يني شفق

وليد أحمد.. "أول شهيد قاصر" بسجون الاحتلال

06:364/04/2025, الجمعة
الأناضول
وليد أحمد.. "أول شهيد قاصر" بسجون إسرائيل
وليد أحمد.. "أول شهيد قاصر" بسجون إسرائيل

خالد أحمد، والد الراحل وليد، في حديث للأناضول: - اعتُقل فجر 30 سبتمبر 2024 من منزل العائلة بعد اقتحام عنيف من قبل قوات الاحتلال تم خلاله تكسير الأثاث - كان طالبا يتمتع بصحة ممتازة، وهداف فريق قريته لكرة القدم، ويستعد للانضمام للمنتخب الفلسطيني - نجلي يحمل الجنسية البرازيلية، ما دفع جهات رسمية ومؤسساتية في البرازيل إلى متابعة القضية - العائلة تتواصل مع جهات دولية وحقوقية وأطراف رسمية فلسطينية في محاولة لاستعادة الجثمان

حالة من الصدمة والحزن تخيم على عائلة الفلسطيني القاصر وليد خالد عبد الله أحمد، لفقدانها نجلها البكر داخل السجون الإسرائيلية جراء الانتهكات التي مورست بحقه، مطالبة بمحاسبة تل أبيب على هذه الجريمة وتسليم جثمانه لدفنه وفق الشريعة الإسلامية.

داخل المنزل ببلدة سلواد شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، تجلس العائلة المفجوعة في أجواء يسودها الحزن والذهول، بينما يحمل والده صورا لنجله وليد، تُظهر ملامح الفتى المبتسم الذي لم يمهله السجان الإسرائيلي ليكمل عامه السابع عشر.

الأسبوع الماضي أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وفاة الأسير القاصر وليد أحمد داخل سجن "مجدو" الإسرائيلي.

وقالت المؤسستان في بيان مشترك إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتهما رسميا باستشهاد المعتقل القاصر أحمد من بلدة سلواد شرقي رام الله، داخل سجن مجدو".

وأشارتا إلى أن ذلك "يضاف إلى سجل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة للانتهاكات الممنهجة في السجون الإسرائيلية، والتي تصاعدت منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

وذكرت المؤسستان أن وليد اعتُقل في 30 سبتمبر/أيلول 2024، وكان لا يزال موقوفًا، دون الكشف عن ظروف وفاته حتى الآن.

اعتقال بصحة جيدة

يروي الأب خالد، للأناضول، تفاصيل اعتقال نجله فجر ذلك اليوم، عقب اقتحام عنيف للمنزل من قبل قوات إسرائيلية، تم خلاله تكسير الأثاث، واعتقال وليد وهو يرتدي ملابسه الداخلية.

وأضاف: "كان وليد طالبا في الثانوية العامة، يتمتع بصحة ممتازة، وهداف فريق قريته لكرة القدم، ويستعد للانضمام إلى المنتخب الوطني الفلسطيني".

وأوضح أن "وليد كان يطمح لدراسة العلوم المصرفية في الخارج والعودة لخدمة شعبه"، مؤكدا أن العائلة لا تزال تعيش "وجع الفقد وصدمته"، لا سيما أنه الابن البكر وله شقيق وأختان.

اتهام بتعمد القتل

واتهم الأب الجيش الإسرائيلي بـ"تعمد قتل نجله القاصر"، مشيرا إلى أن وليد تعرض للضرب والتجويع والإهمال الطبي، وفق تقرير لتشريح الجثمان.

وقال للأناضول: "ابني خسر الكثير من وزنه وأصيب بالجرب والتهابات، وفقد الوعي قبل أن يعلن عن استشهاده"، مشيرا إلى أن إسرائيل تحرم الأسرى القاصرين من الطعام والعلاج.

وكشف أن ابنه يحمل الجنسية البرازيلية ما دفع جهات رسمية ومؤسساتية في البرازيل إلى متابعة قضيته، رغم أنه "لا يثق بأي لجان تحقيق"، مؤكدا أن مطلب العائلة الأساس هو "تسليم الجثمان لدفنه وفق الشريعة الإسلامية".

ولفت إلى أن العائلة تتواصل مع جهات دولية وحقوقية وأطراف رسمية فلسطينية في محاولة لاستعادة الجثمان.

وقال "وليد هو الشهيد القاصر الأول في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023".

"أول شهيد قاصر" في السجون منذ 7 أكتوبر

من جانبها، قالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير، أماني سراحنة، للأناضول، إن "وليد هو أول شهيد قاصر يرتقي داخل السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وهو من بين 63 أسيرًا معلومة هوياتهم استُشهدوا منذ بدء الحرب".

وأشارت سراحنة إلى وجود عدد غير معروف من الشهداء داخل السجون، معظمهم من قطاع غزة، لم تُكشف هوياتهم بعد، اعتقلوا بعد 7 أكتوبر.

وأضافت أن التقرير الطبي يُشير إلى أسباب متعددة لوفاة وليد، أبرزها التجويع ووجود كدمات بالجسد والتهابات وإصابات بمرض الجرب، إضافة إلى الإسهال والقيء، مؤكدة أن "الجوع يُرجح أن يكون السبب الرئيس للوفاة".

وأوضحت أن حالة وليد تعكس واقعا خطيرا يعيشه الأسرى، خصوصا الأطفال، مشيرة إلى أن استمرار الظروف الحالية "ينذر بسقوط شهداء جدد داخل السجون جراء سياسة التجويع".

وأكدت أن "استشهاد وليد يُعيد فتح ملف الإهمال الطبي والتجويع والانتهاكات الجسيمة داخل سجون الاحتلال"، محذرة من أن "الأوضاع تزداد خطورة مع مرور الوقت".

ووفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، فإن الفلسطينيين "يواجهون في سجون الاحتلال الإسرائيليّ جرائم منظمة وممنهجة، بلغت ذروتها منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية، وأدت إلى استشهاد العشرات".

وسبق أن "أُعلن عن هويات 63 أسيرا ومعتقلا ممن استشهدوا من بينهم 40 من غزة، فيما لا يزال العديد من الشهداء بين صفوف معتقلي غزة رهن الاختفاء القسري"، وفق المؤسستين.

ويقبع في سجون إسرائيل أكثر من 9500 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبًا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

#السجون الإسرائيلية
#فلسطين
#وليد خالد أحمد
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية