يجب عزل بن سلمان وطرد بن زايد من المنطقة الفخ نصب للسعودية ترامب يلهث خلف المليارات

11:0020/10/2018, Cumartesi
تحديث: 20/10/2018, Cumartesi
إبراهيم قراغول

إن جريمة قتل جمال خاشقجي ليست جريمة جنائية وحسب. ولقد تحولت كيفية ارتكاب الجريمة والتخطيط لها وماذا حدث داخل القنصلية ومن شارك بها أو كان له نصيب منها، وكذلك هوية خاشقجي أو توجهه السياسي والأدلة التي ستصل إليها فرق التحقيق والتطورات القانونية التي من المحتمل أن تحدث مستقبلا؛ كل ذلك تحول إلى مسائل من الدرجة الثانية من ناحية الأهمية.وبطبيعة الحال فإننا لا نستقل من أهمية هذه المسائل، فنحن أمام جريمة قتل صحفي، أو إنسان عادي، وتمزيق جسده ما إن دخل قنصلية بلاده، ومن يرتكب هذه الجريمة هو فريق إعدام تابع

إن جريمة قتل جمال خاشقجي ليست جريمة جنائية وحسب. ولقد تحولت كيفية ارتكاب الجريمة والتخطيط لها وماذا حدث داخل القنصلية ومن شارك بها أو كان له نصيب منها، وكذلك هوية خاشقجي أو توجهه السياسي والأدلة التي ستصل إليها فرق التحقيق والتطورات القانونية التي من المحتمل أن تحدث مستقبلا؛ كل ذلك تحول إلى مسائل من الدرجة الثانية من ناحية الأهمية.

وبطبيعة الحال فإننا لا نستقل من أهمية هذه المسائل، فنحن أمام جريمة قتل صحفي، أو إنسان عادي، وتمزيق جسده ما إن دخل قنصلية بلاده، ومن يرتكب هذه الجريمة هو فريق إعدام تابع بشكل مباشر لإدارة تلك الدولة. إنهم يريدون التستر على الهمجية. وعندما يفشلون في ذلك وتظهر التسجيلات الصوتية التي تؤكد هذه الهمجية، تبدأ الإدارة السعودية وبن سلمان وبن زايد بتحميل فريق الإعدام المسؤولية عما حدث لينجوا بأنفسهم. بيد أن العالم يشهد زلزالا عنيفا فيما أصبحت السعودية تحت الأنقاض.

جريمة خاشقجي كشفت ملفات قذرة

إننا أمام واحدة من أهم العمليات الاستخباراتية وملفات الاغتيال وتنفيذ الجرائم في منطقتنا منذ عقد من الزمان. بيد أن الحساسية الدولية إزاء الجريمة قد تخطت حجم الجريمة ذاتها؛ إذ إننا نشهد "تضاربا" أو "مواقف متباينة" داخل جميع الدول بدءا من سياستها الداخلية وصولا إلى علاقاتها الدولية.

إن النقاب يكشف الواحد تلو الآخر عن علاقات القوة وتصفية الحسابات والمخططات السرية على المستويين الإقليمي والدولي، لتظهر تفاصيل في غاية الدهشة. كما أن الكثير من الصور الخاصة بعالم المجهول "لكن يمكن توقعه" أصبحت غير قابلة للإخفاء، وأن الصراعات الكامنة وراء العالم المرئي تكشف أسرارها تدريجيا. إننا نتعرف من جديد إلى الوجه القاسي والشرس للنظام الدولي.

الهدف هو مصادرة مليارات السعودية:

الأمور تسير في هذا الاتجاه

لقد أصبح القادرون على قراءة تطورات الأحداث أمام كتاب مفتوح من الأهداف عالية الأهمية مثل الأوضاع الداخلية في السعودية والصراع على السلطة داخل العائلة المالكة، والحسابات الإقليمية التي تدار من خلال المحور السعودي، لا سيما المخطط الرامي لتدمير المنطقة بأكملها والذي يروج له من خلال بن سلمان وبن زايد، وسير العلاقات الأمريكية – السعودية والخلاف داخل واشنطن حول السعودية، والأهم من ذلك كله أيضا محاولة الابتزاز التي تمارس على الرياض لاستنزاف ثرواتها، ومحاولة إدارة ترامب الوقحة لاستغلال واقعة خاشقجي وتحويلها إلى أموال تدخل خزائنها، بل والأدهى من ذلك تلميح الرئيس الأمريكي بمصادرة مئات مليارات الدولارات السعودية في الأسواق الأمريكية.

