نائب إيطالي بأسطول الصمود: ناشطون فعلوا ما عجزت عنه حكومات أوروبا

13:1110/09/2025, الأربعاء
الأناضول
نائب إيطالي بأسطول الصمود: ناشطون فعلوا ما عجزت عنه حكومات أوروبا
نائب إيطالي بأسطول الصمود: ناشطون فعلوا ما عجزت عنه حكومات أوروبا

النائب أرتورو سكوتو في حديث للأناضول: - أي اعتداء على أسطول الصمود في المياه الدولية مخالف للاتفاقيات الأممية - مسؤولية حماية "أسطول الصمود العالمي" تقع على عاتق حكومات الدول - جئنا لنقول إن إيطاليا لا بد أن تقف إلى جانب إرساء السلام وحقوق الإنسان - أسطول الصمود بات رمزاً لصحوة الشعوب، ونأمل أن تستفيق حكومتنا



قال النائب الإيطالي أرتورو سكوتو، الأربعاء، إنه يشارك في "أسطول الصمود العالمي" لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، باعتباره رمزاً لصحوة الشعوب ورسالة قوية بأن ما عجزت عنه حكومات أوروبا فعله ناشطون ومنظمات مجتمع مدني.

وأكد أن القافلة المكوّنة من عشرات السفن المحمّلة بالأدوية والمساعدات الإنسانية، تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة وإيصال الدعم المباشر للشعب الفلسطيني الذي يواجه حرباً مدمرة منذ عامين.

وسكوتو عضو مجلس النواب الإيطالي عن حزب الديمقراطيين (المعارضة الرئيسية)، والبالغ من العمر 47 عامًا، يعد واحدًا من 4 نواب من بلاده أعلنوا انضمامهم للأسطول.

وينطلق اليوم من تونس الجزء الثالث من أسطول الصمود العالمي، للالتحاق بالقوافل التي أبحرت نهاية أغسطس/ آب من ميناء برشلونة الإسباني (20 سفينة) ومن ميناء جنوة الإيطالي مطلع سبتمبر/ أيلول الحالي، ليشكل معًا أكبر تحرك بحري تضامني نحو غزة.

ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، ويضم مئات الناشطين من أكثر من 40 دولة.

وقال سكوتو لمراسل الأناضول إن ما عجزت عنه الحكومات الأوروبية في قضية غزة، قامت به منظمات المجتمع المدني.

وأضاف: "نعتقد أن منظمات المجتمع المدني والناشطين والجمعيات والمجموعات قاموا خلال الأشهر الماضية بأكثر مما فعلته الحكومات الأوروبية، هذه الحكومات لم تتخذ أي خطوات جدية للضغط على حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لوقف الحرب على غزّة".

وأوضح سكوتو أن هذا الموقف الأوروبي أثار استياءً وغضبًا واسعًا لدى الرأي العام، مؤكدا أنه "من الصواب توجيه هذا الغضب في إطار مهمة إنسانية هدفها إيصال المساعدات لشعب أنهكته حرب مستمرة منذ عامين".

وأردف: "وجود ممثلين عن المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني هنا أمر طبيعي وصحيح. نحن أربعة نواب إيطاليين وأعضاء في البرلمان الأوروبي من أحزاب مختلفة جئنا لنقول إن الجمهورية الإيطالية لا بد أن تقف إلى جانب إرساء السلام والتضامن وحقوق الإنسان".

ومنذ نحو عامين ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و605 قتلى و163 ألفا و319 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلا.

وتعد هذه المرة الأولى التي يبحر فيها هذا العدد الكبير من السفن مجتمعة نحو غزة، في حين اعترضت إسرائيل في السابق سفنًا منفردة متجهة للقطاع، واستولت عليها ورحّلت الناشطين على متنها.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن "أسطول الصمود المغاربي" عن اشتباهه بتعرض ثاني أكبر سفن أسطول الصمود العالمي المتجهة إلى غزة لاعتداء إسرائيلي في ميناء سيدي بوسعيد قرب العاصمة تونس، ولم يصدر تعليق فوري من السلطات التونسية أو من إسرائيل بخصوص ذلك.

وهذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها الأسطول عن تعرض إحدى سفنه للاستهداف، إذ أفاد مساء الاثنين، باستهداف مسيرة إسرائيلية لسفينة إسبانية مشاركة في الأسطول العالمي بميناء سيدي بوسعيد.

لكن وزارة الداخلية التونسية نفت ذلك، وقالت إن ما جرى نشوب حريق في إحدى سترات النجاة سرعان ما تمت السيطرة عليه، ولم يخلف لا أضرار بشرية ولا أضرار مادية.


لست خائفا

وعن احتمال أن يهاجم الجيش الإسرائيلي الأسطول في البحر المتوسط أو يوقفه بالقوة، قال سكوتو: "أنا لا أشعر بالخوف، لأنني أؤمن بأن الرأي العام العالمي سيجبر الحكومات على فتح ممر إنساني، وهذا هدفنا".

وأضاف: "الاعتداء على أسطول كهذا في المياه الدولية أمر مستحيل، فهو مخالف لكل اتفاقيات الأمم المتحدة ولحقوق الإنسان".

وشدد النائب الإيطالي على أن مسؤولية منع أي هجوم على الأسطول تقع على عاتق الحكومات، وأضاف: "نأمل أن تستفيق حكومتنا".

وتابع: "طلبنا من (رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا) ميلوني أمرين بسيطين، الأول، أن تتحرك لضمان وصول هذه المساعدات، لأنها جُمعت من مواطنين إيطاليين تمثلهم حكومتها، والثاني أن تعمل من أجل منح الناشطين حصانة دبلوماسية، وهذا موضوع بغاية الأهمية الآن".


صحوة الشعوب

وشدد سكوتو على أن "أسطول الصمود بات رمزاً لصحوة الشعوب"، مستشهداً بكلمات الممثل الإيطالي توني سيرفيللو، الحائز مؤخراً على جائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي، الذي اعتبر أن الناشطين المنطلقين رغم إدراكهم للمخاطر "يمثلون الوجه المشرّف للمؤسسات الإيطالية".

وأضاف: "إنها رسالة قوية للدفاع عن كرامة الفلسطينيين، ونشاط إنساني يعبر عن تعاضد حقيقي بين الشعوب، وقد يغيّر مجرى التاريخ".

وفي 3 سبتمبر الجاري، أعلنت متحدثة "أسطول الصمود العالمي" في إيطاليا، ماريا إيلينا دليا مشاركة 4 سياسيين إيطاليين في الأسطول، وهم سكوتو، وعضوة البرلمان الأوروبي عن الحزب الديمقراطي أناليزا كورادو، والسيناتور ماركو كرواتي عن حركة "خمس نجوم"، وعضوة البرلمان الأوروبي بينيديتا سكوديري عن تحالف الخضر اليسار.

وانطلق أسطول الصمود العالمي، وهو أسطول مدني دولي أُنشئ بدعم من أكثر من 44 دولة بهدف التضامن مع فلسطين وكسر الحصار الإسرائيلي، من مدينة برشلونة الإسبانية في 31 أغسطس باتجاه قطاع غزة.

وفي اليوم نفسه أبحرت عدة قوارب من ميناء جنوة الإيطالي محمّلة بنحو 300 طن من المساعدات للانضمام إلى الأسطول.

ومنذ 2 مارس/ آذار تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول كميات محدودة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.

#أرتورو سكوتو
#إسرائيل
#إيطاليا
#الصمود
#غزة