
ضمن الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ 5 سبتمبر الجاري
يواصل الجيش الإسرائيلي، الجمعة، قصفه المكثف للعمارات السكنية التي تؤوي آلاف الفلسطينيين في مناطق غربي مدينة غزة، بينهم نازحون فروا من أحياء شرقي وشمالي المدينة بعد تدمير مربعات سكنية واسعة فيها.
ومنذ 5 سبتمبر/ أيلول الجاري، صعد الجيش الإسرائيلي إبادته بمدينة غزة إذ كثف من استهدافه للأبراج والعمارات السكنية ذات الطوابق المتعددة، وذلك في إطار عملية "عربات جدعون 2" الرامية لإعادة احتلال المدينة.
وفي أحدث الهجمات، دمر الجيش الإسرائيلي عمارة "عايش" السكنية والمكونة من عدة طوابق شرقي حي النصر، غربي مدينة غزة، وفق ما أكده شهود عيان للأناضول.
وأفاد الشهود أن الجيش الإسرائيلي استهدف بغارة عنيفة عمارة "عايش" ما تسبب أيضا بتدمير منزل يعود لعائلة "أبو دان" يقع بجواره.
كما دمر الجيش منزلا متعدد الطوابق يعود لعائلة "بلحة"، بجوار عمارة الزهارنة في شارع الجلاء بمدينة غزة، بحسب ذات المصدر.
وقبل ذلك بفترة وجيزة، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على محيط برج الصفدي غربي مدينة غزة، ما تسبب بتدمير عدة منازل وعمارات من بينها عمارتي "مهنا" و"الشنطي"، وفق الشهود.
ومنذ صباح الجمعة، أنذر الجيش الإسرائيلي عددا من العمارات السكنية التي تؤوي مئات الفلسطينيين، بالإخلاء، وما زالت حتى الساعة 13:30 (ت.غ) تحت تهديد القصف والإبادة.
وتسبب هذا القصف والإنذارات المكثفة بالإخلاء حالة من الذعر في صفوف الفلسطينيين والنازحين خاصة من الأطفال والنساء الذين عاشوا مرارة النزوح لمرات متتالية.
ومنذ 5 سبتمبر الجاري، دمّر الجيش الإسرائيلي 8 أبراج سكنية يزيد ارتفاعها على 7 طوابق، إضافة إلى عشرات البنايات في مختلف أحياء مدينة غزة، تضم مئات الشقق السكنية، نجت من حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
والخميس، قال جهاز الدفاع المدني في غزة، إن إسرائيل تسعى لإحداث زعزعة داخل الأحياء السكنية في مدينة غزة، لا سيما المكتظة بالسكان المدنيين.
وأضاف في بيان: "يتعمد الاحتلال قصف بعض المنازل والمربعات السكنية داخل هذه الأحياء بهدف دفع سكانها إلى النزوح نحو وسط وجنوب قطاع غزة، غير مكترث بالظروف الإنسانية المأساوية التي يعيشها السكان".
وتابع أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ مخططه لدفع المدنيين بمدينة غزة للنزوح من مساكنهم نحو مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وإذ نطالب العالم الحر بالخروج عن صمته وإجبار الاحتلال الإسرائيلي للتوقف عن مخططه التهجيري للمدنيين".
وتتصاعد الحملة الإسرائيلية بالترافق مع إنذارات وتهديدات يومية يطلقها الجيش الإسرائيلي، ويطالب سكان مدينة غزة بإخلائها نحو منطقة مواصي خان يونس جنوبي القطاع، التي يزعم أنها "إنسانية آمنة" والتي فيها مئات آلاف النازحين دون أي من مقومات الحياة.
وتأتي هذه الاستهدافات للمباني السكنية العالية، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في مدينة غزة ضمن "عربات جدعون 2"، ودعوته المدنيين للتوجه نحو مواصي خان يونس التي يزعم أنها "إنسانية"، ومع ذلك تعرضت لقصف أدى لقتل وإصابة فلسطينيين.
وتؤوي الأحياء الغربية لمدينة غزة عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من المناطق الشرقية والشمالية بعد تعرضها لعمليات عسكرية مكثفة بالقصف برا وجوا، حيث يرفض هؤلاء النزوح إلى مناطق جنوبي قطاع غزة.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت 64 ألفا و718 قتيلا، و163 ألفا و859 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 411 فلسطينيا بينهم 142 طفلا.






