يني شفق

سلام وتعليم وحياة كريمة.. أحلام "صغيرة" بغزة في يوم الطفل الفلسطيني

11:205/04/2025, السبت
الأناضول
سلام وتعليم وحياة كريمة.. أحلام "صغيرة" بغزة في يوم الطفل الفلسطيني
سلام وتعليم وحياة كريمة.. أحلام "صغيرة" بغزة في يوم الطفل الفلسطيني

ـ أطفال فلسطينيون يعيشون واقعا مأساويا في المخيمات والملاجئ تحت وطأة إبادة إسرائيلية متواصلة حرموا خلالها من أبسط مقومات الحياة ـ يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 أبريل يأتي هذا العام في ظروف استثنائية قاسية إذ تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي

داخل خيام مهترئة من القماش والنايلون في مناطق النزوح بقطاع غزة، يعيش أطفال فلسطينيون واقعا مأساويا تحت وطأة إبادة إسرائيلية متواصلة، حرموا خلالها من أبسط مقومات الحياة، ويتمنون فقط نهايتها والعودة إلى حياة كريمة.

ففي المناطق الغربية من مدينة خان يونس جنوب القطاع، لا يلعب الأطفال كما يفعل أقرانهم في العالم، بل ينشغلون بجمع الحطب وقطع النايلون لإشعال النار وطهي ما تيسر من طعام، وسط انعدام الغاز وندرة المواد الغذائية.

ويأتي يوم الطفل الفلسطيني، الموافق 5 أبريل/ نيسان سنويا، هذا العام في ظروف استثنائية قاسية، إذ تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، ما حول الطفولة إلى معاناة يومية يعيشها الصغار في المخيمات والملاجئ.

في 16 مارس/ آذار الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن الأطفال في فلسطين يواجهون أوضاعا "مقلقة للغاية" حيث يعيشون في "خوف وقلق شديدين"، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.

فيما قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، إن "مليون طفل بقطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار" الناجمة عن الإبادة.

وأضاف فليتشر في جلسة لمجلس الأمن الدولي: "على مدى 15 شهرا في غزة (خلال الإبادة وقبل استئنافها) قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد".

وأوضح أن الأطفال في غزة يفقدون مدارسهم وتعليمهم، وأن المصابين منهم بأمراض مزمنة يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.

وأردف: "وفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، يحتاج مليون طفل إلى الدعم النفسي والاجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار. تعرض جيل كامل لصدمة نفسية".

** بيان.. تتمنى الصمت

خارج خيمتها، تقف الطفلة بيان بملابس ممزقة ووجه شاحب، وقالت للأناضول: "نتمنى أن تنتهي الحرب، لا نريد سماع صوت القصف والانفجارات، لا نريد رؤية القتلى والجرحى".

وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تعيش حياة كريمة، وتنعم بالطعام والشراب كباقي أطفال العالم.

** بحث عن حطب

ولا يختلف حال الطفلة جنى، التي تمضي وقتها في البحث عن الورق والنايلون لإشعال النار، إذ قالت إنها تجمع ما تيسر من النايلون والورق والحطب لإشعال النيران، بسبب عدم توفر غاز الطهي.

وتتمنى جنى كما قالت للأناضول، أن تعيش حياة كريمة وتلعب وتتعلم مثل باقي الطلاب في العالم، وأن تنتهي الحرب.

** حلم الطبيب واللعب

أما الطفل ناصر النواجحة فيخفي جزعه بصعوبة من القصف الإسرائيلي، خلال حديثه لمراسل الأناضول.

وأشار إلى أنه عند سماع صوت الطائرات ينزل إلى الأرض ويشعر بالخوف من فقدان أحد أفراد أسرته بعدما فقد والده في غارة إسرائيلية على مدينة رفح.

وتمنى ناصر أن يصبح طبيبا وأن يتعلم، وتغدو الحياة أفضل، وتنتهي الحرب.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن 39 ألفا و384 طفلا بغزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما خلال الإبادة الإسرائيلية.

وأفاد في بيان عشية يوم الطفل، بأن حوالي 17 ألف طفل من بين هؤلاء حرموا من كلا الوالدين، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قاسية مع الحياة دون سند أو رعاية.

وأضاف: "يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف مأساوية، حيث اضطر الكثير منهم للجوء إلى خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي".

وبحسب تقارير حقوقية سابقة، فإن سبب ابتعاد الأطفال عن ذويهم هو القتل أو الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي.

وفي فبراير/ شباط 2024، قال مدير اتصالات اليونيسف في الأراضي الفلسطينية جوناثان كريكس بالخصوص، "إن لكل طفل من هؤلاء قصة مفجعة".

كما تسبب انفصال الأطفال عن ذويهم بتحملهم أعباء ومسؤوليات أكبر من أعمارهم فباتوا مسؤولين عن توفير الطعام والشراب لعائلاتهم ومقومات الحياة الأخرى، حيث انخرط مئات منهم في العمالة.

من جهته، يحلم الطفل الفلسطيني علي أبو السعيد بأن تنتهي الحرب ليعود للعب مع أصدقائه ويعيش كغيره من أطفال العالم.

أما الطفلة فاطمة، فقالت للأناضول: "في غزة لا يوجد شيء، أتمنى أن أصحو وأجد الحرب انتهت والطيران أوقف القصف".

وأضافت: "قصف قريب أصاب المنطقة، والشظايا وصلت إلينا، كنت خائفة، قلبي كاد أن يتوقف".

ومنذ بدء إسرائيل حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواجه أطفال غزة أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60 بالمئة من إجمالي الضحايا.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 بالمئة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

هذه الإبادة لاحقت الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، بدءا بالأجنة في أرحام أمهاتهم، مرورا بالخدج بعمر أقل من 9 أشهر داخل الحضانات، وحتى السن التي حددتها اتفاقية حقوق الطفل الأممية على ألا يتجاوز "18 عاما".

وخلال أشهر الإبادة، قتلت إسرائيل بغزة نحو 17 ألفا و954 طفلا بحسب بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان عشية يوم الطفل الفلسطيني.

فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في 1 أبريل الجاري، إن 322 طفلا قتلوا وأصيب 609 آخرون منذ استئناف إسرائيل الإبادة الجماعية وخرقها وقف إطلاق النار في 18 مارس الفائت.

وأضافت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، أن الأطفال أُجبروا على العودة إلى دائرة مميتة من العنف عقب انهيار وقف إطلاق النار، ودعت جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم في إطار القانون الإنساني الدولي.

وفي 18 مارس الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

#أطفال غزة
#الابادة
#غزة
#وحياة كريمة
#يوم الطفل الفلسطيني
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية