يني شفق

زعيم كشميري: الهند ترتكب إبادة ثقافية ضد مسلمي الإقليم

08:5511/05/2025, الأحد
الأناضول
زعيم كشميري: الهند ترتكب إبادة ثقافية ضد مسلمي الإقليم
زعيم كشميري: الهند ترتكب إبادة ثقافية ضد مسلمي الإقليم

**مزمل أيوب ثاكور، زعيم حركة "كشمير العالمية من أجل الحرية": - السياسات الهندية في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير تقوم على القمع الممنهج، والتطهير الثقافي، واستهداف الهوية الإسلامية - الهند ترتكب إبادة ثقافية كاملة ضد مسلمي إقليم كشمير - ما يحدث في الإقليم ضد المسلمين يفوق الوصف أو التخيل ويشبه أهوال يوم القيامة - الانتهاكات الهندية أسفرت عن مئات الآلاف من الأيتام، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النساء المصنّفات بـ"شبه الأرامل" - تطلق القوات الهندية في كشمير طلقات معدنية مخصصة لصيد الحيوانات على المدنيين حتى الأطفال منهم - سُحب أطفال من بيوتهم ليلا وتم أخذهم إلى المساجد حيث تعرضوا للتعذيب - الهند تتفوق على إسرائيل في ممارسات الاحتلال والانتهاكات ضد المدنيين - بوليوود ليست مجرد سينما، إنها أداة دعائية قوية تستخدم لبث الكراهية ضد المسلمين، تحت غطاء الموسيقى والألوان

كشف الدكتور مزمل أيوب ثاكور، زعيم حركة "كشمير العالمية من أجل الحرية" عن وقائع "مأساوية" يعيشها مسلمو الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، قائلا إن الواقع "لا يمكن تخيله أو تصوره".

وأفاد في مقابلة مع الأناضول بأن السياسات الهندية في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير تقوم على "القمع الممنهج، والتطهير الثقافي"، لافتا إلى أنها تستهدف بشكل خاص "الهوية الإسلامية والنسيج الاجتماعي بأكمله".

واعتبر الزعيم الكشميري ما يحدث في الإقليم ضد المسلمين "يفوق الوصف أو التخيل ويشبه أهوال يوم القيامة"، على حد قوله.

وتعد السيطرة على كشمير أحد أطول النزاعات في جنوب آسيا، حيث تطالب كل من الهند وباكستان بالإقليم ذي الأغلبية المسلمة بأكمله منذ استقلالهما قبل 78 عاما.

ومنذ عام 1947، تحوّل هذا النزاع إلى قضية دولية، إذ أدّت مطالب الهند وباكستان بالسيادة على المنطقة إلى اندلاع 4 حروب راح ضحيتها آلاف الأشخاص.

وفي 1972، توصلت الهند وباكستان إلى "اتفاقية شيملا" التي أسفرت عن ترسيم "خط السيطرة" الذي يقسم كشمير إلى منطقتين تخضع إحداهما لنيودلهي والأخرى لإسلام أباد.

إلا أن هذا الخط لم يكن كافيا للحد من التصعيد، إذ شهدت السنوات الأخيرة مواجهات عسكرية متكررة، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين.

كما يشهد الشطر الخاضع لسيطرة الهند تمردا منذ عقود بهدف استقلاله أو ضمه إلى باكستان، وأسفر عن سقوط عشرات آلاف المدنيين والجنود الكشميريين.

وتتهم الهند باكستان بتدريب ودعم مسلحين في كشمير، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

- مآسي إنسانية

وفي تقييمه للوضع الراهن في الشطر الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير، قال ثاكور للأناضول: "الناس غالبا ما يتحدثون عن انتهاكات حقوق الإنسان والمآسي الإنسانية، لكن ما يحدث في كشمير هو أشبه بيوم القيامة".

وأضاف: "نحن أمام بعض من أسوأ ما يمكن تخيله، أو مناقشته، أو رؤيته. نحن ننظر إلى هذه المأساة من زاوية انتهاكات تُرتكب على مستوى الدولة وبشكل منهجي".

