يني شفق

في الأقصى.. المعتكفون يفتقدون فلسطينيي الضفة ويتألمون لغزة

07:2828/03/2025, الجمعة
الأناضول
في الأقصى.. المعتكفون يفتقدون فلسطينيي الضفة ويتألمون لغزة
في الأقصى.. المعتكفون يفتقدون فلسطينيي الضفة ويتألمون لغزة

- إسرائيل منعت فلسطينيي الضفة دون سن 55 عاما من المرور عبر حواجزها المحيطة بالقدس للوصول إلى الأقصى - الصلاة في الأقصى تكاد تقتصر على مواطني القدس الشرقية والداخل وعشرات من بريطانيا وجنوب إفريقيا وتركيا - محمد مصاروة: قلوبنا تتألم لما يحدث مع إخواننا في غزة والضفة الغربية، نفرح بطاعة الله والرباط ولكن هناك غصة - قتيبة تايه: منعوا أهل الضفة من دخول القدس وبالتالي الغالبية العظمى من الداخل الفلسطيني، والله يفرج همّ أهل غزة

للسنة الثالثة على التوالي، يحافظ محمد مصاروة، من مدينة باقة الغربية (شمال)، على الاعتكاف بالعشر الأواخر من شهر رمضان في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة.

في باحة المسجد، قال مصاروة لمراسل الأناضول: "الأجواء جميلة، هذه هي بوابة السماء، من أراد الاتصال بالسماء فليأت إلى المسجد الأقصى".

ويعتكف مصاروة مع اثنين من أبنائه في خيمة بباحة المسجد الأقصى يمكن من خلالها رؤية قبة الصخرة المشرفة.

بدأ الرجل الاعتكاف في الأقصى عام 2000 مع بعض التوقف، ولكن منذ ثلاث سنوات يحافظ على الاعتكاف فيه.

ويعتكف مئات الفلسطينيين في الأقصى، ولكن هذا العام غاب بشكل ملحوظ المصلون من الضفة الغربية المحتلة.

ومنعت إسرائيل الفلسطينيين من سكان الضفة دون سن 55 عاما من المرور عبر الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس للوصول إلى المسجد الأقصى.

كما تشترط على مَن هو فوق سن 55 عاما الحصول على تصاريح خاصة، من الصعب استخراجها، للسماح لهم بالمرور عبر الحواجز إلى الأقصى.

ولا تفرض السلطات الإسرائيلية أي شروط للتنقل على المواطنين في الداخل الفلسطيني، أي الأراضي المحتلة عام 1948.

وقال مصاروة: "نتذكر تلك الأيام التي كان يشارك فيها أخوة من غزة والضفة الغربية بالاعتكاف".

واستدرك: "ولكن هذا العام نادرا ما تجد أحدا من الضفة الغربية ومَن تجده يكون عمره أكثر من 50 عاما".

وعن برنامج الاعتكاف، قال: "نقيم صلاة الفجر، ومن ثم درس للقرآن، ومن ثم صلاة الضحى".

وتابع: "ولاحقا درس للقرآن تجويد مع تفسير، ومن ثم ننام حتى موعد صلاة الظهر، ومن ثم حلقة علم".

وبعدها "يقوم أحد أفراد المجموعة بالتوجه إلى السوق من أجل مشتريات احتياجات الإفطار والسحور، ولاحقا صلاة العصر، ويليه تحضير الطعام، وأيضا الدعاء والأذكار"، حسب مصاروة.

وأضاف: "تكون الفترة ما بين المغرب والعشاء استراحة للطعام والحلويات، ومن ثم العشاء والتراويح، وبعدها ننام حتى ما بعد منتصف الليل، حيث تجرى صلاة التهجد، ومن ثم السحور والاستعداد لصلاة الفجر".

وأردف: "نعد إفطارنا بأنفسنا ونوزع بعض الطعام".

وتقدم دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وجبات إفطار لآلاف المصلين في المسجد الأقصى يوميا.

ووفق معطيات الدائرة، شهد العام الجاري انخفاضا في أعداد المصلين؛ جراء منع السلطات الإسرائيلية فلسطينيي الضفة من الوصول إلى القدس.

وتكاد تقتصر الصلاة على سكان القدس الشرقية وفلسطينيي الداخل وعشرات من مسلمي بريطانيا وجنوب إفريقيا وتركيا وغيرها من البلدان الذين وصلوا إلى المدينة للصلاة في المسجد الأقصى.

ورغم فرحة مصاروة بالاعتكاف في المسجد الأقصى، إلا أنه يشعر بالألم بسبب ما يجري في قطاع غزة.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 164 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

مصاروة قال: "قلوبنا مع إخواننا في غزة ونحن نتألم وقلوبنا تعتصر ألما على ما يحدث مع إخواننا في غزة والضفة الغربية".

وأضاف: "لا توجد فرحة، نحن نفرح بطاعة الله والرباط بالمسجد الأقصى، ولكن تبقى هناك غصة على ما يحدث لشعبنا، ونسأل الله أن يفرج عنا".

وتابع: "رسالتنا إلى العالم الإسلامي بأن الأقصى وقف للأمة الإسلامية، وهو بيت الله، وسيبقى وإن شاء الله يتحرر".

وأردف: "بقي الصليبيون 99 عاما هنا وانتهى احتلالهم، وبالتالي فإن هذا البلد لا يبقى فيه ظالم، وإن شاء الله تفتح الأبواب لجميع المسلمين في العالم للصلاة هنا".

ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تكثف إجراءاتها لتهويد مدينة القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، عبر جرائم بينها الاستيطان والتهجير.

وهم يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

** "الله يفرج همهم"

ويُسمح بالاعتكاف المقيد في المسجد الأقصى في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، ويحاول البعض الاعتكاف بدءا من أول الشهر لكن الشرطة الإسرائيلية تمنعهم وتطردهم بالقوة.

وقال قتيبة تايه (27 عاما)، وهو بيطري من مدينة قلنسوة (شمال)، للأناضول: "هذه المرة الثانية التي اعتكف فيها بالمسجد الأقصى، بالمرة الأولى اعتكفت لمدة 3 أيام، أما هذه المرة فالعشر الأواخر كاملة".

وأضاف: "نصلي الصلوات في وقتها ونقرأ القرآن والأذكار ونقوم الليل"، وبحزن تابع: "منعوا أهل الضفة الغربية من الدخول إلى القدس".

وأردف: "وبالتالي فالغالبية العظمى من الداخل الفلسطيني وبعض المسلمين من بريطانيا وجنوب إفريقيا".

وعن رسالته لسكان غزة قال: "الله يفرج همهم".

ومنذ بدئه حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل أكثر من 939 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و700، وتهجير أزيد من 40 ألفا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.​​​​​​​

#إسرائيل
#الضفة الغربية
#القدس الشرقية
#المسجد الأقصى
#شهر رمضان
#غزة
#فلسطين
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية