
"هاجو فونكه" قال للأناضول إنه لا خطر من غضب أحد الرئيسَين (الروسي والأوكراني) بسبب عدم حضور الآخر إلى إسطنبول "الأمر يتجاوز ذلك. يتعلق بإنهاء الحرب، وتجنّب عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من القتلى والجرحى"
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة هاجو فونكه، إن إسطنبول هي أفضل فرصة وربما الأخيرة للوصول إلى حل وسط للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي حديث للأناضول، أشار فونكه، إلى أن الاجتماع في إسطنبول غدا الخميس، هو ضوء أمل للوصول إلى سلام.
وخلال مؤتمر صحفي، السبت الماضي، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين، استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا "دون شروط مسبقة"، غدا الخميس في إسطنبول، بعد توقفها عام 2022.
فيما ذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، عبر بيان، الأحد، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، أعرب لنظيره الروسي، عن استعداد تركيا لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
ـ مفاوضات إسطنبول 2022
وذكَّر فونكه، بالمفاوضات التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في مارس/آذار 2022، وأنه تم التوصل إلى نتائج تفاوضية شاملة بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آنذاك.
وأوضح أن المفاوضات تعثرت لاحقا بسبب تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا سيما الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن، وبريطانيا بقيادة بوريس جونسون، وأن الناتو رفض ما أراده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وذكر فونكه، أن جونسون، ذهب لاحقا إلى كييف في النصف الأول من أبريل/نيسان 2022، وأعطى الإشارة لمواصلة الحرب.
ولفت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك لويد أوستن، قال أيضا: "نريد إضعاف روسيا حتى لا تتمكن أبدا من تنفيذ مثل هذا العدوان مرة أخرى".
وأشار فونكه، إلى أنه خلال الفترة المذكورة، قُتل وجُرح 30 ألف شخص في الحرب، والآن ارتفع هذا العدد إلى مئات الآلاف.
ـ إسطنبول المكان الأنسب
وأكد الأكاديمي الألماني أن تركيا يقبلها الطرفان وسيطا في المفاوضات، وأن نهج أردوغان، كان فعالا أيضا في هذا الصدد.
وأفاد بأن إسطنبول هي المكان الأنسب، وأن عواصم أوروبا الغربية ليست مناسبة لذلك.
وأردف: "إسطنبول هي أفضل فرصة، وربما الأخيرة للوصول إلى حل وسط".
ولدى سؤاله عما إذا كان من المتوقع أن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحادثات، أجاب: "بوتين، لن يحضر إلا عندما يكون من الواضح أنها (المفاوضات) ستكون ناجحة".
ـ موقف الدول الأوروبية من الأزمة الأوكرانية
وعلق فونكه، أيضا على زيارة قادة أوروبيين إلى كييف في 10 مايو/أيار الجاري، قائلا: "كانت هذه إشارة لا ينبغي المبالغة في أهميتها".
وانتقد تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس، بأن الاتحاد الأوروبي سيشدد العقوبات على روسيا إذا لم تقبل مقترحاته.
وتابع فونكه: "لا شك أن هذه (الزيارة) كانت علامة تضامن. لكن فرض كل شيء بالإنذارات، كما فعل مستشارنا الألماني ميرتس، فشل هذه الأيام بكل الأحوال. لا يُعطى إنذار دون أن يكون هناك يقين بأنه سيُحدث فرقا".
وقال إنه لا خطر من غضب أحد الرئيسَين (الروسي والأوكراني) بسبب عدم حضور الآخر إلى إسطنبول، "الأمر يتجاوز ذلك. يتعلق بإنهاء الحرب، وتجنّب عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من القتلى والجرحى".
وشدد فونكه، على أن لديه انطباعا بأن المفاوضات ستستمر حتى لو فشلت هذه المرة.
وأضاف: "إذا كان لدى الشعب الأوكراني، أو الإدارة الأوكرانية، أو زيلينسكي، أو غيرهم، أي فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية، فإن بوتين لديه الفرصة أيضا. (الرئيس الأمريكي) ترامب يريد ذلك، ويضع كلتا الإدارتين تحت ضغط شديد".
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أجاب فونكه: "ما فعلوه حتى الآن هو زيادة الضغط لإظهار وقوفهم إلى جانب الحكومة الأوكرانية. لكن الأوان قد فات. كان بإمكانهم إطلاق مبادرات سلام خلال هذه السنوات الثلاث. طالبنا بذلك بشتى الطرق، لكن ذلك لم يحدث. وهذا يُظهر ضعفهم".
يشار إلى أنه في مارس/ آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
ووقع البلدان اتفاقية، بوساطة تركيا والأمم المتحدة، لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو 2023.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.