهر 15 سعوديا قاموا بقتل خاشقجي وتقطيعه في القنصلية، مشيرا إلى أنه بعد أسبوعين من النفي، وضغوط متزايدة من تركيا وواشنطن، فإن السعودية قالت إنها تقوم بتحقيق داخلي لتحديد المسؤول عن ذلك.
وتجد الصحيفة أنه مع أن التحقيق جار، إلا أن السعوديين يؤشرون بأصابع الاتهام إلى الجنرال العسيري، وذلك بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين، فيما قال أشخاص على صلة بالبيت الأبيض إن المسؤولين فيه علموا بالخطط السعودية ووصلهم اسم العسيري.
ويلفت التقرير إلى أنه من غير المعلوم إن كان هذا التحرك كافيا لتهدئة ردة الفعل الدولية، وما قد يعنيه لوضع محمد بن سلمان ودوره في الشؤون اليومية للمملكة، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه يعتقد أن خاشقجي قد مات، مهددا بعواقب قاسية.
وتورد الصحيفة نقلا عن شخص مطلع، قوله إن جارد كوشنر، صديق ولي العهد، حث الرئيس على الوقوف بجانبه، لافتة إلى أن كوشنر يناقش أن محمد بن سلمان يمكنه النجاة من الأزمة الحالية بالطريقة ذاتها التي تجنب فيها النقد السابق.
ويستدرك التقرير بأن نواب الكونغرس، بأعضائه الديمقراطيين والجمهوريين، عبروا عن رعبهم مما حدث للصحافي السعودي خاشقجي القريب من المؤسسة السعودية، مشيرا إلى أن الرأي العام الأمريكي اهتم بقصة خاشقجي أكثر من أي رعب تشهده المنطقة، مثل اليمن وسوريا وليبيا، حيث يطالب النواب باتخاذ إجراءات حاسمة.
وتنوه الصحيفة إلى أنه يعتقد أن العسيري، الذي شغل منصب المتحدث باسم قوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن، قريب من ولي العهد، ولديه سلطة لأن يطلب من المسؤولين في الرتب الدنيا القيام بالمهمة.
ويرجح التقرير أن يقول حكام السعودية إن العسيري حصل على موافقه شفهية من الأمير محمد بن سلمان للقبض على خاشقجي وإحضاره للتحقيق في السعودية، وبأنه ربما أساء فهم المهمة، أو أنه تجاوز المطلوب منه وقام بقتل المعارض، وذلك بحسب شخصين مطلعين على الخطط السعودية.
وتعلق الصحيفة قائلة إنه في أي من السيناريوهين فإن المسؤول عن العملية هو ولي العهد، الذي أمر بخطف مواطن يقيم في الولايات المتحدة، لأنه وجه له انتقادات في الإعلام، مستدركة بأن موقع العسيري، الذي رفعه ولي العهد لرتبته الحالية، سينعكس على ابن سلمان، وهو مقرب منه لدرجة حضوره اجتماعات ولي العهد مع الزوار له.
وبحسب التقرير، فإن النقاد يرون أن البحث عن كبش فداء ما هو إلا محاولة حرف النظر عن الفاعل الحقيقي، مشيرا إلى قول الباحثة السعودية مضاوي الرشيد: "المسؤولية تقع على كاهل الحاكم الفعلي، ولي العهد".
وتفيد الصحيفة بأن ما يزيد من مسؤولية ولي العهد هو أن أربعة من المتهمين بالقتل هم من عناصر القوى الأمنية التابعة لولي العهد، وأحد هؤلاء هو ماهر عبد العزيز المطرب، الذي ظهر مرافقا له في زيارة خمس مدن، وهي مدريد وباريس وهيوستون وبوسطن ومقر الأمم المتحدة في نيويورك، ونشرت الصحف التركية يوم الخميس صورة مسربة للمطرب وهو يدخل القنصلية، قبل ساعات من دخول خاشقجي، وتعد الصورة واحدا من الأدلة المثيرة التي تربط ولي العهد بمقتل خاشقجي.
ويبين التقرير أن مركز العسيري البارز يعطي صورة أنه لم يكن لينفذ أمرا دون مساهمة من ولي العهد، بالإضافة إلى أن العناصر الأخرى لم تكن لتعمل مع الجنرال لو علمت أنه تصرف بنفسه وليس بأمر ولي العهد، مشيرا إلى أنه "لو ثبت أن خاشقجي قتل فإن ذلك سيكون جريمة عقوبتها الإعدام، لكن من غير المعلوم كيف ستتم معاملة العسيري".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن العسيري، الذي يتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، عمل متحدثا باسم التحالف في اليمن، وهو معروف للإعلام الدولي، لكنه كان يضايق الإعلاميين عندما يكتبون تقارير لا تعجبه عن الحرب، وتقول الصحيفة إنها حاولت الاتصال بالعسيري إلا أنه لم يرد.