يني شفق

عمال فلسطين بيومهم العالمي.. ضيق العيش بين الإبادة والاحتلال

13:261/05/2025, الخميس
الأناضول
عمال فلسطين بيومهم العالمي.. ضيق العيش بين الإبادة والاحتلال
عمال فلسطين بيومهم العالمي.. ضيق العيش بين الإبادة والاحتلال

- أيمن عمر: مررنا بأشهر صعبة بلا عمل فاضطريت للمجازفة ولعبور الجدار لتوفير لقمة العيش لعائلتي - رئيس اتحاد نقابات العمال: عدد شهداء لقمة العيش منذ بداية الحرب حتى مطلع مايو بلغ 33 عاملا - جهاز الإحصاء: معدل البطالة بغزة بالربع الرابع من 2024 بلغ 68 بالمئة مقابل 45 بالمئة بالربع الثالث من 2023

لأجل لقمة العيش، يخاطر العامل الفلسطيني أيمن عمر بحياته يوميا، بتجاوزه جدار الفصل "العنصري" الذي أقامته إسرائيل بشكل مخالف للقانون الدولي بالضفة الغربية، للوصول إلى عمله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

يضطر عمر وأقرانه لهذه المغامرة التي قد تفضي إلى اعتقالهم أو إطلاق النار عليهم، بسبب إغلاق إسرائيل المعابر ووقف تصاريح العمل منذ بدء الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

عمر (39 عاما) هو اسم مستعار لمواطن فلسطيني من محافظة قلقيلية شمال الضفة، طلب عدم نشر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، ويقول للأناضول إنه كان يعمل بتصريح في قطاع البناء لصالح أرباب عمل إسرائيليين.

لكن مع اندلاع الحرب على غزة وامتداد التصعيد الإسرائيلي إلى الضفة الغربية، توقفت تصاريح العمل، ما دفع عمر إلى المغامرة بتسلق الجدار والعبور عبر مسالك وعرة في محاولة لتأمين مصدر دخل لأسرته.

وكانت إسرائيل شرعت في يونيو/ حزيران 2002 ببناء الجدار الأسمنتي على أراضي الضفة الغربية، لمنع الفلسطينيين من التنقل، وهي خطوة أدانتها السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، فيما أصدرت محكمة العدل الدولية بالعام 2004 قرارا استشاريا يقضي بعدم شرعيته.

** مجازفة لأجل العيش

ويضيف عمر: "مررنا بأشهر صعبة بلا عمل، فاضطررت للمجازفة وعبور الجدار لتوفير لقمة العيش لعائلتي"، مبينا أن تلك الرحلة محفوفة بالمخاطر، إذ يتطلب الأمر تسلق الجدار والمرور عبر تضاريس وعرة وصولا إلى أماكن العمل.

ويشير إلى أن الرحلة - جزء منها سير على الأقدام والآخر بوسائل نقل مختلفة - كانت تستغرق ساعتين قبل وقف تصاريح العمل، وأنها باتت حاليا تستغرق عدة ساعات.

ويوضح أن القوات الإسرائيلية تلاحق العمال وتطلق الرصاص عليهم، وتعتقل من يمكنها الإمساك به، حيث يتعرضون لضرب ولمحاكمات جائرة.

ويروي عمر حادثة لأحد أصدقائه سقط أثناء مطاردته ما تسبب في كسور برجليه، خضع إثرها لعمليات زرع بلاتين، وما يزال يعاني من آثار الإصابة، مبينا أن هذه "مجرد حادثة من بين عشرات الحوادث المماثلة".

ورغم وصولهم إلى أماكن العمل، يعاني هؤلاء العمال من تدني الأجور وغياب الحقوق الأساسية، بالإضافة إلى تكلفة مالية تبلغ نحو 300 دولار يدفعونها للمهربين والناقلين.

** فقدان جماعي للعمل

قصة عمر تمثل واحدة من آلاف القصص لعمال فلسطينيين فقدوا أعمالهم منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي بيان وصل الأناضول، قال شاهر سعد، رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين، إن عدد "شهداء لقمة العيش" الذين قضوا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية الحرب حتى مطلع مايو/أيار الجاري بلغ 33 عاملاً.

وأوضح أن "بعضهم استشهد أثناء عبور الجدار أو خلال اقتحامات مواقع العمل أو إثر التعذيب أثناء التحقيق، فيما توفي آخرون من قطاع غزة في مراكز الإيواء بالضفة الغربية نتيجة نوبات قلبية ناجمة عن قهر الفقد والانفصال عن عائلاتهم".

وذكر أن عدد العمال الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ بدء الحرب بلغ نحو 11 ألف عامل، سواء خلال عملهم في الداخل أو من مراكز الإيواء بالضفة، مبينا أن بعضهم أُفرج عنهم وآخرون ما زالوا قيد الاعتقال.

وبيّن سعد أن أكثر من نصف مليون فلسطيني باتوا عاطلين عن العمل، بعد منع إسرائيل عشرات الآلاف العمال من العودة لأعمالهم.

ولفت إلى أن نسبة البطالة ارتفعت بشكل غير مسبوق، لتصل إلى 507 آلاف عاطل عن العمل في عموم الأراضي الفلسطينية.

وأوضح أن نحو 220 ألف عامل كانوا يعملون في إسرائيل فقدوا أعمالهم، ولم يسمح لأغلبيتهم بالعودة، كما حرموا من أجورهم المستحقة.

وتابع: "الاحتلال لا يزال يمنع آلاف العمال من الوصول لأعمالهم، ومن يتجاوز هذه القيود يتعرض للاعتقال والتنكيل وفرض غرامات باهظة".

** العمال هدف مباشر

من جهتها، قالت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، في بيان مشترك وصل الأناضول، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف فئة العمال، كما فعل مع بقية فئات الشعب الفلسطيني، عبر الاعتقال والملاحقة.

وأضاف البيان الصادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية)، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير: "الاحتلال صعّد منذ بدء الإبادة من عمليات الاعتقال والملاحقة بحق العمال، في إطار سياسة انتقام جماعي ممنهجة".

وأكدت المؤسسات أن آلاف العمال تعرضوا للاعتقال الجماعي والانتهاكات الجسيمة، في تصعيد غير مسبوق مقارنة بمراحل سابقة من النضال الفلسطيني.

** البطالة

وفي سياق متصل، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن نتائج مسح القوى العاملة بقطاع غزة أظهرت ارتفاع معدلات البطالة في الربع الرابع من العام 2024 إلى نحو 68 بالمئة، مقابل 45 بالمئة في الربع الثالث من العام 2023.

وأضاف أن تأثير العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على غزة بل امتد إلى الضفة الغربية، حيث أدى تشديد الإجراءات العسكرية وتقييد الحركة بين المحافظات ومنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم إلى شل الحياة الاقتصادية.

وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة في الضفة الغربية ارتفع إلى 31 بالمئة عام 2024، مقارنة بـ18 بالمئة في 2023، مع ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 313 ألفاً، بعد أن كان نحو 183 ألفاً في العام السابق.

** عجز تام في غزة

فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الخميس، إن العمال يعيشون حالة من "العجز التام" في تأمين مصدر دخل بسبب الأزمة الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بدعم أمريكي.

وأوضح المكتب في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمال الموافق 1 مايو/ أيار من كل عام: "في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للعمال، يمر قطاع غزة بظروف مأساوية نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر، وما خلفه العدوان العسكري المتعاقب من آثار مدمرة على كافة قطاعات الحياة".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

#إسرائيل
#العمال الفلسطينيين
#فلسطين
#يوم العمال العالمي
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية