
وزير الخارجية الروسي: لطالما دعمنا في الأمم المتحدة معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية في الفضاء، ولكن الولايات المتحدة تعارضها. ندعم المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، ونحن مستعدون للمساعدة إذا طلب الطرفان.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده لن تجعل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها بشكل غير قانوني عام 2014، موضوعًا للتفاوض.
وفي مقابلة مع قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، استعرض لافروف وجهات نظر بلاده بخصوص إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا، والمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، ومسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وشدد لافروف خلال المقابلة على أن روسيا لن تتفاوض حول شبه جزيرة القرم، قائلا: "روسيا لا تجعل أراضيها موضوعًا للتفاوض"، وفق تعبيره.
وفيما يتعلق بمقتل 12 مدنيًا في هجوم نفذته القوات الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف، زعم لافروف أن القوات الروسية تستهدف فقط المواقع العسكرية، خلافًا لإدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وبشأن رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجوم بقوله "فلاديمير، توقف"، أوضح لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم فكرة وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا التي طرحتها واشنطن، لكنه أشار إلى أن الهدنة يجب ألا تُستغل لتعزيز قدرات الجيش الأوكراني.
وعارض لافروف المواقف التي أعلنها كل من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، واللذين أعربا عن دعمهما وقفًا لإطلاق النار يعزز قوة أوكرانيا، قائلًا: "إذا كان هذا هو الهدف من الهدنة، فلا أعتقد أن الرئيس ترامب يريد ذلك. زيلينسكي والدول الأوروبية يحاولون استغلال مبادرة ترامب لوقف إطلاق النار لصالح أوكرانيا".
وأشار لافروف إلى أنه يعتقد أن إدارة ترامب تسير في الطريق الصحيح فيما يخص وقف إطلاق النار، مؤكداً أن روسيا مستعدة للهدنة ولكن بعض التفاصيل بحاجة إلى تعديل.
وأكد لافروف أنهم سيواصلون التواصل مع الجانب الأمريكي، مشيراً إلى وجود مؤشرات عديدة على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
ووصف لافروف الرئيس ترامب بأنه "الزعيم الوحيد الذي يتعامل مع جوهر القضية"، مؤكدًا تأييده لتصريحات ترامب التي وصف فيها انضمام أوكرانيا إلى الناتو بأنه "خطأ جسيم".
وأضاف لافروف: "على عكس الآخرين، نحن أناس مهذبون حقًا. لا نتحدث علنًا عما يُناقش في المفاوضات، لأن ذلك يفقد العملية جديتها. إذا أردتم معرفة رأي أحد حول هذا الموضوع، اسألوا زيلينسكي، فهو يتحدث للجميع عبر وسائل الإعلام، بما في ذلك عن الرئيس ترامب".
وفيما يخص احتمال عقد لقاء بين ترامب وبوتين خلال الأيام المقبلة، قال لافروف: "سمعت أن ترامب يخطط لعقد لقاء في منتصف مايو/ أيار، وقد يقترح بعض التواريخ بعد ذلك. لا أستطيع إضافة شيء آخر".
وحول اجتماع الرياض بين الولايات المتحدة وروسيا، شدد لافروف على أن سياسات البلدين تستند إلى مصالحهما الخاصة، محذرًا من أن تضارب هذه المصالح قد يؤدي إلى تصعيد، وهو ما يتحمل مسؤوليته الطرفان باعتبارهما قوتين عظميين.
وبخصوص تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي دعا إلى اتخاذ قرار سريع بشأن وقف إطلاق النار، قال لافروف: "هذا نوع من نفاد الصبر. في الثقافة الأمريكية يتم خلق توقعات ثم يتم إشعال التوتر حولها. هذا لا يتوافق مع الواقعية السياسية".
وفيما يتعلق بنيّة الولايات المتحدة تشغيل محطة زابوروجيا النووية الواقعة في الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية، أكد لافروف أن المحطة تحت إدارة روسيا، وأنها في "أيادٍ أمينة"، وأن هذا الملف ليس موضوعًا للتفاوض.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستتخلى عن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع إيران، أجاب لافروف بأنهم لم يتلقوا أي طلب من هذا القبيل، مشدداً بالقول: "ندعم المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، ونحن مستعدون للمساعدة إذا طلب الطرفان ذلك."
ونفى لافروف المزاعم التي وردت في تقارير المخابرات الأمريكية بشأن قيام روسيا بتطوير قمر صناعي قادر على حمل رؤوس نووية، وقال: "لطالما دعمنا في الأمم المتحدة معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية في الفضاء. ومع ذلك، تعارض الولايات المتحدة هذه المعاهدة".
كما رفض لافروف التفسيرات القائلة بأن روسيا ليست مستعدة لتقديم أي تنازلات في ملف أوكرانيا، قائلاً: "لقد شددنا مرارًا على أننا نسعى لتحقيق توازن المصالح في جميع العمليات ذات الصلة. إذا لم يكن هذا يعني الاستعداد للتفاوض، فلا أعرف كيف أشرح الأمر بطريقة أخرى".
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.