يجب إيقاف بن سلمان وبن زايد!

أكتب منذ عام ونصف العام عن هذه التطورات. بل إنه في الأيام التي لم يلاحظ فيها احد الخريطة والسيناريو الإقليمي الجديد الذي يحاولون الترويج له من خلال بن سلمان وبن زايد كنت أكتب باستمرار حول أن هذا الثنائي سيدمر المنطقة وأنه يدير أعمالا قذرة للغاية ضد تركيا، بل وسيواصل فعل هذا، وأن أساس الحرب السعودية – الإيرانية يوضع من خلال هذين الرجلين الذين يشاركان في كل عملية تدخل "مضادة لتركيا" بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية لإغلاق أبواب التدخل أمام تركيا الراغبة في التعامل مع هذه الفوضى الإقليمية، بل وأنهما يتوليان المهام الإقليمية للمخططات الغربية التي تستهدف إسقاط أردوغان من السلطة.

كما سقت الكثير من الأمثلة على ذلك، وحذرت من أن هذا الثنائي يعتبر وجهان لمخطط واحد، وأننا أمام سيناريو دولي يرمي لتدمير المنطقة بأكملها من خلال هذين الزعيمين الخليجيين، بل إنني كتبت عبارات من قبيل "يجب منع هذين الرجلين وإيقافهما، لأنه في حالة عدم إيقافهما فإن الشرق الأوسط سيجر إلى أزمات كبرى".

لن يمر وقت طويل حتى فتح "جبهة السعودية"

إن الفخ الأساسي نصب للسعودية؛ إذ وضع المخطط لتدمير السعودية من خلال بن سلمان وبن زايد حتى وإن أسست من خلالهما تقارب سعودي – أمريكي – إسرائيلي وروجوا لنظرية حماية الرياض في مواجهة إيران. لقد كانت منطقة الخليج، لا سيما السعودية، هي الجبهة التالية بعد حرب سوريا، لكنهم لم يدركوا ذلك أبدا، بل فشلوا في إدراكه. بيد أن تركيا أدركت، نحن فهمنا اللعبة، لكنهم أعموا العقلية العربية من خلال هذين الرجلين إلى أن لم يفهم أحد ما يحاك به.

إن السعودية الآن في وضع لا تحسد عليه، فالعالم بأسره يضغط عليها. كما أن ولي العهد بن سلمان يتعرض لاختبار صعب من خلال بن زايد الذي يديره ويوجهه. وإن لم يدرك السعوديون وخامة الأمر من خلال الحقائق التي ظهرت مع جريمة خاشقجي، فإنه لن تمر أعوام كثيرة حتى نصبح أمام "جبهة سعودية". فإدارة ترامب تستغل حتى جريمة قتل صحفي معارض من أجل مصادرة مئات المليارات السعودية في الأسواق الأمريكية، ناهيكم أصلا عن تفكيرها في بيع السلاح أو النهب ليوم أو يومين.

يجب عزل بن سلمان

إنه الطريق الوحيد لنجاة الرياض

ينبغي لإدارة الرياض عزل بن سلمان من ولاية العهد في أقرب وقت ممكن. فليس أمامها خيار آخر، وإلا ستدفع الثمن غاليا. فلو عجزوا عن إفشال الفخ المقام للسعودية من خلال بن زايد، فسيصبحون ضحايا تصريحات ترامب التي قال فيها "لن تستطيعوا الصمود لأسبوعين"، وستبدأ تطورات الأحداث تسير في هذا الاتجاه. يجب إفشال المؤامرة التي تحاك من خلال بن سلمان وبن زايد على الفور.

إن الأمر نفسه ينطبق على الجانب التركي وكذلك جميع دول المنطقة. يجب طرد هذا الثنائي من المنطقة بأسرها و"تقليم أظافره"، وإلا فإنه سيشعل النار في المنطقة. ربما يكون هذا غريبا بالنسبة لمن يقرؤون الأمور من خلال واقعة خاشقجي فقط. لكن من يتابعون سير الأمور خلال السنوات الثلاث الماضية سيرون حقيقة هذا السيناريو.

وستعلم تركيا، من جانبها، قيمة ما تمتلكه من أدلة ضد بن سلمان وبن زايد، اللذين يقودان ضدها حملة عدائية شرسة، وكذلك جهازي الاستخبارات المصري والإسرائيلي.

#إبراهيم قراغول