يني شفق

وسط قلق الأطباء ودعاء الأمهات.. نفاد الوقود يهدد الأرواح بمستشفيات غزة

09:358/05/2025, الخميس
الأناضول
وسط قلق الأطباء ودعاء الأمهات.. نفاد الوقود يهدد الأرواح بمستشفيات غزة
وسط قلق الأطباء ودعاء الأمهات.. نفاد الوقود يهدد الأرواح بمستشفيات غزة

- يواجه القطاع الصحي في غزة خطر الانهيار مع اقتراب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، ما يهدد حياة آلاف المرضى - وزارة الصحة حذّرت من توقف كامل للخدمات في المستشفيات خلال أيام نتيجة منع إسرائيل من وصول الوقود لها - الفلسطينية نوال أبو رويضة للأناضول: ابنتي تأخذ أوكسجين ونفسها ضيق. إذا انقطعت الكهرباء عن المستشفى، الكل سيموت - متحدث مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران: القرار الإسرائيلي حكم بالإعدام على المرضى والمصابين


في قسم الأطفال بمستشفى "شهداء الأقصى" وسط قطاع غزة، يخيّم الصمت المقلق، لا يُسمع فيه سوى صوت أجهزة الأوكسجين التي قد تتوقف في أي لحظة، مع قرب نفاد الوقود المشغّل للمولدات الكهربائية.

يقف الأطباء والممرضون في حالة ترقّب، بينما تهمس الأمهات بالدعاء أمام أسرّة أطفالهن، بعد أن بات الخطر وشيكًا.

وفي ظل الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي عن قطاع غزة، تعتمد المستشفيات على المولدات الكهربائية كمصدر وحيد للطاقة.

إلا أن هذه المولدات مهددة بالتوقف في أي لحظة بسبب النقص الحاد في الوقود وغياب قطع الغيار، بفعل الحصار الإسرائيلي وتدمير العديد منها خلال العدوان المتواصل.

والثلاثاء، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، إن كميات الوقود المتوفرة في مستشفيات القطاع، لا تكفي سوى لأيام فقط، محذرة من أن استمرار إسرائيل في إعاقة وصول إمدادات الوقود "يهدد بتوقفها عن العمل بالكامل".


وفي أحد أركان القسم، تجلس الفلسطينية نوال أبو رويضة بجانب طفلتها المريضة بضيق في التنفس وضعف عام، نتيجة المجاعة التي تعصف بالقطاع منذ أشهر.

تحاول نوال تهدئة طفلتها المريضة، وتقول بصوت خافت تشوبه المرارة للأناضول: "بنتي دايبة من الجوع... بتاخذ أوكسجين ونفسها ضيق."

وحين سمعت نوال عن احتمال توقف مولدات الكهرباء في المستشفى، بدت عليها علامات القلق وقالت بصوت متهدج: "هل يمكن أن ينقطع الأوكسجين عن ابنتي؟ جئنا نعالج أولادنا بالمستشفى، وإذا توقفت الكهرباء، كيف سيعيشون؟"

وأضافت: "إذا الكهرباء انقطعت في المستشفى، الكل سيموتون".


وفي قسم الحضانات، حيث يرقد العشرات من الأطفال حديثي الولادة، يواصل الأطباء والممرضون عملهم تحت ضغط خانق، يراقبون المؤشرات الحيوية للأطفال بقلق بالغ، وعيونهم تتابع حالة المولدات الكهربائية بالمستشفى.

فيما الأهالي، وغالبيتهم من الأمهات، يلازمون المستشفى في صمت وقلق، ينتظرون أخبارًا مطمئنة عن أطفالهم.

تتنقل بعض الأمهات بهدوء بين أبواب الأقسام، بينما تجلس أخريات على المقاعد أو في زوايا الممرات وهنّ يهمسن بالدعاء.

القسم، رغم ما فيه من عناية، بات مهددًا بالتوقف الكامل، ومعه مهددة حياة الأطفال، جراء وقف إسرائيل إمدادات الوقود.


وقال خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى للأناضول إن "جيش الاحتلال يمنع وصول المنظمات الدولية إلى أماكن تخزين الوقود".

وأكد أن "هذا يعني عمليًا إخراج المستشفيات من الخدمة، خاصة الأقسام الحيوية مثل العناية المركزة، الحضانات، القلب، الكلى، الأشعة، والعمليات."

وأضاف: "عندما تتوقف الكهرباء عن المستشفيات، فهذا بمثابة حكم بالإعدام على المرضى والمصابين، وتوقف سيارات الإسعاف عن العمل يعني ترك الجرحى ينزفون حتى الموت في أماكن الاستهداف."

ومنذ أكثر من 66 يومًا، تمنع إسرائيل إدخال الوقود وقطع الغيار والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى شبه انهيار للقطاع الصحي، وسط تحذيرات من كارثة وشيكة قد تُنهي ما تبقى من حياة في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل.

وأكد الدقران أن "ما يجري هو خطة ممنهجة لإخراج جميع المستشفيات عن الخدمة، وقتل المصابين ببطء، من خلال منع الإسعاف وقطع الكهرباء ومنع دخول الأدوية وحتى التطعيمات الأساسية للأطفال".

وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للضغط على إسرائيل والسماح بإدخال الوقود اللازم قبل فوات الأوان.

وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.

والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محذرا من تزايد العدد في ظل إغلاق تل أبيب للمعابر ومنعها دخول المساعدات الإغاثية منذ شهرين.

ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، جراء التهجير الإسرائيلي، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

#الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة
#توقف الوقود
#غزة
#مشافي غزة
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية