أثارت مسألة تولي تركيا ملف حلب، التي طرحتها جريدة يني شفق، ردود فعل كبيرة حول العالم العربي. حتى أن العديد من الشخصيات التي أجرينا معهم مقابلات؛ قد وصفوا هذه الحالة بـ"الثورة"؛ إذ قال والي حلب السابق عبد الرحمن ددم "الحدود التي بيننا هي مصطنعة، فنحن نشعر بأننا ننتمي لتركيا. وربما لو تولت تركيا إدارة حلب لن يتردد مئات الآلاف من العودة إلى وطنهم ومنازلهم. إننا قادرون على إعادة حلب إلى أيامها الخوالي بالتعاون مع تركيا في غضون عامين".
وأما رئيس المنتدى الاقتصادي السوري تمام البارودي فقال "تولي تركيا ملف حلب يعني إنقاذ استثمارات بقيمة 30 مليار دولار بشكل كبير. وهو مما لا شك فيه سيكون أكبر حدث خلال السنوات السبع الأخيرة". ولفت البارودي إلى أن حلب تعتبر أكبر مركز تجاري وصناعي في الشرق الأوسط، وتابع قائلا "كانت أكثر من 30 شركة تركية قد أسست مصانع في المنطقة الصناعية بمليارات الدولارات. ومنح إدارة المدينة لتركيا سيؤثر بالكامل في موازين الشرق الأوسط السياسية والتجارية وكذلك الاقتصادية".
وكشفت مصادر أنه في الوقت الذي تستمر فيه المباحثات بين تركيا روسيا من أجل تولي إدارة حلب، ستعطى الأولوية لقضية إعمار المدينة التي تحولت إلى مدينة أشباح وكذلك إعادة اللاجئين إليها، ولهذا فإن مخطط الإعمار والإحياء يجري وضعه بالتنسيق بين تركيا وروسيا وإيران. وكان من بين المعلومات التي تم التوصل إليها هو أنه بانسحاب النظام من حلب فسيتم فتح قناة للوصول من طريق حماة إلى دمشق وحمص ودرعا، وأن شبكة مواصلات تربط جميع المحافظات السورية ببعضها البعض سيتم إنشاؤها.
وأوضح رئيس المجلس المحلي السابق في حلب بريتا حاجي "إن الطرق الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية قد انتهت بالنسبة لنظام الأسد. فالدولة أفلست بالكامل. ولهذا فإن إنقاذ حلب وإعمارها لا يهم حلب ومحيطها فحسب، بل يعيد الآمال لعموم سوريا البالغ مساحتها 190 ألف كم"، وأضاف "تركيا هي البوابة الوحيدة لسوريا على العالم. ولو نجحت هذه المبادرة، فستفتح صفحة جديدة بشكل فعلي".
تواصل تركيا المباحثات مع الجانب الروسي من أجل تولي إدارة بلدة تل رفعت التابعة لحلب، كما لا تزال أنقرة مستمرة في المفاوضات الدبلوماسية في إطار خريطة الطريق المحددة مع واشنطن من أجل منبج التي تعتبر أكبر مدن حلب. ويكافح الجانب التركي، الذي يواصل مبادراته الخاصة بالإشراف على حلب وما بعده، من أجل التوصل مع إيران لحل بشأن مسألة مدينة نبل الزهراء الواقعة جنوبي أعزاز وتتواجد بها ميلشيات شيعية مدعومة من طهران. وهناك تقارير تفيد بأن تطوّرًا مشابهًا لتطور إخلاء بلدتي كفريا والفوعة في إدلب يمكن أن نشهده في نبل الزهراء في المستقبل القريب.
ورد من الجانب الروسي ادعاء يؤكد صحة الخبر الذي نشرته يني شفق وحمل عنوان "تركيا تتولى ملف حلب"؛ إذ أشارت وكالة RIA Novosti الروسية للأنباء إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى نظيره الأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي، عرض على ترامب خطة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وأفاد الخبر بأن الجانب الروسي قدم عروضًا مفصلة إلى الجانب الأمريكي حول تنظيم عودة السوريين. الجدير بالذكر أنه في حالة تطبيق العرض فإنه من المتوقع أن يعود 1.7 مليون سوري إلى وطنهم خلال المرحلة الأولى.