
الصحيفة قالت إن العلاقة بين إسرائيل وواشنطن بدأت "تخرج عن السيطرة"..
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، إنه يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "سئم" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لرفض الأخير التصرف وفق توجيهات واشنطن في مسار الحرب ضد قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب وإدارته "سئما ببساطة" من رفض إسرائيل متمثلة في نتنياهو "التصرف وفقا لرؤية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وأضافت أن الأمريكيين "يشعرون أن إسرائيل تضع العديد من الصعوبات في طريق فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام".
وسبق وأعلن ترامب في عدة مناسبات أنه يرى نفسه مخولا للفوز بجائزة نوبل للسلام، سواء عن طريق مساعيه لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا أو الوساطة من أجل التوصل لاتفاق سلام واسع مع إسرائيل يشمل فلسطين ودول أخرى في المنطقة.
وتأتي هذه المساعي بينما ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
وفي السياق، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه قبيل وصول ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، هناك "نشاط أمريكي مكثف" بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقالت: "خلف الكواليس تبذل جهود من قبل الوسطاء ولا سيما قطر التي سيزورها ترامب لتحقيق إنجازات في ملف المحتجزين الإسرائيليين".
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين ينشرون التفاؤل بأن التوصل لاتفاق "ممكن" بينما لا ترى إسرائيل "تحولا بشأن حركة حماس، لكنهم أيضا لا تستبعد إمكانية حدوث مفاجأة بقيادة الولايات المتحدة"، على حد قولها.
ومن المقرر أن يبدأ ترامب زيارته إلى الخليج في 13 مايو/ أيار الجاري، وتشمل السعودية وقطر والإمارات.
وتتزامن زيارة ترامب مع تصعيد عسكري إسرائيلي ملحوظ في قطاع غزة، رغم إبلاغ المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة الاثنين الماضي، أن "الضغط العسكري يُعرّض الرهائن للخطر".
وفي وقت سابق الجمعة، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مصدر مطلع (لم تسمّه) قوله إن "إدارة ترامب تمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حماس قبل زيارة الرئيس المرتقبة للمنطقة".
وأضاف المصدر: "ترى الإدارة الأمريكية في هذا الأمر أهمية بالغة، وتُبلغ تل أبيب بأنه إذا لم تتقدم الأخيرة قدمًا مع الولايات المتحدة نحو اتفاق، فستُترك وشأنها".
وفي سياق متصل، لفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن هناك سلسلة خطوات أمريكية "أثارت دهشة" تل أبيب في الآونة الأخيرة، منها تنازل واشنطن عن تطبيع السعودية مع إسرائيل، والاتفاق مع جماعة "الحوثي" في اليمن.
ونشرت الصحيفة: "التصريحات الأمريكية عن إبرام اتفاق مع السعودية دون إسرائيل هو حلقة أخرى في سلسلة الخطوات الأمريكية التي أثارت دهشة إسرائيل".
ونقلت عن مصادر مطلعة، لم تسمها قولها إن حقيقة أن التطبيع مع السعودية معلق كان "سرا مكشوفا لفترة طويلة".
وتابعت: "الأمريكيون يدركون أن إسرائيل عقبة، ورسالتهم الآن هي أن الولايات المتحدة تتقدم مع السعودية، بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي".
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل "تلتزم الصمت" حيال المواقف الأمريكية تجاه السعودية والحوثي، ما يعني أن العلاقة بين تل أبيب وواشنطن "بدأت تخرج عن السيطرة".
ومساء الثلاثاء، أعلنت سلطنة عمان نجاح وساطة قادتها بين واشنطن وجماعة الحوثي، أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وجاء الإعلان العُماني بعد ساعات من تصريح لترامب أكد فيه التوصل إلى اتفاق هدنة مع الحوثيين بوساطة مسقط، يتضمن وقف الجماعة هجماتها على السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل إنهاء الحملة الجوية الأمريكية ضد مواقعها في اليمن.
وفي المقابل، أوضحت جماعة الحوثي أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، وأن عملياتها ضدها ستستمر دعما لغزة حتى وقف ما تصفه بـ"الإبادة الإسرائيلية" بحق المدنيين الفلسطينيين.
وسبق وقالت مصادر مقربة من ترامب، إنه يشعر "بخيبة أمل" من نتنياهو، ويعتزم التحرك واتخاذ "خطوات" في الشرق الأوسط "بدون انتظاره"، وفق "إسرائيل اليوم".
كما تحدث مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي ياني كوزين عن أن ترامب "قرر قطع الاتصالات" مع نتنياهو، بسبب شكوكه بأن الأخير يتلاعب به.
وقالت المصادر إن ترامب مهتم باتخاذ قرارات يعتقد أنها ستساهم في تقدم الولايات المتحدة، ويُرجح أنها تتعلق بالتطبيع الذي كان مأمولا للعلاقات بين إسرائيل والسعودية، بوساطة أمريكية.
وفي السياق، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن الولايات المتحدة لم تعد تطالب السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل كشرط لإحراز تقدم في محادثات التعاون النووي المدني، إضافة إلى الحصول على أسلحة أمريكية متقدمة، دون إعلان رسمي من الرياض.
ورسميا، ترهن السعودية تطبيع العلاقات المحتمل مع إسرائيل بإنهائها حرب الإبادة التي تشنها على غزة، وأن تنخرط في مسار سياسي جدي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة، أعلن نتنياهو مرارا رفضه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل وبدأ خطوات مكثفة لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، ما يعني في حال حدوثه عدم إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
كما قدم ترامب منذ بدء ولايته الرئاسية الجديدة في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، دعما متنوعا وغير محدود لحكومة نتنياهو، التي تشن منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.
كما حرص في البيت الأبيض على استقبال نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.