ألبوم حنظلة

09:4616/10/2024, Çarşamba
طه كلينتش

يُعد حنظلة أحد أقوى رموز المقاومة الفلسطينية، وُلد في 13 يوليو 1969 في الكويت. وقد شرح ناجي العلي، وهو لاجئ فلسطيني أيضاً، سبب رسمه لحنظلة حافي القدمين، وظهره متجهًا إلينا ويداه مربوطتان خلف ظهره، رغم من أنه لم يكن يتوقع على الأرجح الشهرة العالمية التي ستحظى بها هذه الشخصية، قائلاً: "حنظلة هو توقيعي. أينما أذهب، يسألني الناس دائمًا عن ذلك. لقد ابتكرت هذا الطفل في الكويت وقدمته هدية للناس. حنظلة طفل تعهد للناس بالبقاء على طبيعته. رسمته طفلا غير وسيم، شعره مثل شعر قنفذ يستخدم شوكه كسلاح. فحنظلة ليس

يُعد حنظلة أحد أقوى رموز المقاومة الفلسطينية، وُلد في 13 يوليو 1969 في الكويت. وقد شرح ناجي العلي، وهو لاجئ فلسطيني أيضاً، سبب رسمه لحنظلة حافي القدمين، وظهره متجهًا إلينا ويداه مربوطتان خلف ظهره، رغم من أنه لم يكن يتوقع على الأرجح الشهرة العالمية التي ستحظى بها هذه الشخصية، قائلاً:

"حنظلة هو توقيعي. أينما أذهب، يسألني الناس دائمًا عن ذلك. لقد ابتكرت هذا الطفل في الكويت وقدمته هدية للناس. حنظلة طفل تعهد للناس بالبقاء على طبيعته. رسمته طفلا غير وسيم، شعره مثل شعر قنفذ يستخدم شوكه كسلاح. فحنظلة ليس طفلاً بديناً، أو سعيدًا، أو مرتاحاً، أو مدللًا. فهو حافي القدمين مثل أطفال المخيمات، وهو أيقونة تحميني من ارتكاب الأخطاء. وعلى الرغم من خشونته، إلا أن رائحته تشبه رائحة العنبر، وتكتيف يديه خلف ظهره يرمز لرفض الشخصية لحلول التسوية الأمريكية المفروضة علينا."

"ولد حنظلة في العاشرة من عمره، وسيظل في العاشرة من عمره دائماً. ففي تلك السن، غادرت وطني. وحين يعود حنظلة إلى فلسطين، سيكون بعد في العاشرة من عمره، ثم يبدأ في الكبر. قوانين الطبيعة لا تنطبق عليه الآن لأنه استثنائي. ولكن أليس من غير الطبيعي أن يبقى طفل صغير بلا وطن؟ حنظلة شاهد على عصره لن يموت أبدًا. جاء إلى العالم فجأة ولن يتركه أبدًا. هذه الشخصية وُلدت لتبقى. وسأستمر في العيش من خلاله حتى بعد موتي."

وحنظلة في العربية، نبات ثمرُه مرّ، وعندما اختار ناجي العلي اسم حنظلة لشخصيته الشهيرة، كان يرغب في تلخيص الآلام والمعاناة والمآسي التي لا يمكن تخيلها والتي عاشها الفلسطينيون في كلمة واحدة. وقد نجح في ذلك. ورغم اغتيال ناجي العلي في لندن عام 1987، إلا أن ابنه حنظلة الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام لا يزال على قيد الحياة، يواصل الصراخ بصمت وقوة.

عندما طلبت مني الكاتبة القديرة بيرين بيرسايجيلي موت، التي سدت فراغًا هامًا في الأدب المتعلق بالمقاومة الفلسطينية في تركيا، كتابة نص للغلاف الخلفي لكتابها الجديد "حنظلة في المقاومة الفلسطينية"، والذي يضم 230 رسمة مختارة من إجمالي أعمال الفنان ناجي العلي البالغ عددها 40 ألف كاريكاتير، شعرت بحماس بالغ، وكتبت السطور التالية وأرسلتها لها:

"هدده أعداؤه بغمس أصابعه في الحمض، لكنه ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الإنسانية بأصابعه. ضربات فرشاته هزت وقضت مضاجع المحتلين الصهاينة، والمنافقين في العالم الإسلامي على حد سواء. إنه والد حنظلة الشجاع.. رحمه الله"

وأخيرًا، صدر كتاب "حنظلة" عن دار الفارابي للنشر، وتم تقديمه للجمهور مؤخرًا في فعالية أُقيمت بمركز "طارق ظافر تونايا" الثقافي في إسطنبول. وقد تحدثت الكاتبة بيرين والصديق العزيز صمد كاراغوز، المدير الفني، عن مراحل نشر الكتاب، وأبرزوا المعاني العميقة التي يمثلها ناجي العلي ومكانته في تاريخ المقاومة الفلسطينية، ثم أجابوا على أسئلة الحضور.

كان أحد الأسئلة المطروحة يلخص وضعنا الحالي ويحدد لنا المسار الذي يجب أن نركز جهودنا فيه، حيث جاء في السؤال: "لماذا لا نستطيع اليوم إنتاج رمز قوي مثل حنظلة؟" إنه سؤال يستحق بالفعل التفكير العميق، والإجابات عليه ستقدم دروسًا وواجبات لنا جميعًا.

وقد عبرت الكاتبة بيرين عن شعوري تمامًا بقولها: "نشهد منذ قرن تقريبًا قصة عظيمة من الكرامة والإنسانية في فلسطين. أين نحن من قصة الكرامة هذه؟ وكيف يمكننا المشاركة فيها ولو بشكل جزئي؟ إننا نواجه عدوًا يعمل بجدية وتنظيم. لا يمكننا أن نبكي أمامه، بل يجب علينا أن نعمل بجد. هذه هي الطريقة الوحيدة لدعم القضية الفلسطينية".

نعم لن نبكي ولن نيأس ولن نستسلم وسنواصل الكفاح دون السماح لمغريات العصر الحديث بأن تُثنينا عن طريقنا.


#حنظلة
#ناجي العلي
#القضية الفلسطينية