نتنياهو يتجاهل تواصل واشنطن مع حماس ويزعم دورا للاحتلال بسراح ألكسندر

تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تواصل الولايات المتحدة مع حركة حماس، وزعم أن إطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر "تم بفضل الضغط العسكري بغزة والضغط الدبلوماسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وألكسندر إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية جرى إطلاق سراحه بوقت سابق الاثنين، في إطار مفاوضات أجرتها إدارة ترامب مع "حماس" عبر الوسطاء بمعزل تام عن إسرائيل ودون حتى أن تعلم، وفق إعلام عبري.

ومساء الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان وصول عيدان إلى نقطة الاستيعاب الأولى في قاعد "رعيم" بالمنطقة المحاذية لقطاع غزة "حيث سيخضع لتقييم طبي أولي وسيلتقي بأفراد عائلته".

وفي كلمة متلفزة بثها بحسابه على منصة إكس الاثنين، رحب نتنياهو بإطلاق سراح ألكسندر، وزعم أن ذلك "تم بفضل الضغط العسكري الذي مارسته إسرائيل والضغط الدبلوماسي الذي مارسه الرئيس ترامب. هذا هو المزيج الناجح".

وأضاف مدعيا: "تحدثت اليوم مع الرئيس ترامب. وقال لي 'أنا ملتزم تجاه إسرائيل، ومصمم على الاستمرار في العمل معك بتعاون وثيق' من أجل تحقيق جميع أهداف حربنا: إطلاق سراح جميع المختطفين، وهزيمة حماس. هذه الأهداف تسير معا. الأمور مترابطة".

ولم يصدر على الفور تعليق من الرئيس ترامب على إفادات نتنياهو، غير أنه وصف قبل يوم، قرار حماس بالإفراج عن ألكسندر بأنه "بادرة حسن نية"، معربا عن أمله في أن يكون هذا التطور من أولى الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب.

وفي وقت سابق الاثنين، قالت حركة "حماس" في بيان: "أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير عيدان ألكسندر، بعد الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".

وفي سياق متصل، شكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس : "الرئيس الأمريكي وإدارته على أنشطتهما ومساعدتهما في إطلاق سراح عيدان".

وادعى عبر منشور على "إكس" بقوله: "نحن ملتزمون بالعمل بكل الطرق حتى عودة جميع المختطفين، الأحياء والأموات، إلى وطنهم".

وتعليقا على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي: "نأمل أن يُشكّل هذا الإفراج بداية نهاية هذه الحرب المروعة".

مع ذلك حمّل هاكابي حماس "مسؤولية القتل والمعاناة المستمرة"، مطالبا بـ"الإفراج الفوري" عن باقي الأسرى، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.

وبدورها، رحبت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيلية بإطلاق سراح الجندي ألكسندر.

وأضافت في بيان على إكس: "نحتضنك، عيدان، نشد على يديك، ونفرح بعودتك إلى المنزل. يجب أن تكون عودتك بداية لاتفاق يعيد جميع الـ 58 مختطفا إلى وطنهم".

ويأتي إطلاق سراح ألكسندر، في إطار مفاوضات جرت بين حماس والولايات المتحدة بمشاركة مصر وقطر، بعيدا عن أي مشاركة إسرائيلية، وقبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة.

ويقوم ترامب بزيارة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، تنطلق غدا الثلاثاء وتستمر حتى الجمعة، في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ بداية ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبعد إطلاق سراح ألكسندر، تقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.