ويعتبر ثاكور وعدد من أفراد عائلته من بين "ضحايا السياسات القمعية" التي تفرضها الهند في كشمير، حسبما أكد للأناضول.

وفي السياق، تحدث الزعيم الكشميري عن "وجود مئات الآلاف من الأيتام، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النساء المصنفات بـشبه الأرامل" بفعل الانتهاكات الهندية.

وبيّن أن مصطلح "شبه الأرامل" رغم أنه يصعب استيعابه، إلا أنه "يطلق على النساء اللاتي اختفى أزواجهن منذ سنوات، ولا يعلمن ما إذا كانوا أحياء أم أمواتا، وبالتالي لا يعرفن ما إذا كن ما زلن متزوجات أم لا".

- طلقات صيد المدنيين

واستكمالا للانتهاكات ضد المسلمين في جامو وكشمير، أفاد ثاكور بأن القوات الهندية "تطلق طلقات معدنية مخصصة لصيد الحيوانات على المدنيين حتى الأطفال منهم، وتُوجهها نحو الأجزاء العلوية من الجسم، ما يسبب إصابات دائمة".

وقال: "في كشمير، تُستخدم طلقات الصيد كخيار أول، وتُطلق فوق الخصر لإحداث ضرر دائم"، مشيرا إلى أن طفلا لم يتجاوز عمره عاما ونصف العام "فقد إحدى عينيه بسبب هذه الطلقات".

كما أبرز أن الإصابة بهذه الطلقات "تتحوّل إلى وصمة اجتماعية"، مستشهدا بأن أحد أقربائه أُصيب بها، ولم يعد قادرا على السفر أو الحصول على عمل بسبب الشظايا المنتشرة في جسده.

وفي معرض الحديث عن الاستهدافات التي تطال الأطفال المسلمين في كشمير الهندية، أوضح ثاكور أن السلطات الهندية قامت بـ"تعذيب أطفال صغار داخل المساجد".

وذكر للأناضول: "في عام 2019، سُحب أطفال من بيوتهم ليلا وتم أخذهم إلى المساجد حيث تعرضوا للتعذيب هناك، وتم آنذاك استخدام مكبرات الصوت، لكي يسمع الناس أصوات التعذيب في الأحياء المجاورة".

واستنكر الزعيم الكشميري أن تعتبر الهند "طفلا مثلا في الخامسة من عمره تهديدا لها أو يمثل خطرا على أمنها".

ونوه ثاكور أن كل ما يقوله بشأن تعذيب الأطفال المسلمين داخل مساجد كشمير الهندية "موثّق في صحف غربية، وبعضه حدث مع أفراد من عائلته".

- إبادة ثقافية ممنهجة وتصفية للهوية

وعلى هذا النحو، لفت ثاكور في حديثه للأناضول إلى أن من بين آليات القمع الممنهج ضد المسلمين في كشمير، قيام السلطات الهندية بـ"هدم منازل من يُشتبه بعلاقتهم بالمقاومة (ضد نيودلهي)، ومصادرة الممتلكات، وغلق المؤسسات الإسلامية والدعوية والخيرية"

ورأى أن تلك الممارسات بمثابة "إبادة ثقافية كاملة".

ونوه قائلا: "المشكلة الحالية تتمثل في السيطرة على الأوقاف الإسلامية (مجلس معني بتنظيم شؤون المسلمين في كشمير وبينها العقارات والأراضي والمساجد)، وهذه بمثابة خطوات للقضاء على مجتمع بكامله".

واعتبر أن السبب وراء هذا القمع هو "الهوية الإسلامية".

وتابع ثاكور: "لا العرق أو الموقع الجغرافي السبب وراء الانتهاكات الهندية لمسلمي كشمير"، مشيرا إلى أن المسلمين في الهند بشكل عام عرضة للاستهداف بسبب "انتمائهم الديني".

