أبدى سفير جنوب إفريقيا لدى أنقرة، باول إسحاق ماليفان، سعادته بدعوة تركيا للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، متوقعا أن تساهم بشكل إيجابي في تحسين وضع المجموعة وتحقيق أهدافها ورؤيتها.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، على هامش قمة "بريكس" في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، التي تنطلق اليوم الأربعاء بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال ماليفان: "نتوقع أن تساهم تركيا بشكل إيجابي في تحقيق أهداف ورؤى مجموعة بريكس في ضوء دعوتها للانضمام للمجموعة".
وأضاف: "تركيا أحد الاقتصاديات الناشئة التي تتمتع بإمكانيات استثنائية؛ لذا نعتقد أنها ستساهم بشكل جيد في تحسين وضع مجموعة بريكس، كما ستستفيد كثيرا من أن تكون عضوا فيها".
وتتشكل مجموعة "البريكس" من 5 دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتمثل معا أكثر من 20% من الاقتصاد العالمي، وتساهم بنحو 17% من التجارة العالمية.
وحسب السفير ماليفان، فإن "بريكس تقدم رؤية خاصة ومنهجية في معالجة التحديات التي يواجهها العالم، التي تتراوح بين الفقر، وعدم المساواة، والبطالة، إلى تغير المناخ، ونظام اقتصادي عالمي متحيز لمصالح الشركات، خاصة في مجال التمويل والتكنولوجيا".
وتتواصل قمة مجموعة "بريكس"، حتى الجمعة، وسيكون حضور الرئيس أردوغان لفعالياتها بمثابة أول اتصال رفيع المستوى بين تركيا والمجموعة .
ومن المتوقع أن يعقد الرئيس التركي، على هامش القمة، اجتماعات ثنائية مع قادة الدول الأعضاء في "بريكس" وزعماء مدعوّين آخرين.
وتشمل لقاءته اجتماعا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس.
وعقب القمة، سيزور أردوغان زامبيا، السبت؛ حيث يلتقي بالرئيس إدجار لونجو؛ لبحث العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية.
** تركيا شريك استراتيجي
وعن دعوة الرئيس أردوغان للمشاركة في قمة "بريكس"، قال السفير ماليفان إن تركيا يتم دعوتها لحضور تلك القمة مذ أصبح يُنظر إليها كـ"شريك وقائد استراتيجيين في المنطقة".
وتابع: "تُعتبر تركيا حليفا استراتيجيًا في تقوية العلاقات بين دول الجنوب، وفي دعم أجندة 2063؛ وهي رؤية استراتيجية للاتحاد الإفريقي".
وفيما يخصّ العلاقات بين تركيا وجنوب إفريقيا، قال السفير الجنوب إفريقي إنه من المتوقع أن تعيد الزيارة التأكيد على ضرورة مواصلة طريق تعزيز التجارة بين البلدين، لضمان حياة أفضل لشعبي البلدين".
وأضاف: "تبقى تركيا شريكا تاريخيا لجنوب إفريقيا؛ ويعود ذلك إلى عهد الإمبراطورية العثمانية، وتستمر في لعب دور مهم في دفع السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا ودور جنوب أفريقيا في الحقل الدبلوماسي العالمي".
يشار أن حجم تجارة تركيا مع دول البريكس بلغ 60.7 مليار دولار العام الماضي؛ منها 7.3 مليار دولار على شكل صادرات، و53.4 مليار دولار على شكل واردات، وفق ما ذكر معهد الإحصاء التركي "توركستات".
وفيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين تركيا وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص، قال ماليفان: "حجم التجارة الثنائية بيننا حاليا يبلغ أقل من مليار دولار أمريكي، وهذا كشف عن الحاجة للحوار والتواصل أكثر لتحقيق الإمكانات التي ما تزال غير مستغلة".
وذكّر السفير الجنوب إفريقي بأن بلاده كانت ضمن أوائل الدول التي أدانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا قبل عامين.
وشدّد على أن بلاده "ستستفيد من العمل مع تركيا في محاربة الإرهاب داخل بلادنا وخارج حدودنا".
ومنتصف يوليو/تموز 2016، شهدت تركيا وعلى رأسها العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "غولن"؛ لكن تلاحم المواطنين مع أجهزة الدولة ساهم في إفشالها.
وتعد مجموعة "بريكس" منظمة دولية تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية تحت لوائها. وبدأ التفاوض لتشكيل المجموعة عام 2006 وعقدت أول قمة لها عام 2009.