- كشمير.. حقل تجارب

وفي السياق، اعتبر ثاكور أن إقليم كشمير بمثابة "مختبر" للسياسات التي تمارسها الهند بشكل عام ضد المسلمين على أراضيها.

وقال: "كشمير كان المختبر، فكل ما يُطبّق اليوم على المسلمين في الهند بدأ أولا في كشمير، بدءا من مصادرة المنازل، وتحويل المساجد إلى معابد هندوسية، وتدمير الأوقاف (ممتلكات المسلمين)".

وأضاف أنه في شهر رمضان 2025 "تم منع الأئمة من إقامة صلوات التراويح، كما تم تعيين أئمة من قبل الدولة"، واصفا هذه الممارسات بأنها "انتهاك خطير للحريات الدينية".

- الهند تُخفي جرائمها متفوقة على إسرائيل

وفي سياق متصل، قال ثاكور إن الهند "لا تكتفي بالاحتلال العسكري لإقليم كشمير، بل تنفذ مشروعا استيطانيا متعدد الأبعاد يشمل التعليم، والإعلام، والاقتصاد، والثقافة".

واعتبر أن الهند "تتفوق على إسرائيل" في ممارسات الاحتلال والانتهاكات ضد المدنيين، بذريعة أن إسرائيل "عندما ترتكب جريمة، تتلقى ردود فعل مباشرة، ويتم فضحها، أما الهند، فتفعل الشيء نفسه ولا يلاحظ أحد".

وأضاف: "إنها حرب حضارية، وللأسف نحن نخسرها لأننا لم نفهم بعد عمق الدولة الهندية. لقد فهمنا الصهيونية، لكننا لم ندرك بعد خطورة هندوتفا".

و"هندوتفا" مصطلح يستخدم للتعبير عن القومية الهندوسية في الهند.

وأعرب ثاكور للأناضول عن إيمانه بأن الأيديولوجيتين هندوتفا والصهيونية "تستندان إلى النازية، وتستخدمان القمع ذاته، وترتبطان بعلاقات سياسية وتجارية وعسكرية".

وتابع: "ما تم تجريبه في فلسطين يُستخدم اليوم في كشمير"، متحدثا عن الطائرات المسيّرة التي اختبرتها إسرائيل ضد الفلسطينيين وتسببت في مقتلهم، أصبحت تستخدم أيضا في جامو وكشمير، على حد قوله.

كما أشار ثاكور إلى أن بعض القادة الدينيين في الهند "يستخدمون الدين كغطاء للسلطة السياسية والمواقف المعادية للإسلام".

وأردف: "بوليوود (صناعة الأفلام باللغتين الهندية والأوردو) ليست مجرد سينما، إنها أداة دعائية قوية تستخدم لبث الكراهية ضد المسلمين، تحت غطاء الموسيقى والألوان"، معتبرا هذه الصناعية الهندية "عملية غسل دماغ متكاملة".

- كشمير.. إلغاء الوضع الخاص

وفي 5 أغسطس/ آب 2019، ألغت الحكومة الهندية الوضع الخاص لإقليم جامو وكشمير في مسعى لدمج المنطقة ذات الأغلبية المسلمة مع بقية أجزاء البلاد، وحوّلته إلى "إقليم اتحادي" يخضع للسلطة المركزية.

كما ألغت نيودلهي القانون الذي يمنع الأجانب من تملك العقارات في الإقليم، ما أثار مخاوف من حدوث تغيير ديموغرافي، يهدف إلى إحلال أغلبية هندوسية بدلا من المسلمين.

وتُعد كشمير منطقة ذات أهمية جيوسياسية بالغة، حيث تحدها أفغانستان، وطاجيكستان، وباكستان، والصين، والهند.


#إقليم كشمير
#اتفاقية شيملا
#السياسات الهندية
#المسلمين
#الهند
#الهوية الإسلامية
#باكستان
#كشمير العالمية من أجل الحرية
#مزمل أيوب ثاكور
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية